الحَمَاقَاتُ الأَمْرِيِكيَّةُ العَشـْـــرْ

الحماقة الأولى : إنتخابهم بوش الأحمق الذي صار حمقه مضرب المثل في العالم .

الحماقة الثانيــة : ظنّهم ـ إغترارا بطغيانهم الأعمى ـ أنهم بإمكانهم أن يأتوا إلى بلادنا محتلين ، ثم لاينتهي بهم الأمر حتى يمحوا القرآن ، ويجتثوا الإسلام ، وينشروا عهرهم السياسي الذي يسمونهم ديمقراطية ، وإنحلالهم الأخلاقي الذي يسمونهم حرية ، وجشعهم الرأسمالي الذي يسمونه الإقتصاد الحر ، وأنهم لن يقف في وجوهم شيء ،

فبعث الله عليهم من حيث لم يحتسبوا ، أبطال الإسلام فأذاقوهم كأس الموت الزعاف ، فعاد الإسلام بحمد الله أشد ظهورا ، وأقوى حضورا ، وأكثر إنتشارا في بلادنا مما مضى ، وإمتـدت وعلت شعائره ومظاهـره ، حتى الحجاب والخمار ، وزاد عدد الذين يدخلون فيه أضعافا مضاعفة .

الحماقة الثالثة : فشلهم المدوّي في العراق ، فلم يحققوا شيئا من أهدافهم ، بل عادت عليهم كلّها بالويل والثبور

أما على مستوى حرب العقول فذلك لعمري الفشل الكارثي بحمد الله تعالى ، فلم تكن السوءات الأمريكية ـ قط ـ أشد إنكشافا مماهي عليه اليوم ، بعد الفضائح التي توالت بسبب ما أسموه (الحرب على الإرهاب) ، ثم حرب العراق ، ولم يمجّ الناس ثقافتهم كما مجّوها هذه الأيام ،

ومعلوم أن هذه الخسارة هي الخسارة الحقيقية التي لاتعوّض ، أعني الإفلاس الحضاري فالحمد لله الذي خيّب سعيهم .

أما على مستوى حماية الصهاينة ، فالصهاينة اليوم أشد خوفا مما مضى على مستقبلهم ، وأكثر تفككا ، وأعظـم قلقا مما كانوا قبل أن تأتي الجيوش الأمريكية إلى العراق ،

وحتى يتضح ذلك فلنتذكر أنّ الكيان دولة هجرة ، إعتمادها الأساسي على إستقدام أكبر عدد ممكن من اليهود إليها ، ولذلك فإنّ ثمـّة 3 آلاف يهودي اسرائيلي ينتشرون في أرجاء العالم المختلفة للعمل على حث اليهود على الهجرة إلى الكيان الصهيوني 2500 منهم يخدمون لمدة 3 أشهر فقط ويتم استبدالهم, و500 يخدمون لمدة سنتين قابلة للتمديد إلى 3 سنوات, وفي حالات نادرة إلى 4 سنوات ، ويعمل هؤلاء إلى جانب طواقم السلك الديبلوماسي الصهيوني الرسمي في كل البلدان ،

ومع ذلك فإن آخر الاستطلاعات الصهيونية ـ أجرتها يديعوت أحرنوت ـ أثبتت أن عشرين بالمائة من اليهود يرغبون في الهجرة المعاكسة إلى خارج الكيان .

وقد أصيب الجيش الصهيوني بنكسة لم يعرف مثلها في تاريخه العام الماضي ، على يد الجيش الإيراني في جنوب لبنان ، أدت إلى عواصف سياسية انتهت بطرد رئيس الأركان .

فسبحان الذي سلط عليهم عدوّا عكس عليهم مقصودهم من جلب الصليبين إلى بلادنا ، مصداقا لقول الحـق سبحانه ( وإذْ تأذّن ربُّك ليبعثنَّ عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب )

وأما على مستوى الإستحواذ على النفط ، فقـد كان الفشل ذريعا فيـه ، فقد تحوّل من أربعين إلى خمسين بالمائة من عائدات النفط العراقية إلى جيوب الميليشيات ، والعصابات الإجرامية الموالية لإيران وغيرها ، فضلا عن عمليات التخريب المستمرة ،

أما على مستوى هدف بناء النموذج السياسي المستقر الذي يعطي مثالا لمشروع (الشرق الأوسط الجديد) ، فقد باءت هنا أمريكا بأعظم فشل في تاريخها ،

لقد جاءت إلى بلد مستقر آمن ، فحولته إلى أعظم مكان للفوضى والإجرام في العالم ، وسفكت بسبب إجرامها دماء أكثر من ستمائة وخمسة وخمسين ألف عراقي ، وفق دراسة أعدها باحثون أمريكيون بإشراف : جيلبرت برنهام من كلية "جونز هوبكنز بلومبرج" للصحة العامة بجامعة جونز هوبكنز الأمريكية .

هذا بلا ريب إضافة إلى ملايين المتضررين من هذا الإجرام الأنجلو أمريكي.

فأيّ فشل إجرامي لمن ادّعى أنه جاء يحمل نور الأمل بفوّهات الدبابات ! أبْيـن من هذا ، وأيّ مثال لإفساد أمّة مفسدة تدعي أنها حضارة أعظم منــه ؟!

الحماقة الرابعة : ما دفعه إليها الحقد من إظهار صور تعذيب المسلمين في سجونها فعاد عليه ذلك بالسوء .

الحماقة الخامسة : إحتجازها الأسرى في جزيرة كوبا ، حتى لا ينالوا حقوق الدستور الأمريكي ، أو حقوق الأسرى وفق ميثاق جنيف ، فعاد عليهم ذلك بفضيحة تاريخية ، ولم يحققوا هدف إرهاب من يريد قتالهم ، بل زاد عدد المجاهدين بحمد الله تعالى .

الحماقة السادسة : جاءوا للعراق لينتقموا من قتلى الحادي عشر من أيلول ، فقتل منهم في العراق أكثر ممن قتل في ذلك اليوم .

الحماقة السابعة : جاؤوا ليستولوا على كنوز العراق ، فأنفقوا أكثر من ثلاثمائة مليار دولار على حرب فاشلة لم يحققوا شيئا من أهدافها ، وأثمرت إنشقاقا في سياستهم وتفرقـا لصفهم ، وسخطا عامـا في شعبهم ، وخسارة فادحة على مستوى السياسة الدولية ،والسمعة العالمية .

فكانوا كمثل لص ذهب ليسرق فأخذه أهل البيت ، وسرقوا ما معه ، وولـّى هاربا بعدما أوسعوه ضربا !!

الحماقة الثامنة : ذهبوا إلى أفغانستان ليقضوا على القاعدة، وليُلقوا القبض على الشيخ أسامة بن لادن ، والملا عمر ، وقيادات القاعدة ، فبقيت القاعدة تسومهم سوء العذاب في أفغانستان ، والعراق ، وزاد عدد المنتمين إلى الجهاد العالمي أضعافا مضاعفة منذ دخول الاحتلال أفغانستان .

الحماقة التاسعة : أنفق الأمريكيون المليارات وسخّروا كلّ إمكاناتهم ، للتصدّي للتمدّد الصفوي الخميني ، نحو العراق والخليج ، أيام الثمانينات ، ثم جاءوا بعد ذلك عام 2003 في إحتلال العراق ، فأفسدوا كلّ ما فعلوه ، فدخلت إيران فاحتلت جنوب العراق ، ونصبت لها حكومة في بغداد ، تحقق أهدافها وتنفذ سياستها ! ، واغتنمت هذه الفرصة لتعزيز كل جيوبها الصفوية في الخليج ، ولبنان ، واليمن ، وابتلعــت سوريا !!

الحماقة العاشرة : تحضيرهم لحرب جديدة ستكون نتائجها كارثية عليهم ـ وعلى المشروع الصفوي أيضا بإذن الله ـ ليدخلوا مستنقعا جديدا ، يزيدهم خسرانا مبينا .

وبعــــد :

فقد قال الحق سبحانه : ( إن الله لايصلح عمل المفسدين ) وقال ( إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله ، فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ، ثم يغلبون ، والذين كفروا إلى جهنم يحشرون ) ، وقال ( فأنظر كيف كان عاقبة مكرهم أنا دمرناهم وقومهم أجمعين ) وقال ( وأن الله لايهدي كيد الخائنين ) ، وقال ( إن الذين لايؤمنون بآيات الله لايهديهم الله ولهم عذاب أليم ) .

ولاريب أن الحمق الأمريكي من جنود الله تعالى التي جنّدها للإسلام قال الحق ( وما يعلم جنود ربك إلاّ هو ومـا هي إلاّ ذكرى للبشر ) .

غير أنه يجب أن نتذكر أن فشل العدوّ في مخططـه الخبيث على أمّتنا شأن ،

ونجاح المشروع الإسلامي في النهوض الحضاري شأنٌ آخر !

ولئن كان الأوّل سهلا ، إذ جند الله تعالى له حماقات العدوّ ،

فإن الشأن كلّ الشأن في النجاح الثاني ،

ولقد نجحت الأمة في تاريخها أن تصدّ كلّ موجات العدوّ الغازي ،

لكنها لم تنجح دائما في أنْ يُخلف ذلك نهوض حضاري شامل يعيد إليها عزّها ومجدها.

وكثيرا ما يغتـرّ من يحمل السلاح بالنجاح الأوّل ، أعني إفشال مشروع العـدوّ ، فيظنّ أنه قادر على تحقيق نصرا مثله على مستوى النجاح الثاني ،

ويتوهّم في غمرة نشوة النصـر ، وبارقة السلاح المخضّب بالدماء ، وبين شجعان الفرسان ، أنـه قادر بمن معه على إستيعاب الأمّة تحت لوائه ، متجاوزا النصر الجزئي النافع الذي حققه ، ليبلغ بها نصرا شاملا ، بنفس النهج الذي دحـر فيه الغزاة.

وينسى أنه لم يزل بينه وبين تجميع مقوّمات النصر الشامل ، بون شاسع ، وخـرق واسع .

فالمثلث الذي تحتاجه الأمة لنهوضها ، وهو النظام السياسي الشرعي الفعّال ، والنخب الطليعيّة المتجردة أولو الأيدي والأبصار ، وآلات وأدوات التغيير المناسبة للعصر الكافية لإستنهاض الأمّة ،
لم يـزل بحاجة إلى جهود عظيمة إضافة إلى رقم الزمن ، لتكتمل المعادلة.

وهذا هـو السـرّ أنه سرعان ما ينقلب ذلك الغرور إلى فشل ذريع ، قد يؤدي إلى إقتتال داخلي ، ورجوع الحراب إلى صدور الأمّة ،

وقد وقع مثل هذا إثر إندحار العدو السوفيتي .

ونسأل الله أن يلطف بالأمة ، فلا يتكرر ما وقـع.

غير أننا نؤكد هنا على أننـا بـراءٌ منه إنْ وقع ، لسنا منه ، ولانحسب على أحـدٍ من أطرافه ، بل نحن مع الجهاد مادام في صدور أعداء أمتنا ، يسير في إتجاه نهوضها الحضاري فحسـب.

ونسأل الله أن يرزقنا الإخلاص ، والعزيمة في الهدى، والثبات على الرشد ، ويطهر قلوبنا من حظوظ الدنيا ، وإرادة غير وجهه الكريــم ،، آمين

وحسبنا الله ونعم الوكيل ،

المقال للشيخ حامد بن عبدالله العلي
https://www.h-alali.info/m_open.php?...1-0010dc91cf69