أين اختفي الواقع الافتراضي VR وأين اختفت تطبيقاته؟ سؤال دائماً ما يطرق في أذهن المهتمين بالتقنية خاصة بعد الضجة الكبيرة التي أحاطت بالأجهزة الداعمة لتلك التقنية والتي روجت لها الشركات أنها ستغير تماماً تجربة المستخدمين مقدمة لهم قطعة من المستقبل.

كل تلك الضجة الكبيرة والحملات الدعائية الضخمة اختفت ولم يتبقى لنا سوي بعض الأجهزة دون أي انتشار حقيقي بين المستخدمين فماذا حدث؟

تاريخ نظارات الواقع المعزز

تعود بداية الواقع الافتراضي بشكله التجاري الحالي لعام 2012 وبالتحديد عند إطلاق نظارة Oculus Kickstarter والتي حصلت على جائزة أفضل جهاز للواقع الاصطناعي خلال فاعليات معرض E3 لهذا العام. هذه البداية ربما ليست السبب الحقيقي في الضجة الكبيرة التي حدثت حول الواقع الافتراضي فعام 2016 كان هو الانطلاقة الحقيقة لهذا النوع من الأجهزة والتطبيقات التابعة لها.

الواقع الافتراضي

شهد هذا العام إطلاق فيس بوك نظارة Oculus Rift كما أطلقت HTC نظارتها الخاصة HTC Vive واللتان اعتمدتا على التوصيل بأجهزة الحاسب للتمتع بتجربة VR. العام نفسه شهد إطلاق سوني PlayStation VR والتي تعتبر الأكثر نجاحاً وسط منافسيها حيث بيع منها أكثر من 2 مليون وحدة بحلول نهاية 2017 ووصل الرقم إلى 3 مليون وحدة بحلول أغسطس 2018.

الواقع الافتراضي

أجهزة الواقع الافتراضي لم تقتصر فقط على الأجهزة المعتمدة على أجهزة الحاسب المكتبي/ المحمول أو منصات الألعاب بل امتدت إلى الهواتف الذكية لنحصل على نظارة Gear VR من سامسونج بالإضافة إلى نظارة Daydream من جوجل ومئات من النظارات الأخرى المشابهة لهم. نظارة سامسونج كانت الأكثر مبيعاً بين كافة النظارات بوصولها لأكثر من 5 مليون نظارة مباعة والذي يرجع إلى توفيرها للنظارة مع عدة هواتف اطلقتها الشركة ما أكسبها سمعة جيدة وانتشار واسع.

التكلفة الباهظة

أول ما يفكر فيه المستخدمين عند شراء أي جهاز جديد هو التكلفة المادية. تكلفة امتلاك أجهزة الواقع الافتراضي (وأخص هنا HTC Vive و Oculus Rift لأنهما الأسهل انتشاراً لاحتياجهما لأجهزة الحاسب المتوفرة عند الجميع) كانت مرتفعة في البداية فسعر HTC Vive كان 799 دولار بينما Oculus Rift كان 599 دولار بالإضافة إلى احتياجهما لجهاز حاسب بسعر 1000 دولار على الأقل ليحتوي على بطارقة رسومية ومعالج قادرين على توفير المتطلبات الكافية للحصول على تجربة جيدة.

هذه الأسعار لم تدم طويلاً فسرعان ما انخفضت إلى 499 دولار لنظارة HTC و 399 دولار لنظارة فيس بوك ولكن الأمر ظل مرتفع التكلفة خاصة عند التفكير في أن الاستخدام الوحيد لتلك الأجهزة سيكون في اللعب والترفيه وهو في وقت كانت أسعار أجهزة الألعاب المنزلية بأسعار مقاربة لما ذكرناه.

صعوبة التحكم

الواقع الافتراضي

واحدة من المشاكل الأساسية التي واجهت نظارات الواقع الافتراضي هي صعوبة التحكم فالمستخدمين متصلين دائماً بأسلاك ما يعوق حرية الحركة بخلاف أنهم لا يرون ما يدور حلوهم ما يعطي إحساس بعدم الاطمئنان خوفاً من تشابك الأسلاك أو الارتطام بما هو حولهم.

الأجهزة التي اعتمدت على الهواتف الذكية لم تواجه مشكلة الأسلاك ولكنها واجهت أزمة حجم الهواتف ووزنها حيث شهدت الهواتف زيادة في الحجم خلال الفترة الماضية ما جعل العديد من النظارات غير متوافقة معهم.

اختفاء كبار مطوري الألعاب

توقع الجميع أن تفتح نظارات الواقع الافتراضي الباب أمام كبار مطوري الألعاب لتوفير نسخ خاصة من ألعابهم خاصة ألعاب AAA. ربما كان المتابعين خاطئون حول هذه الفكرة ولكن الضجة الإعلامية الكبيرة التي صاحبت انتشار تلك الأجهزة أوهمت المستخدمين أننا على بٌعد أشهر من حمل السلاح وقيادة المعركة في ألعاب مثل Battelfield أو Call Of Duty.

الآن وبعد سنوات من إطلاق نظارات الواقع الافتراضي نجد أنفسنا بمجموعة لا بأس بها من الألعاب ولكن أغلبها يتمحور حول سباق السيارات, بعض الرياضات وعدد قليل من ألعاب Shooting قد تعتبر بدائية مقارنة بالألعاب التي يوفرها كبار المطورين حالياً.

كيف تعاود تطبيقات الواقع الافتراضي VR الانتشار؟

ناقشنا معكم فيما سبق أبرز الأسباب التي نراها قد ساهمت في اختفاء تطبيقات الواقع الافتراضي خلال الفترة الماضية وفي السطور التالية نناقش معكم بعض الاقتراحات التي ربما قد تساعد في تحسن الأمر.

  • أول التغيرات التي يجب أن تحدث في النظارات هي تعديل الأسعار لتكون دون 400 دولار أمريكي بكل مشتملاتها من وصلات, أزرع تحكم وما شابه فهذا السعر هو السعر الوحيد الذي مكن الإصدارات السابقة من تحقيق مبيعات ملحوظة.
  • ثانياً يجب ألا تكون نظارات الواقع الافتراضي تابعة لأي أجهزة ليكون شراء النظارة بمثابة شراء منصة ألعاب وليس فقط البداية قبل دفع نفس القيمة على الأقل للحصول على جهاز قادر على تشغيل هذا النوع من الأجهزة.
  • ثالثاً من المحبذ أن تستبدل كافة الأسلاك والوصلات المستخدمة في تلك الأجهزة ليحصل المستخدمين على تجربة أكثر حرية متخلصين من مخاطر التفاف الأسلاك حول أجسامهم.
  • رابعاً ومع استقلال نظارات الواقع الافتراضي يجب توفير بطارية كبيرة تكفي عملية اللعب وليس فقط بطارية تدوم لساعة او إثنين فاقتناء جهازاً كهذا لن يقتصر على شخص واحد بل ستستخدمه أفراد العائلة جميعهم.
  • خامساً يجب على الشركات المصنعة لأجهزة الواقع الافتراضي الاستثمار في شركات تطوير تطبيقات وألعاب الواقع الافتراضي فحالة الركود التي تعرض لها هذا السوق أدى لخسائر لبعض المطورين ودفع آخرين لتجنب الاستثمار في هذا المجال.

وبعيداً عن اقتراحاتنا التي ذكرناها ففيس بوك قد تساهم قريباً في عودة الواقع الافتراضي لما كان عليه قبل ثلاثة سنوات حيث أعلنت خلال مؤتمر F8 الأخير عن طرح نظارة جديدة باسم Oculus Rift S ستكون مستقلة بذاتها عن أي جهاز أخر وسيبدأ سعرها من 399 دولار.

هذه كانت الأسباب -في رأينا- التي أثرت على اختفاء الواقع الافتراضي وتطبيقاته خلال الفترة الماضية, فهل ترى أسباباً أخرى لتدهور الذي شهده هذا القطاع؟
شاركنا برأيك!