السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أشكرك أخي العزيز على هذا المقال وأحب أن أعلق بعض الشيء على حالنا في هذه الأيام.
الحقيقة أن كل الكلام الذي ذكر معروف لدى الجميع وكل من يقرأ هذا الكلام يعرف أنه صحيح ولكن المشكلة تكمن في التنفيذ حيث أن التخطيط لأي مشروع يحتاج إلى دراسة نظرية ودراسة الجدوى من المشروع سواء أكان اقتصاديا أم خدميا أو أي نوع من المشاريع ، ومهما استغرق التخطيط فإن التنفيذ يكون أصعب وأطول لأنك عندما تبدأ العمل تصطدم بأرض الواقع وتظهر لك أشياء لم تكن ضمن المخطط الموضوع ، وفي هذه النقطة لو خططنا للمشروع نجد أنه ذو جدوى كبيرة ومنفعة عالية بالنسبة لنا فليس من السهل أن تحصل على الدنيا وعلى الآخرة معا .. فإن اتبعت الطريق الصحيح والدين القويم فإنك ستعيش هانئا طوال حياتك وستكون آخرتك أهنأ عيشا فتكون بذلك قد كسبت الدنيا والآخرة .
ولكنا هنا لا نتكلم عن تنفيذ الأوامر الإلهية بالشكل الكامل واتباع السنة النبوية بحذافيرها .. لأنه في هذا الزمن مع كثرة المغريات وكثرة شياطين الإنس فإنك ستذوب في دوامة الفساد ولو قليلا ولا أظن أن أحدا لم يمر بهذه الدوامة في حياته خصوصا في هذا الزمن الذي أصبح فيه الزنا حرية والربا نجاح والرشوة والسرقة شطارة وذكاء ، أصبح لكل خبيثة وكبيرة مصطلح ( مودرن ) يواكب تطور العصر والتقنية ، ولكننا هنا نتكلم عن الأخلاق الفطرية والغريزة الطبيعية التي خلقها الله فينا ... لو تعاملنا فقط بها لاقتربنا من الهدف كثيرا ، فلا أحد بالفطرة يرضى عن الزنا ، ولا أحد بالفطرة يرضى عن الاختلاط ، ولا أحد بالفطرة يرضى عن كل ما حرم الله لأن الله عندما يحرم شيئا فإنه لا بد من وجود هدف لذلك ولا بد من ان الأمر مناف للأخلاق الطبيعية ومناف للفطرة الانسانية و مضر بالمجتمع أيا كان نوعه ، اسلاميا أو نصرانيا أو يهوديا أو حتى وثنيا فالموضوع يتعدى الدين ، ولكن كونك تتحلى بهذه الأخلاق فهذا شيء عظيم في أي مجتمع ، فما بالك لو أنك تحليت بها إضافة إلى كونك مسلما ... انظر إلى مدى المنفعة وإلى مدى الرقي الذي وصلت به في عقلك ودينك ودنياك.
وأخيرا بعد تنفيذ المشروع والانتهاء منه فإنك لا بد من خدمته ومتابعته وكونك بنيت بنيانا صحيحا على أسس متينة فإنك لن تخاف انهيار هذا البنيان في يوم من الأيام وهذا ما يسمى بمرحلة الثبات التي تدوم طوال الحياة حتى الممات، فلنبن على أسس متينة ولا أقول هذا الكلام من باب العظة فأنا لست في موقع لأعظ أيا من الإخوة فأنا أقلكم عملا وأقلكم جهدا ولا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى ، ولكن لنضع أيدينا سويا لنصلح مجتمعنا ونصلح دنيانا وديننا ، لنصلح أولادنا وأخوتنا وأخواتنا ، دعونا نربي أولادنا على الأخلاق الحميدة والدين الصحيح ( على فكرة أنا ما زلت عازبا )
آسف على الإطالة إخوتي ولكن الحديث يطول ... اعذروني
نسأل الله العافية
المفضلات