المرض العاشر: غياب الشورى

الشورى أصل من أصول الحكم في الإسلام، والذي لا يأخذ بها يضحي بملايين الطاقات في شعبه ويفترض في نفسه الكمال، ويخالف طريق الأنبياء، ويورث الضغينة في قلوب أتباعه، ويقع في الخطأ تلو الخطأ، وفوق ذلك كله يخالف أمر الله عز وجل الذي جاء بلفظ صريح في كتابه العزيز : [وشاورهم في الأمر]..

وما نقصده هنا هو الشورى الحقيقة.. لا الشورى الوهمية التي ليس لها من هَمٍّ إلى جمع الآراء المؤيدة لرأي الزعيم.. ولا الشورى التي تغلف آراء الديكتاتور بغلاف برّاق جميل اسمه الديموقراطية.. غلاف ليس له قيمة, ولا يلبث أن يُلقى في سلة المهملات ويبقى رأي الدكتاتور!! ‍‍..

كان هذا هو المرض العاشر من الأمراض التي أدت إلى انهيار المسلمين تحت أقدام التتار، فتلك عشرة كاملة، وهي نفس أسباب الهزيمة والهوان في أي عصر من العصور.. وتذكروا أننا لا نهزم لقوة أعدائنا، ولكن لضعفنا وسوء إعدادنا..