السلام عليكم أصبحت مشاهد ألعاب الكمبيوتر الدموية قريبة جدا من الواقع وعند طرح لعبة جراند ثيفت أوتو GTA IV الجديدة والتي حطمت مبيعات أسبوعها الأول أرقاما قياسية، أثار احتمال منعها في بعض دول المنطقة العربية استهجان الغربيين هنا. وخلال الأسبوع الأول كانت هناك أحداث دامية حقيقية في العراق لكن صحيفة واشنطن بوست التي نشرت صورة طفل عراقي لا يزيد عمره عن سنتين، اسمه علي حسين، أصيب بجراح مميتة في القصف الأمريكي، تلقت فيضا من شكاوى القراء بسبب نشر الصورة –من وكالة أسوشيتد برس- التي هزت مشاعرهم خوفا على شبابهم وأطفالهم من صدمة مشاهدتها. على أساس أنهم ملائكة لا يشاهدون عمليات القتل الدموية في الألعاب وأخبار التلفزيون والأفلام فيه. وكأن الرسالة التي يوصلونها لنا هي أن القتل مقبول للترفيه في ألعاب الكمبيوتر وشاشة التلفزيون لكن الصحف هي للسياسة “النظيفة”

واعتبر البعض نشر الصورة هو دليل تحيز ضد الحرب وذوق منحط وكأن الحرب التي تطحن العراقيين منذ خمس سنوات هي أمر لائق أصلا ولا مشكلة فيها سوى جرأة صحيفة على نشر أول صورة لها منذ بدء الحرب لكشف معاناة المدنيين. وبالفعل فمنذ حرب فيتنام اتخذ البنتاغون قرارا هاما بالتحكم بالأخبار والصور في حروبه المستقبلية لأن قوة الصور في فظائع حرب فيتنام ساهمت بقوة بإنهائها. وللأسف رغم كل التقنيات من تصوير رقمي وإنترنت وغيرها نجح البنتاغون في حروبه الحالية في وضع حواجز هائلة بين الجمهور العربي والأمريكي والحقيقة الميدانية التي يمكن أن تكشفها الصور والأخبار. وتسرب القليل منها فأحدث فضائح مثل التعذيب في أبو غريب وغواتنامو.
كاتب هذا المقال الأخ :سامر باطر من مجلة ويندوز