انتشر خلال الأسبوع الماضي أحد اللقاءات التلفزيونية مع أحد لاعبي الدوري المصري لكرة القدم حول أسعار وأجور اللاعبين في الدوري المصري. اللاعب الذي حل ضيفاً على إحدى القنوات المصرية ذكر أن الفارق بين اللاعبين ليس بالكبير ولا يستحق الفارق في الأسعار أو في الأجور مبرراً وجهة نظره بأن أرقام اللاعبين الذين يتقاضون أعلى الرواتب مثل منافسيهم في الفرق الأخرى فهم لم يسجلوا إلا عدد قليل من الأهداف مكرراً جملة بعينها " هو جاب كام جول ؟" مؤكداً أنه يعتمد فقط لغة الأرقام وليست أي عوامل أخرى كون أن الهدف هو تسجيل أكبر عدد من الأهداف.

لن اتطرق بالتأكيد إلى أن دور اللاعب ليس فقط هو تسجيل الأهداف وأن اللعبة الشهيرة تطلب أكثر بكثير من وضع الكرة داخل الشبكة ولكني ذكرت هذا المثال لإسقاطه على عالمنا التقني وبالأخص الهواتف الذكية والتي أصبحت عند الكثيرين مجرد أرقام كلما ارتفعت كانت مبررة لقيمة الهاتف وكلما انخفضت يجب أن ينخفض معها سعر الهاتف.

هذا المفهوم الخاطئ أخذ في الانتشار مع توجه الشركات الصينية لتقديم هواتف بمواصفات عالية وأسعار منخفضة حتى ترسخ هذا المفهوم عند شريحة كبيرة من المستخدمين. الأمر لم يقف عند هذه النقطة ولكننا نرى اليوم انقلاب السحر على الساحر فالشركات التي كان يمدحها المستخدمين يوماً ما بسبب أسعار هواتفها مقابل مواصفاتها تواجه اليوم انتقاداً لاذعاً بسبب ارتفاع أسعار هواتفها عن السنوات الماضية.

لعلك فهمت أن حديثي في السطور الأخيرة ينعكس على شركة OnePlus التي أطلقت هواتف OnePlus 8 منذ أيام معدودة ولاقت هجوم كبير لأنها فقزت بأسعار هواتفها تقريباً من 100 إلى 200 دولار مرة واحدة. الكثيرون رأوا أن الشركة الصينية قررت اتخاذ طريق أبل وسامسونج برفع أسعار هواتفها بعد تحقيقها لقاعدة جماهيرية عريضة ولكن في رأي الأمر ليس كما يبدوا لأصحاب هذا المفهوم الخاطئ.

oneplus 8

أولاً هاتف OnePlus 8 Pro الجديد يقدم إضافات لم تكن متاحة في هواتف الشركة السابقة. الهاتف يأتي بشاشة AMOLED بدقة QHD+ بتصميم الكاميرا على شكل ثقب في الشاشة كما أنه الأول من الشركة الداعم لمعدل تحديث للشاشة يصل إلى 120 Hz. الهاتف أيضاً أول هواتف الشركة الداعمة لتقنية الشحن اللاسلكي, الاتصال عبر شبكات الجيل الخامس 5G, أول هاتف بكاميرا رباعية والأول المقاوم للمياه والغبار بصورة معتمدة. بالمناسبة يجب أن اذكر أنه مجرد كتابة أن الهاتف معتمد ورقم الاعتماد يتطلب من الشركة دفع أموالاً لا بأس بها من أجل ذكر هذه المعلومة.

أليست كل هذه الإضافات الجديدة تستحق ارتفاعاً في سعر الهاتف؟ أليس تطوير برمجيات الكاميرا وحدها يستحق ارتفاعاً في سعر الهاتف؟ هل شرائح 5G الجديدة مجانية؟

قد ترى أن هذه الإضافات الجديدة لا فائدة لها وأنك لن تستفيد منها ولكن هذا الأمر قد لا ينطبق على الجميع كما أن الشركة وضعت في اعتبارها المستخدمين الذين ينظرون للهاتف من نفس المنطلق وهو ما يمكننا رؤيته مع النسخة التقليدية OnePlus 8. الهاتف يستمر في تقديم واحد من أفضل المواصفات مقابل واحد من أقل الأسعار وبدون أي من المواصفات السابقة سوي دعم 5G. يمكنك الاستمتاع بمواصفات هذا الهاتف والاستمتاع أيضاً ببعض المميزات المفقودة التي أصبحت أساسية في أي هاتف رائد.

أريد أن أذكر مثالاً أخر حول هذه النقطة وهو واحد من أكثر الأمثلة شيوعاً خلال الأسابيع الماضية وهو مقارنة أسعار هاتفي Galaxy S20 Ultra 5G و شاومي MI Note 10 Pro 5G كونهما بمواصفات متقاربة من معالج, ذواكر وبكاميرا  108 ميجابيكسل ولكن بفارق سعر يصل إلى 400 دولار.

الكثيرون يرون أن هذا الفارق لأن سامسونج هي "سامسونج" بينما شاومي تقدم قيمة فعلية ولكن هذه ليست الحقيقة. أولاً هاتف S20 Ultra يأتي بشاشة أفضل من شاشة هاتف شاومي بدقة أعلى, معدل تحديث أعلى, جودة نهائية أفضل, حجم أكبروحماية Gorilla Glass 6.

الهاتفان وإن كانا بنفس الكاميرا ولكن هاتف سامسونج يحتوي على Periscope, مستشعر ToF, بخلاف أن الكاميرا الأمامية ضعف دقة نظيرتها في هاتف شاومي.

يدعم Galaxy S20 Ultra مقاومة المياه والغبار باعتماد IP68, بدعم خدمة الدفع Samsung Pay, تحتوي علبة الهاتف على سماعة AKG ويأتي ببطارية أكبر.

كل النقاط السابقة ولم اتحدث بعد عن واجهة One UI التي تطلب بالتأكيد فريق من المطورين والمصممين لتكون كما هي الآن كما لم أذكر خدمة مثل Samsung DEX.

المقارنة السابقة لم أهدف منها في إبراز أن هاتف سامسونج أفضل من هاتف شاومي ولكنني أردت فقط أن أوضح أن فارق الـ 400 دولار هو فارق في المميزات والخواص التي تحصل عليها. قد ترى أن هذه المميزات غير مفيدة أو أنك لن تستخدمها وأن هاتف Xiaomi MI Note 10 Pro 5G أفضل لك ولكن هذا لا يعني أن هاتف سامسونج بسعر مبالغ لأن أرقامه نفس أرقام هاتف شاومي ولكن بسعر أعلى.

المثالين السابقين أردت منهما إظهار أن أسعار الهواتف لا تعتمد على المواصفات فقط ولكن على التجربة التي تعطيها الشركة للمستخدم وأن الأرقام لا تمثل إلا جزء صغير فيها حتى وإن كان الكثيرين يعتبرونها الأهم. تجربة المستخدم التي تحصل عليها كقيمة مقابلة ما تدفعه هي التي يجب تقييمها وليس العتاد المدون على علبة الهاتف فكم من مواصفات عالية لم تنجح هواتفها لأسباب كثيرة!

ما رأيك في نظرة شريحة كبيرة للمستخدمين على أرقام الهواتف الذكية كالمعيار الأساسي للتقييم؟ وهل ترى زيادة أسعار الهواتف الذكية مبررة؟
شاركونا بآرائكم في التعليقات!