"الحياة بقت مسدات.. شبكتي معاك في الهوت.. حنعمل دريفتات في المهندسين الليلة.. أنا عالسخن".
لو ما فهمتش كل ما سبق يبقي انت في مشكلة كبيرة لأن هذا ما يقوله الجيل الحالي بكل المستويات الاجتماعية وكل يوم كلام جديد بيطلع ولا يفيق الآباء إلا عند حدوث الكارثة مثل عبدة الشيطان وحادث طريق المطار.
هذه كلمات د.جمال مختار في كتابه القيم "حقيقة الفيس بوك" الذي يبحث فيه وراء اجابة لسؤال مهم وضعه علي غلاف كتابه "عدو أم صديق" وعلي مدي صفحات الكتاب يقول لك ان هذه الشبكة الاجتماعية يمكن أن تكون مفيدة وصديقة ويمكن ايضا ان تكون شرا يجب محاربته وعدوا يجب مقاومته.
ويستعرض تاريخ الفيس بوك منذ تأسيس الموقع الأشهر في فبراير عام 2004 علي يد الطالب السابق في جامعة هارفارد "مارك الينو زوكربيرج" وحتي صار واحدا من أهم الشبكات الاجتماعية علي الشبكة الدولية للمعلومات والذي تقول الأرقام انه في العام الحالي وصل نجاح هذا البرنامج إلي درجة ان هناك حوالي مليوني مستخدم ينضمون إليه اسبوعيا وقد وصل عدد المشاركين فيه إلي 80 مليون شخص حول العالم وعلي هذا الموقع الشهير يمكن تنفيذ أية فكرة تتبادل مع الاصدقاء وافكارك وصورك وملفات الابحاث والفيديو وتروج لافكار جديدة وتدعو لاجتماعات وتحارب افكارا وتكشف اسرارا وكل شيء ممكن والمهم ان تعرف ماذا وراء هذه الشبكة الاجتماعية التي يمكن الاستفادة منها كما يمكن ايضا استخدامها للاضرار بالآخرين.
أجمل ما في الفيس بوك انه يقدمك للناس كما تريد.. تبني فيه شخصيتك وتظهر فيه اختياراتك هذا ما قاله ياسر في صفحة 228 من الكتاب ولكن أهم من هذا الرأي ما قاله د.أحمد عبدالله خبير الإعلام البديل ان مشكلة الاستغلال السييء في الفيس بوك سببها هذا الحرمان في الواقع وما يقابله من انفتاح بلا مثيل علي الانترنت ففي الواقع قد لا تستطيع محادثة فتاة أما علي الانترنت فالجميع يفتش عن المحادثة والشباب أصبح يعيش في هذا العالم التخيلي أكثر مما يعيش في الواقع.
ولا ننسي ان هناك مجموعات دينية كثيرة علي الفيس بوك هناك المعجبون بالشيخ محمد متولي الشعراوي والداعية عمرو خالد. هناك حملات عربية ومصرية علي الفيس بوك ابرزها تلك الحملة ضد الفيس بوك بسبب ازالة الصفحة الخاصة بمشجعي محمد ابوتريكة بعد تعاطفه مع الفلسطينيين. هناك ايضا حملة ضد "البنطلون المحزق" والبنطلون الساقط وحملة أنا مش مزة.
هناك فوائد كثيرة مثل استخدام الفيس بوك في الدعاية للمرشحين في انتخابات الرئاسة الأمريكية وعلي رأسهم أوباما وهيلاري كلينتون والفيس يساعد في القبض علي الاشرار.
ويحذر د.جمال الشباب من الحفائر الكبيرة التي قد يتعرضون لها إذا لم يعرفوا الاستخدام الأمثل للفيس بوك وفي الكتاب كلمات تحذيرية مثل: أغلب الشباب العربي أصبحوا جواسيس دون أن يدروا.. يقدمون معلومات مهمة للمخابرات الاسرائيلية والأمريكية دون ان يدركوا ذلك. هذه الحقيقة نشرتها "مجلة إسرائيل" التي تصدر في فرنسا كما ان وكالة المخابرات المركزية الأمريكية تجند مستخدمي الفيس بوك ومواقع الانترنت تستخدم لاغراض تجسسية صهيونية.
وأسوأ ما في الفيس بوك في رأي د.صفوت العالم هو غياب سمات الشخصية وتعمد صاحبها ان يخفيها أو يقوم بايذاء الآخرين ولابد من الاعتراف بأن الناس اختلفوا علي الفيس بوك.. ففيه مميزات وفيه عيوب هكذا قالت غادة عادل وشذا وريهام سعيد وسارة فهمي ومحمود عماد الدين وسارة ابراهيم وسلفانا مصطفي وريتشارد الخولي وندي نور وتامر هجرس وجيهان راتب وحسن حلمي وخالد سرحان وداليا عطية ورانيا مدكور ورشا أبوالعينين وسالي الخولي وسماح صلاح الليثي ومالك الحسامي وشيما فراويلة ومحمد نصير ومحسن احمد ومعتز الدمرداش ونصر محروس ونداء فارس وهبة الأباصيري وياسر السكري وياسمينا اغاخان.
لأول وهلة يخيل إليك ان اللغة العربية تعاني من مشكلات في صفحات الكتاب لكن بعد قليل من قراءتها تكتشف ان الكلمات التي استوقفتك كانت مقصودة فقد اختار المؤلف ان يسطر كتابه بلغة الشباب وكأن صديقا يتحدث إلي صديقه.. يعني اللغة الدارجة في المحادثات اليومية ليكون اقرب إلي جمهوره.
اللغة المبسطة كسرت حاجز القراءة في موضوع تقني مازال يشكل للكثيرين طلاسم ولوغاريتمات وحتي نكون واقعيين فلابد ان نسلم منذ البداية بأنه مازال هناك الكثير من شبابنا لا يعرف حقيقة الفيس بوك لقد سمع عنها لكن لظروف كثيرة منها الامكانيات المادية والتقاليد الاسرية منعته من اكتشاف هذا العالم لهذا يأتي الكتاب ليقول الكثير بلغة سهلة ومفهومة.
يقول د.جمال في المقدمة فجأة اقتحم حياتنا الفيس بوك وبدون أي مقدمات اصبح شيئا أساسيا في النظام اليومي لعدد كبير منا عرف الناس ببعض رجع صداقات قديمة وزملاء دراسة تخيلنا اننا لن نراهم ابدا تسلينا به كثيرا وتسلي بنا اكثر لم ندرك مدي خطورته أو الغرض من انشائه ولكن سمعنا الكلام ونفذنا جميع التعليمات دون مناقشة وقلنا سمعا وطاعة يا مولاي.. تولدت افراح واحزان من الفيس بوك وحتي الآن لم تبد للكثير منا حقيقة الفيس بوك ويسأل المؤلف سؤاله المهم الذي هو هدف كتابه الاساسي هل هو عدو لنا جميعا أم صديق؟ هل اصبحنا اداة لتنفيذ رغبات الغير دون ان نشعر؟! والاجابة اخذت منه جهدا كبيرا ما يقرب من 8 شهور من العمل الشاق والجلوس ساعات طويلة علي الانترنت ليس هذا فقط ولكن ايضا كانت هناك بحوث ميدانية علي الطلاب والفنانين والشباب والكبار في مصر والعالم العربي.
الكتاب الذي وصلت صفحاته إلي 335 صفحة مليئة بالمعلومات المفيدة التي التزمت الحيادية فلم ينحز إلي رأي.
ولا ينسي الكاتب ان يظهر تقديره لمن بذل معه بعض الجهد فقد ذكر في الصفحات الأولي من كتابه انه عمل مع مجموعة من المجتهدين في البحث والاستقصاء من أجل ان يخرج الكتاب بهذه الصورة الجيدة ووجه لهذه المجموعة الشكر وهم: هيام الدسوقي وياسر قمر وطارق فاضل واحمد اديب وايمان الدسوقي واحمد عواركي وشيماء علي وشيماء عفيفي وشارن اللبان ونيفين نصحي وايمان عبدالرازق.
وأفضل ختام لهذه الصفحات ان يؤكد د.جمال ان هذا الكتاب يوضح العديد من الجوانب ذات الصلة بالشبكات الاجتماعية بشكل عام وشبكة الفيس بوك بشكل خاص ولكن الكتاب ليس له صلة بموقع الفيس بوك ولم يصدر عن أي طرف له علاقة بموقع الفيس بوك بل هو عبارة عن جهد شخصي قام به الكاتب مع فريق عمله قام بدراسة ومتابعة لاخبار الشبكات الاجتماعية المنتشرة علي نطاق واسع والتي اصبحت جزءا من حياتنا اليومية ولهذا اكتسب الكتاب الثقة والاحترام.



https://www.algomhuria.net.eg/algomh...C/detail00.asp