السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خير أخي أحمد
وجزاكم الله خير على دعاءكم الطيب
الشخص عزيز وغالي عليّ وقد رافقته في السفر
وكنت أجالسه بشكل شبه يومي
تعلمت منه الكثير فقد بلغ الـ 85 عاماً
تعلمت منه حب الخير والجود والعطاء والإحسان
تعلمت منه الصبر والمحافظة على النفس
تعلمت منه الكفاح ومفاتيح التجارة الناجحة
تعلمت منه البر والإيثار وحسن الأخلاق
كان صحيحاً طيب الصحة حتى يوم الجمعة الماضي
إغتسل لصلاة الجمعة فإذا به يشعر بالتعب
حاول أبناؤه أخذه للمستشفى فإمتنع
وطلب منهم الذهاب للصلاة ..
لم يضيع عليهم الجمعة
وهذه أول مره في حياتي أجده
غير قادر على الخروج للمسجد
عاد أبناؤه من الصلاة وأخذوه
لمركز طبي ثم نقل على الفور
لمستشفى بقشان بجدة
لحقته بعد الصلاة إلى هناك
فوجدته ممدد بالعناية المركزة
سلمت عليه وكان يستجيب
طلب مني الماء فأخبرت الطبيب
رافقته من بعد الجمعة حتى آخر الليل
بدأت حالته بالسوء الضغط 60 منخفض جداً
والنبض 160 عالي جداً
إستمر الحال إلى أن منعت الزيارة فقد إنتهى وقتها
غادرت المستشفى وجلست أفكر طوال الليل
ذهبت إلى عملي صباح السبت ثم إتصلت
زوجتي في أول دقائق لي بالمكتب
أن حالته سيئة، فأصابني الكدر
ذهبت مسرعاً إلى المستشفى
وشاهدت الطبيب والمساعدين من حوله
يرقبون حالته والطبيب يضع يديه على موضع قلبه
ويضغط بتتابع بكل قوته .. آلمني المنظر
إقتربت أكثر فإذا بالطبيب يضغط بقوة
حتى بدى الجسم ينخفض من الوسط
ويرتفع من الأعلى موضع رأسه..
قلت لا حول ولا قوة إلا بالله
النبض 50 ثم 30 ومع ضغط الطبيب يرتفع للطبيعي 70
جسمه لا يستجيب ، وبعد مغادرة الطبيب للغرفة
بالعناية المركزة بدقائق يعود النبض بالهبوط 30 و 15
فيهرع الطبيب ويعيد الكرة .. وأنا أتألم لما أرى
وأسمع لصوته وهو يناديني ويقص علي قصص الكفاح
وحبه لأبنائه ومداعبته لأبنائي وأتخيل كل تلك اللحظات
نزل النبض إلى 0 ثم يرجع 50 وهكذا يصعد وينزل
والقرآن يدور في الغرفة من خلال مسجل بها
نظر الطبيب إلينا بحزن وقال لا أستطيع أن
أرهقه أكثر من ذلك .. عظّم الله أجركم
قلت إنا لله وإنا إليه راجعون
لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله
سألنا الله أن يرحمه ويغفر له
إمتلأت العين دمعاً والقلب حزناً
حزنت على الفراق الصعب
لكني سعدت بأن الله إختار له
الراحة من تعب الدنيا وإن شاء الله
إلى حال أفضل فهو إنسان صاحب
أعمال خير وسيرته على كل لسان
من قريب وبعيد ..
إنسان سخي ومعطاء وكريم
يعطي بلا حدود .. ولقد بارك الله
له في ماله وأبنائه
حتى آخر لحظات صحته يتصل
بالناس ويتأكد من وصول ماء
زمزم لهم والذي يجلبه بنفسه
من مكة بشكل دوري ..
يرسل الصدقات ويساعد
المحتاجين .. أمّن الأطعمة
لرمضان لنا ولجميع من حوله
من تمور وعسل وأرزاز ومؤن
وهذا حاله في كل عام
يجمعنا على الخير في كل عيد
يرسل لنا ماء زمزم دون إنقطاع
ترك الدنيا وما فيها بهدوء
لم يتم 24 ساعة بالمستشفى
وبل سيرته الطيبة في بلدان بعيدة
فقد بنى المساجد وكفل الأيتام
ويرسل الصدقات لمن يعرفهم من المحتاجين
فبكى عليه أيضاً من هم ليسوا من أهله
يستقبل إبنه الإتصالات من أندونيسيا وتركيا
وبلدان أخرى .. أناس يبكون، فقد زارهم
وقدم لهم العون وأرسل لهم المؤن بشكل دوري.
في كل يوم من رمضان نفطر على التمور الطيبة
التي أرسلها لنا ونشرب ماء زمزم الذي وفره
لا أستطيع أن أوفيه حقه، ولا أملك له إلا الدعاء
نسأل الله أن يرحمه رحمة واسعة. اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نُزُله .
ووسع مُدخلهُ . واغسله بالماء والثلج والبرد ، ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ،
اللهم أبدله داراً خيراً من داره وأهلاً خيراً من أهله وزوجاً خيراً من زوجه وأدخله الجنة مع الأبرار وأعذه من عذاب النار،
إنك على كل شيء قدير وإنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ونسأله سبحانه أن يرحمنا إذا فارقنا الحياة وأن يجمعنا في جنات نعيم، إنه على كل شيء قدير
المفضلات