آبل لسامسونج: للمصلحة حسابات أخرى
الحرب بين آبل وسامسونج لا تهدأ ولا تنتهي، فعلى صعيد المحاكم، كلما تنتهي قضية بينهما بحكم معين نجد قضية أخرى تصدرت المشهد، حتى أننا لو ظللنا فترة لا نسمع بوجود أي قضية بينهما لاستغربنا الموقف وتشككنا بوجود شيء غير صحيح! وكما نعلم أن آبل هي صاحبة أكثر من 90% من القضايا المقامة بينهما كمدعي، ولكن على صعيد الدعاية للمنتجات نجد أن سامسونج تمتلك نصيب الأسد في الدعاية الموجهة ضد منتجات آبل، حيث لا تفوت فرصة للسخرية من منتجاتها وإبراز مزايا المنتجات الخاصة بها في المقابل.
آبل تستغني عن سامسونج في تصنيع المعالجات
وكما نعلم فإنه بعيداً عن تلك الصراعات بينهما فإن سامسونج لوقت قريب كانت هي المصنع الأساسي لمعالجات معظم منتجات آبل من فئة AX، ومع احتدام الخلافات قررت آبل إنهاء اعتمادها على سامسونج ليكون ما بينهما هو الصراعات والقضايا فقط، فتعاقدت مع شركة TSMC لتكون هي المصنع الأساسي لمعالجاتها القادمة، وبالفعل كان أول معالج يصدر من الشركة هو A8 المعالج الموجود بهواتف آيفون 6 وآيفون 6 بلس، وكما أفادت اختبارات الأداء فإنه لم يكن على مستوى الأداء المتوقع، فكان متواضعاً ولم يقدم اختلافاً كبيراً عن المعالج السابق.
بعد ذلك أصدرت آبل جهازها اللوحي الجديد آيباد آير 2 (المعروف داخل أروقة آبل بآيباد 5,4) ولكنها استخدمت فيه معالج أحدث وهو A8X ليعطي نتائج أفضل في الأداء عن المعالج السابق، ويبدو بأن هذا المعالج حقق النتائج المرجوة منه، حيث أظهرت اختبارات الأداء تفوقاً ملحوظاً للمعالج الجديد بفارق كبير عن سابقه، مما كان عزز احتمالية استقرار آبل على شركة TSMC كمصنع أساسي لمعالجات هواتفها القادمة.
عودة سامسونج لتصنيع معالجات آبل
ولكن يبدو بأن الأمور لن تسير بهذه السهولة، فلسبب ما غير واضح حالياً تم تغيير هذه الخطط لتناشد آبل سامسونج للعودة مرة أخرى لتكون هي المصنع الأساسي لمعالجاتها القادمة من نوع AX، وقد تم توقيع العقد بالفعل لننتظر من الآن هاتف آيفون والجهاز اللوحي آيباد القادمين بمعالجات من تصنيع سامسونج، وبحلول عام 2016 ستكون سامسونج هي المسئولة عن تصنيع 80% من مجمل معالجات أجهزة آبل.
ماذا حدث؟ لا يزال الأمر طي الكتمان ولا أحد يعلم أية تفاصيل، ولكن لجوء آبل لسامسونج بعد كل هذا بالتأكيد كان أخر حل أمامها، فهي كما نعلم تتمنى لو تم التخلص من سامسونج نهائياً إذا لزم الأمر، إذاً فالأمر جاد للغاية، ربما لم تستطع TSMC توفير الكمية المناسبة من المعالجات لتوفير متطلبات السوق من أجهزة آبل الجديدة، خصوصاً بعدما أظهرت احصائيات بتفوق هواتف آيفون 6 في المبيعات على كل الإصدارات السابقة، ولكن هذا مجرد تخمين!
وهذا أيضاً إن دل على شيء فهو يدل على أن سامسونج من أقوى شركات صناعة المعالجات وإلا لما أصرت آبل على التعاقد معها رغم كل الخلافات بينهما، فسامسونج كما نعلم هي إمبراطورية ضخمة متعددة الصناعات، ولا يقتصر الأمر على الهواتف فقط التي تبلي فيها بلاءً حسناً على الرغم من بعض السقطات والعثرات الأخيرة.
في النهاية نتعلم من هذا الأمر أن صوت المصلحة في عالم الأعمال يعلو فوق كل شيء، فهذا العالم على الرغم من تعقيده إلا أنه يتبع هذا المبدأ كأساس، ولن تؤثر أي خلافات بين الشركتين من التعاون سوياً – حتى لو وصل الأمر إلى تبادل رمي زجاجات المولوتوف على بعضهما البعض – طالما وُجِدت مصلحة تحتم ذلك.
فما تخميناتك عزيزي القارئ حول أسباب عودة آبل للتعاقد مع سامسونج لتصنيع معالجاتها؟ شاركنا برأيك في التعليقات.
?xml>