اشتد الحصار الذي تفرضه إسرائيل بالتعاون مع أمريكا وحلفائها العرب في المنطقة على أهل غزة، وكما أن إسرائيل تتكل على سجل من الخيانات التي قدمتها قيادات عربية بائدة فيما مضى، فإن هذا السجل زاد الآن وأصبح يحوي عددا أكبر من الخونة والعملاء، ومزيدا من الأموا لالتي تُطفى، وأصبح بعض العرب يودون كما ود زعيم الصهاينة الهالك رابين أن تتحول غزة إلى جزيرة وتبتلعها أمواج البحر.
لكن هيهات هيهات، ستبقى غزة تُظهر لكم ضعفكم وخوركم وضياع مروئتكم، إن أقصى أمنياتكم أن لا يكون هناك حق وراءه طالب، لأن الحق يُلزمكم أن تكونوا مع صاحب الحق، ولكن أبيتم إلا الوقوف مع أهل الباطل، هل تملكون فنا غير فن الانخراس؟ ولا نسمع لكم صوتا إلا إذا اتهمتم من يدعو إلى نصرة غزة إلى أنه داع إلى العصيان ومحرض على الفتنة، هل هناك فتنة أعظم من السكوت عن الباطل، بل تأييد الباطل.
ولكن إذا اجتمع أصبع على الزناد وأصبع يوحد الله فإن النصر قريب، يا كل مسلم تذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم (عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله)، فلتكن عين أهل غزة الحارسة على هذا الثغر العظيم الذي فرط فيه من رضي بالحياة الدنيا ومتاعها، فيقيها الله النار، ولتكن أعين غيرهم من المسلمين عين تبكي من خشية الله، وتدعوا لأهل غزة بالنصر والثبات.
أخي المسلم، تسجد في كل يوم 34 سجدة للفريضة، فهل تقول فيها:
اللهم انصر المجاهدين في غزة على اليهود.
اللهم احفظ دماء أهل غزة وأعراضهم وأموالهم.
اللهم سدد رمي المجاهدين.
اللهم أفرغ عليهم صبرا وثبت أقدامهم وأنصرهم على القوم الكافرين.
اللهم زلزل الأرض من تحت أقدام الجيش الإسرائيلي، اللهم ألق الرعب في قلوب اليهود حتى يولوا الأدبار واجعل سلاحهم غنيمة للمجاهدين.
اللهم ارزق أهل غزة الصبر والجلد.
اللهم يا ذا الجلال والإكرام، انصر من نصر المجاهدين في فلسطين واخذل من خذلهم.
اللهم عليك بالصهاينة، الله شتت شملهم ومزق أديمهم واجعل الدائرة عليهم، واجعل بأسهم بينهم شديدا.
اللهم عطل سلاحهم واجعلهم هدفا للمجاهدين في سبيلك.

هل دعونا لأنفسنا ولحكام المسلمين أن يهدينا الله وإياهم وأن يسخرنا لنصرة دينه؟
إذا كان بإمكانك صيام الاثنين والخميس وجعل ذلك قربى إلى الله ليتقبل دعاءك لأهل غزة وتدعو الله عند فطرك فكفيت ووفيت، وإذا دقمت رُكيعات قبل النوم وقنت في الوتر دعاء لنصرة اخوانك في غزة والدعاء على اليهود فذلك خير وحسن، وإذا استطعت أن يكون لهم نصيب في كل سجدة من سجداتك فخير وحسن، لا تبخل بأقل القليل.
ولتمتزج دموع الدعاء في الليل مع الأعين الساهرة في مواجهة الآلة العسكرية الصهيونية.

المصدر:
https://www.sadafat.com/?p=350