السبب الثالث: إذكاء روح الجهاد في الأمة
فقد تيقن قطز رحمه الله أن السبيل الأساسي لاستعادة حقوق المسلمين هو الجهاد، وأن السلام إذا صلح أن يكون اختياراً في بعض الظروف، إلا أنه لا يمكن أن يُختار إذا انتُهبت حقوق المسلمين، وإذا سُفكت دماؤهم، وإذا شُرّدوا في الأرض.. السلام لا يكون إلا باستعادة كامل الحقوق، ولا يكون إلا ونحن أعزّاء، ولا يكون إلا ونحن نمتلك قوة الردع الكافية لدحر العدو إذا خالف معاهدة السلام.. أما بدون ذلك فالسلام لا يكون سلاماً بل يكون استسلاماً، وهو ما لا يُقبل في نظر الشرع..
والحق أن شعب مصر كان مؤهلاً للجهاد، ومعظماً له من جرّاء الحروب الصليبية المتتالية، ولذلك كان سهلاً على قطز رحمه الله أن يذكّر الناس بالجهاد كسبب رئيسي من أسباب النصر، ولابد أن تفقه الأمة الإسلامية أنها لا سبيل لها لرفع رأسها في الأرض إلا بالجهاد، ولذلك فالجهاد هو ذروة سنام الإسلام.. أى أعلى ما فيه، ومن يتمسك به يكن أعلى الناس في الأرض..