نظراً لكثرة الأسئلة والاستفسارات التي تتمحور حول هذه التقنيّة الثوريّة في التوصيل، رأيتُ أن أتطرق إليها في موضوعٍ منفصل للإطلاع لعليها بشكلٍ مبسّط والحاجة التي دعت إلى ابتكارها والمراحل التي مرّت بها، بالإضافة إلى الخدمات التي تقدمها ..


مع الثورة الحاصلة في مجال الوسائط المتعدّدة Multimedia والانتشار السريع لأجهزة المسرح المنزلي Home Theater برزت بوضوح نقطة الضعف التي تعاني منها كل أنظمة المسرح المنزلي والمتمثلة في عدم وجود ناقل أو منفذ قادر على نقل إشارة الفيديو عالي التحديد HD Video Signal دون أن تخضع هذه الإشارة لعمليّة ضغط معينة بهدف تصغير حجم البيانات المنقولة لتتناسب مع عرض الحزمة المحدود Limited Bandwidth الذي تؤمنه النواقل الموجودة حاليّاً بما فيها تلك الحديثة نسبياً هذا دون أن نغفل ذكر الإشارة الصوتيّة التي تستهلك هي الأخرى عرض حزمة لا يستهان به عندما نتكلّم عن إشارة صوت متعدّدة الأقنيّة (7 أقنيّة مثلاً) وبدقة 24Bit كتلك التي تقدمها أقراص DVD Audio ويمكننا أن نضيف إلى ذلك مشكلة أخرى تتلخّص في الكم الكبير من الأسلاك والتوصيلات التي يفرضها استخدام المنافذ الموجودة حالياً والتي تجعل من عملية تركيب النظام المسرحي المنزلي في أي منزل معضلة قائمة بذاتها وتحتاج إلى كمٍ كبير من الجهد لإخفاء الكبلات الكثيرة التي قد يتطلب إخفاؤها ديكورات خاصة بها معظم الأحيان.
انطلاقاً من إدراك كل الشركات المصنعة لتجهيزات الوسائط المتعدّدة الرقميّة لهذه المشاكل فقد أنشأت تحالفاً ضمَّ معظم الشركات الكبرى العاملة في هذا المجال بهدف الخروج بمجموعة من المواصفات والمقاييس الموحدة التي تلبي مجموعة من الشروط يمكن تلخيصها بما يلي :
- القدرة على نقل الإشارة الفيديو عالية التحديد HD وبدقة تصل إلى 1080×1920 أي 1080P دون أن تخضع لأي عملية ضغط أو تحويل.
- القدرة على نقل إشارة صوت والفيديو معاً من خلال منفذ واحد وناقل واحد فقط يتصف بأبعاد مدمجة تسمح باستخدامه في كل وسائط العرض والإظهار المعروفة.
- توفير مستوى أمان متقدم بخصوص المحتوى الرقمي المحمي بتقنيّة إدارة الحقوق الملكية الرقمية Digital Rights Managements أي DRM.
هذا التحالف بين كل هذه الشركات أثمر عن ابتكار ناقل HDMI حقيقة هو اختصار لعبارة High Definition Multimedia Interface أو ما يمكن تسميته بالعربية واجهة ربط الوسائط المتعددة عالية التحديد وهو اسم يعبّر عن بدقة عن الوظيفة التي يقوم بها هذا الناقل كما هو مشروح في الأسطر السابقة.


مع هذا الناقل الجديد أصبح بإمكان أي جهازين يتضمنان منفذ HDMI أن يتناقلا إشارة الصوت والفيديو عالية التحديد بطريقة رقميّة بالكامل لا تخضع لأي عملية نقل أو تحويل إلى نمط تماثلي Analog كما هو الحال في النواقل التقليدية، وبالتالي فإنّ الإشارة المتبادلة بين هذين الجهازين لن تتعرّض لأي عمليّة تشويه وستحافظ على جودتها الأصلية دون أي تغيير، كما أنّ كبلاً واحداً أنيقاً ومدمج الأبعاد يقوم بنقل الصوت والصورة معاً مغنياً عن رزمة تضم أربعة أو خمس كبلات إضافيّة على الأقل.


لذلك فإذا كنت ممن يبحث عن جهاز LCD TV مثلاً لا عذر لك في اختيار أي جهاز لا يضم منفذ HDMI لأنّك ستخسر الكثير سواءً على صعيد جودة الصورة أو على صعيد سهولة الاستخدام والتركيب.

موضوع موسّع تطرّق لهذه التقنية..
دراسة : Plasma أم LCD؟؟..السؤال القديم الجديد..


================================
جميع الحقوق محفوظة للكاتب
مع تحيّاتي
أخوكم
bigmaster