يا لها من أمة....


باعت دينها بعرض من الدنيا قليل
اهتمت بكل ما أنتجه الغرب وتوجهوا له ونسوا بلادهم وصناعتها ولم يهتموا بها
افتقدت مصداقيتها مع من حولها بل مع نفسها
نست ما عليها من واجبات وتذكرت كل مالها من حقوق مشروعة وغير مشروعة
لم تتعدى خط الفقر ،ورغم ذلك اشترت المحمول والستاليت بأعلى الأسعار...بل اضطرت إلى الديون والأقساط لذلك

أحزنتني فعلا أمتنا.....
لم تهتم بفقرائها واهتمت بأغنيائها وأثريائها
ضاعت فيها النخوة والرجولة والشهامة ، أصبحنا نبحث عن معانٍ لتلك الكلمات في قاموس أجدادنا لنفهم معناها
لم توقر كبيرها ولم ترحم صغيرها
تذكر آبائها عقوق أولادها ونسوا عقوقهم لأولادهم
منها من يعمل ويكد ويأخذ جنيهات في زمن اختفت فيه تلك العملة ..ويحمد ربه على ذلك الرزق
ومنها من لا يعمل بنفس القدر ويأخذ آلاف مؤلفة ويعتبره قليل بل ويسرق أيضا من البنوك ويهرب للخارج ولم يكتف...

آآهٍ على تلك الأمة.....
رجالها للأسف.. اخجل أن أقول انهم فقط ذكور في البطاقة الشخصية وان بحثت عن تلك الصفة فيهم فلن تجدها
نسائها للأسف ..اختفت من نفوسهن صفة الحياء ،وان أردت أن تعرف ماهية الحياء فابحث عنها في مذكرات وصور جدتك
أصبحت جرائدها وصحفها وإعلامها يتحدث عن جرائم الاغتصاب والتحرش والإجرام معظم الوقت بل ولم تكفي تلك الأربع وعشرون ساعة ففتحوا قنوات متخصصة لذلك
اصبح فنانوها ومغنيها وكل فاسق ومعربد هو قدوتها ومثلها الذي يحتذى بها
غنت للحمار و الحنطور والعنب والبلح ونسيت الإنسان وفقره ومرضه ومعاناته
نتحسر فيها على ماضيها ونتحسر على حاضرها وواقعها ونخشى على أنفسنا من مستقبلها

ومصيبتاه .....
فقد ضاعت أمتنا وتلاشت معالمها
أصبحنا نقلب صفحات التاريخ حتى نفتخر ببناة الأهرام ،و بحطين وصلاح الدين
فقد تعلمنا كيف تدمع التماسيح بل وقلدناهم
ضيعنا أموالنا على نغمات المحمول وصوره وألعابه في وقت لا نجد ثمن رغيف الخبز وكوب اللبن
استهنا بالعلم والعلماء وعاملناهم وكأنهم اقل الناس فينا وأفقرهم
فقد ضاعت كرامة الأمة وشموخها وعزتها

وحسرتاه......
اهتمت شيوخنا بما شتت أهل الأمة من الفتاوى والأقاويل والتصريحات وتناسوا واجبهم –إلا من رحم ربي- مثلهم مثل كثير من الأمة
أصبحت الكرة والنكات التافهة والأغاني هي الشغل الشاغل لامة لا تنوي أن تنتصر ولو على نفسها
وحسرتاه فقد اصبح كل منا في وادي يهيم على وجه
وحسرتاه فقد ربحنا صفر المونديال
وحسرتاه استخدمنا الدين واللحية والحجاب كي نداري به عيوبنا و فضائحنا
يا لرخص الدين عندنا

أشعر بالغثيان......

عندما اشاهد أطفال فلسطين يدفعون ثمن المعونات الأمريكية للأمة العربية
عندما اشاهد الأخ المسلم يقتل أخوه المسلم بالعراق و فلسطين وفي كل مكان

فقد أصبحت تحكمنا قواعد وأحكام وشرائع الكليبات والأفلام والمسلسلات والأغاني
عندما اعرف أن شيخا جليلا قد مات ولا أحد يهتم له ..وفي المقابل نرى كل من هو تافه ولا يمثل شعره في جسد عالم أو شيخ فاضل تجيش له الحشود لوداعه وتملأ له صفحات الجرائد نعياً له وتخصص الحلقات لسرد آثاره وفضله
عندما اعرف ما يحدث على أرضنا وفي مناطق بعينها..من سفالة وحقارة وتدني وتحرش واغتصاب وخمور وعراة ....لا أجد معاني فقد تاهت الكلمات،واستحت مما يفعلونه أولئك البشر
فقد أصبحنا صور مفرغة ومعدلة بالفوتوشوب وبرامج الجرافيك ومات فينا الحب والألفة والود

انتهت .......أم لا...
هل انتهت فعلا امتنا وتلاشت وسط تلك الجموع الحاشدة من الظلم والكره والفساد وتعديات الغرب وما يسمونها بالعولمة وعدم احترامنا لانفسنا قبل الآخرين وصومعة الأموال التي يتعبد فيها كثير من الناس إلا من رحم ربي ؟؟؟؟!!!! أم لا !!
ولكن لم تنتهي الكلمات ،فقط لم أجد في قواميس اللغة ما يفيدني في ما أراه وترونه اخوتي
..أثق ثقة عمياء في رحمة الله عز وجل في أن يعيد أمتنا لرشدها ولدينها ولما يحبه و يرضاه..


وأخيرا أحبائي...هذا ليس شعرا وليس نثراً ...
ولكنها للأسف الواقع.....
لكن الامل موجود بإذن الله يستأتي جيل
يعيد مجد الأمة

المصدر