بدأ Richard M. Stallman (rms) بكتابة برامج حرة و مفتوحة لتحل محل برامج Unix, لتستخدم على أجهزة الكمبيوتر الشخصية. و لكن كان ينقص Stallman نواة (kernel) لتلك البرامج. (هناك نواة GNU Hurd و التي ما زالت تحت التطوير إلى اليوم, و لكنها في ذلك الوقت لم تحظ بالقدر المطلوب من الاهتمام.)

قام Stallman بإنشاء GNU Project بهدف بناء نظام تشغيل شبيه بـ Unix و لكن مجاني و مفتوح, و بمكونات و برامج حرة و مفتوحة. و قام في سنة 1985 بتأسيس Free Software Foundation (FSF) لترعى المشروع, و كتب رخصة GNU GPL. (بالمناسبة, يعشق Stallman الاختصارات المخترعة؛ فمثلاً GNU هي اختصار لـ GNU is Not Unix.)

[caption id="attachment_130048" align="aligncenter" width="614"]Heckert's GNU

نظام التشغيل عبارة عن نواة (Kernel) تتحكم بالوظائف الأساسية, و توفر الاتصال بين الهاردويير و البرامج و الخدمات التي يشغلها المستخدم. على سبيل المثال: يقوم المستخدم ببدء مشغل صوتي لمقطع. يقوم البرنامج بإرسال الإشارات الصوتية بعد قراءة الملف إلى خدمة الصوت في النظام, و التي تقوم بإرسال الإشارات إلى النواة, و التي بدورها تتحكم بالرقائق و المخارج على اللوحة الأم. (هناك عدة نماذج لخدمات الصوت في أنظمة Linux, و لكن هذه هي الصورة العامة المبسطة.)

قام Linus Torvalds بكتابة نواة ليستبدل MINIX (و هو نظام تشغيل Unix-like طوره البروفسيور Andrew S. Tanenbaum كبديل مجاني لـ Unix للأغراض التعليمية فقط, و هو ما حد من استخداماته), و ذلك عام 1991. لاقت النواة تجاوباً من المستخدمين في مجموعة Usenet (شبكة قديمة تشبه وظيفة المنتديات في الوقت الحالي) المخصصة لـ MINIX بعد أن قام بالإعلان عنها و نشر الـ Source code فيها.

على أية حال, عندما يذكر Linux, فإن المقصود هو نظام التشغيل المبني على Linux kernel. يصر Richard Stallman و FSF على تسمية نظام التشغيل GNU/Linux, لأن النواة عندما تدمج مع برامج GNU تصير ما يدعى نظام تشغيل Linux.

قام Linus Torvalds بإرفاق ملف صوتي لكيفية نطق كلمة Linux. اللفظ مشتق من طريقة لفظ اسم Linus باللغة الفنلندية (و هي بلده الأم, و المكان الذي كتب فيه النواة), و هو Lee-nox. هناك لفظ آخر مشتق من لفظ Linus باللغة الإنجليزية, و هو Lie-nex.

[caption id="attachment_130056" align="aligncenter" width="517"]Tux, the Linux mascot By Larry Ewing, Simon Budig, Anja Gerwinski, via Wikimedia Commons[/caption]

في الوقت الحالي تسيطر أنظمة تشغيل Linux على سوق الـ Servers. كما أن نظام Android مبني على Linux kernel.

من أكثر ما يسبب الحيرة عند المستخدمين الذين يرغبون بتجربة Linux هو تعدد النسخ و الأشكال. رغم أنه يمكن لأي شخص مهتم بناء نظام Linux من الصفر, إلا أن أغلب المستخدمين يقومون باستخدام ما يدعى بالتوزيعات (Distributions, و تدعى الواحدة اختصاراً بـ distro), و هي أنظمة تشغيل جاهزة تتضمن مجموعات متنوعة من البرامج و الخصائص بحسب التوزيعة. منها السهل و المخصص للمبتدئين كـ Mint و Ubuntu,مروراً بالمتوسط كـ Fedora و openSUSE, إلى المتقدم كـ Gentoo و Slackware. و منها ما هو موجه نحو استخدامات تعتمد على الثبات أكثر من الحداثة, كسيرفرات الشبكات و الإنترنت, و بيئة الأعمال, و من أشهرها Debian و Red Hat Enterprise Linux (RHEL). لكل توزيعة فلسفتها و مبادئها التي تناسب شريحة ً من المستخدمين, و يجب على المستخدم البحث و التجربة للاستقرار على واحدة تناسب الحاجة و الذوق (كما أنه من المألوف التنقل بين توزيعات مختلفة و تغييرها بعد فترة لأسباب كالرغبة في استخدام توزيعة أكثر تقدماً, أو ظهور مشاكل تضايق المستخدم).

Fedora logo

Linux Mint

Ubuntu logo

Debian OpenLogo

openSUSE logo

الحقيقة أنه يمكنني كتابة الكثير من التفاصيل التقنية البحتة عن أنظمة تشغيل Linux الحديثة و التي لا أظن أن معظم المستخدمين يهتم بمعرفتها, و تطيل الموضوع كثيراً. لذا فتركيزي هنا على ما يراه المستخدم و ما يتعامل معه أكثر من الخفايا التحتية. على أية حال, فإن Linux و *BSD أنظمة ممتازة لتعلم كيف تعمل أنظمة التشغيل.

الجزء الثاني.