
بعد ارتفاع قيمة سهم AMD..هل عادت الأمور الى نصابها؟
وفقاً للأرقام التي نشاهدها لقيمة أسهم AMD المالية فهي على الطريقة الصحيح, فهناك تحسن ملحوظ هو الاول من نوعه منذ فترة طويلة لشركة AMD. قد يكون السبب الأول هو المدير التنفيذي ليزا سو التي استطاعت أن تعيد الى الشركة هيبتها وقدرتها بعد أن كانت في وضع سيء حقاً, فهي كانت تعاني كثيراً على صعيد البطاقات الرسومية, وكانت تعاني من هبوط واضح في القبول على بطاقتها الرسومية المخصصة للتصميم وحتى البطاقات الرسومية المخصصة للألعاب لم تكن تحظى بالأرقام التي كانت تأملها الشركة.
اليوم نرى تقدم كبير من AMD على مختلف مجالات البطاقات الرسومية وتقديم انواع وفئات جديدة واهم امر ربما وصول معمارية المعالج المركزي Zen التي ستيعد روح المنافسة من جديد ضد شركة إنتل بعد غياب دام أكثر من 4 سنوات. يقال لمن هو مراقب عن كثب لحركة مبيعات AMD وما قدمته من منتجات وعدد المؤتمرات التي أصبحت تقدمها بشكل سنوي انها تتجه نحو الأمام دون العودة الى الخلف.
فصحيح أن الشركة ما زالت تعاني من خسائر مالية مزعجة لكل ربع لكنها بشكل عام أعادت هيكلة الشركة بما يسمح لها بأن تصمد وتعزز صمودها للسنوات القادمة. إن عدنا للأرقام سنرى أن أسهم AMD وصلت الى قيمة 10.66 للسهم الواحد في وقت إغلاق البورصة يوم الجمعة الماضي وبعد ذلك زادت حتى 10.80 دولار للسهم الواحد. واليوم وصل سعر السهم الواحد الى 10.95 دولار..هذه أخبار جيدة للشركة التي زادت من قيمة أسهمها بعدما كانت قبل سنة بحوالي 4 دولار للسهم الواحد.
أخبرنا بالأرقام كيف كانت قيمة السهم وكيف أصبحت؟
بالأرقام كانت AMD في عام 2013 تتدحرج بين سعر 3 الى 4 دولار لقيمة السهم الواحد وكان ذلك مدفوعاً بقبول على معالجات APU بجانب قبول على البطاقات الرسومية, لكن مع دخول عام 2014 وصلاً الى عام 2015 بدأت الشركة تعاني من خسائر مالية ضخمة ولم تكن تحظى بأي دخل صافي تقريباً فأغلب الأرقام كانت تشير الى خسائر متتالية للشركة, وذلك يعود الى عدم وجود أي طلب يذكر على المعالجات المركزية نظراً لعدم وجود أي جديد من ذلك القسم, بجانب المنافسة القوية من انفيديا التي نافست AMD بقوة وتفوقت عليها في عالم البطاقات الرسومية مما جعلها تحقق نسبة استحواذ أكبر من حصة سوق البطاقات الرسومية.
مما أثر ذكل على قيمة السهم الواحد ليصل الى 1.5 دولار حتى 2 دولار في نهاية أشهر عام 2015, حتى ان بعض المحليين قالوا أن هذه هي نهاية شركة AMD فهي لم تعد تستطيع أن تقف على أرجلها من جديد لرفع قيمة أسهمها ولكن المفاجأة كانت بارتفاع متتالي لقيمة أسهم AMD في بداية عام 2016 ليصل الى عام 2016 وبالضبط في شهر أغسطس الى قيمة 7 دولار للسهم الواحد.
واليوم خلال أشهر نوفمبر وديسمبر حققت AMD قفزة كبيرة في قيمة سهمها لتصل الى ما يقارب 10 دولار حتى 11.36 دولار وهذا يعتبر إنجاز لشركة كادت أن تسقط سقطة مميتة في عام 2015.
لمن يتسائل من أي أتت هذه القوة لترتفع أسهم الشركة بهذا الزخم؟
ببساطة الاخبار الرائعة التي كانت ليزا سو تطلقها لنا وتعلن عنها خلال المؤتمرات الكثيرة التي حدثت في عام 2016, أهما كان عودة قسم المعالجات المركزية للحياة مع معمارية Zen التي أكدت عدة مرات أنها ستعيد المنافسة وستستهدف الاجهزة المكتبية, المحمولة, والسيرفر.
بجاني ذلك تحقيقها لمبيعات جيدة جداً وفقاً للأرقام التي انتشرنت مؤخراً والتي تؤكد أن AMD امتلكت زيادة في حصتها في السوق عبر دفع قوي للفئة المتوسطة مع منتجاتها الرسومية من بطاقات: RX 480, RX 470, و RX 460 المميزة بسعرها المغري وأدائها القوي. بجانب استعراض قوي مؤخراً لأول بطاقة من معمارية VEGA. كل تلك الإعلانات زادت من ثقة المستثمرين في أسهم الشركة والذي أدى بالمحصلة كما نشاهد من زيادة قيمة السهم الواحد الى 10.95 دولار وهو أفضل رقم حققته الشركة منذ سنوات.
لا أحد يتوقع أن ما حصل هو أمر سهل, فلقد عانت ليزا سو من ضغوط هائلة بسبب المشاكل المختلفة في بنية الشركة والتي أدت الى تلك السقطات الكبيرة والغير محسوبة. وأكبر دليل على ذلك هو القيام بهيكلية شركة AMD بالكامل ولمرتين ادى بالمحصلة الى جعل مجموعة Radeon Technologies مجموعة منفصلة في قراراتها لكنها تابع بالنهاية لشركة AMD حتى يكون هناك دخل وعمل وقرارات خاصة بها, وكانت نتائج تلك العملية ناجحة وما يثبت ذلك هو ما قدمته حتى الان من تطوير واضح على سوق البطاقات الرسومية الخاصة بها وتقديم العديد من البطاقات المخصصة للتعلم العميق والتصميم.
حالياً ما زال على شركة AMD مجهود ضخم فهي تحتاج الى الإثبات أنها تستحق ثقة عملائها والمستثمرين الذين ساعدوا على تحقيق ذلك من خلال تقديم معالجات Zen المنافسة لمعالجات إنتل سواء الجيل السادس او الجيل السابع فحتى الان الأرقام تشير الى نتائج إيجابية ولكن الحكم بالناهية على مستوى الاداء العام والسعر إن كان سيغري الاعبين والمستخدمين على حد سواء.
أما من ناحية البطاقات الرسومية فعلى AMD تقديم ما يشفع لها لمنافسة بطاقات GTX 1080/GTX 1070 التي تسيطر على مبيعات البطاقات الرسومية كفئة عليا دون وجود أي منافس لها منذ اكثر من 6 أشهر, لكن تعودنا من AMD ان توجه بعض الضربات القوية لخصمها انفيديا بين الحين والاخر حسبما تتاح لها الفرصة وربما ستكون قادرة على فعل ذلك لكن كما يقال لكل فعل ردة فعل.
ما يقلقنا صراحة هو مدى نجاح معالجات Zen التي أصبحت تحمل العلامة التجارية Ryzen فنحن نعرف ان الشركة أنفقت مبالغ مالية طائلة على تلك المعمارية وعلى المنصة ككل وعلى تشكيلة من الشرائح, فأي خيبة أمل قد تحدث سيؤدي بهذا القسم الى الهاوية من جديد وقد لا يستيطع العودة. نعتقد ان دخل AMD الممتاز من خلال مبيعات APU المنفصلة أو المخصصة للشركات مثل سوني و مايكروسوفت للأجهزة الكونسول ساعدها على الاستمرار ولو لا ذلك لكانت ادت بحالة AMD المالية الى مرحلة منحدرة.
إذا مع عودة قيمة سهم AMD الى رقم ممتاز ووصول معالجات جديدة وبطاقات رسومية جديدة في بداية عام 2017 نتوقع استمرار زخم هذه الإيجابية خاصة إن كنات النتائج إيجابية على صعيد الأداء. انفيديا بالنسبة لها مرتاحة مما يحدث على صعيد البطاقات فهي تجهز كذلك الى ما ينافس بطاقات AMD VEGA وهي على صعيد أسواق التعلم العميق, التصميم تحقق نجاحات كبيرة وما زلنا حتى اليوم نلحظ قبول من كبرى الشركات نحو معالجات انفيديا الرسومية وأخرها طيران البحرية الامريكية التي على ما يبدو ستكون بوابة انطلاقة الشركة في استخدام معالجاتها الرسومية في المجال العسكري.