
التجارة الإجتماعية – نقطة إلتقاء وسائل التواصل الإجتماعي مع عالم الإستثمار
في تتابع سريع لإنتشار التكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل الإجتماعي المختلفة، شهد العالم تغير جذري في أنماط المعاملات المالية والتجارية، وظهرت عدة مفاهيم جديدة على عالم الإستثمار مثل الإستثمار أونلاين والتجارة الإجتماعية وغيرها من طرق الربح عبر الإنترنت التي نعرفها الآن، وتهتم بها شركات كبرى مثل شركة eToro الرائدة في مجال الإستثمار أونلاين.
وبذكر شركة eToro الرائدة نجد نفسنا أمام مثال حي لنجاح التكنولوجيا الحديثة في عالم الإستثمار وخلق فرص ربح أمنة للمستثمرين حول العالم يعود تاريخها إلى عام 2007، حيث تسمح منصة تداول FX المرئية من eToro للمستخدمين بمتابعة حركة تداول الأسهم الخاصة بهم عبر أدوات سهلة وبيئة استثمار أكثر شفافية من أي شركة أخرى. ومن خلال المنصة الإجتماعية على الموقع يمكن متابعة المستثمرين الآخرين والتواصل معهم لمعرفة تجاربهم المختلفة.
كذلك توفر الشركة واجهة شاملة تقدم أدوات احترافية لكل من المتداولين المبتدئين والمتقدمين في مجال التجارة الإلكترونية، ويمكن التحكم بها من خلال تطبيق ذكي على الهواتف المختلفة. ولاتتوقف eToro الرائدة عند هذا الحد، بل تمتد لتشمل مجموعة كبيرة من الأسهم ذات العوائد المتزايدة، وتتسع أكثر للإستثمار في العملات المشفرة مثل بيتكوين وLitecoin وغيرها من العملات.
لكن بشكل عام كيف نشأت التجارة الإلكترونية الإجتماعية؟
ظهر مصطلح التجارة الإلكترونية الإجتماعية social trading لأول مرة في ياهو عام 2005 من أجل وصف مجموعة من أدوات التسوق المشتركة عبر الإنترنت، إلا أن الشكل الحديث للتجارة الإلكترونية الإجتماعية تطور في الصين عام 2013 ليدمج بين وسائل التواصل الإجتماعي والتجارة الإلكترونية بشكل مباشر.
وتعرف التجارة الإجتماعية على أنها مجموعة فرعية من التجارة الإلكترونية تنطوي على استخدام وسائل التواصل الإجتماعي المختلفة عبر الإنترنت للوصول إلى أكبر عدد من العملاء لتيسيير عمليات الشراء عبر الأنترنت، وقد أثبتت فاعليتها كأداة قوية للتسويق والتجارة الإلكترونية حول العالم في ظل نمو مجتمع وسائل التواصل الإجتماعي السريع.
إحصاءات نمو وسائل التواصل الإجتماعي
وفقاً لإحصاءات Hootsuite ، يستخدم الآن أكثر من 3.48 مليار شخص، ما يقرب من 45% من إجمالي سكان العالم، وسائل التواصل الإجتماعي بزيادة 9% عن العام الماضي. حيث ينضم أكثر من مليون شخص جديد إلى وسائل التواصل الاجتماعي يومياً.

كذلك فإن 53% من الشركات حول العالم تستخدم الإعلانات على وسائل التواصل الإجتماعي المختلفة، ومن المتوقع أن يصل إنفاق إعلانات وسائل التواصل الاجتماعي في نهاية عام 2019 إلى حوالي 93 مليار دولار.

حجم التجارة الإلكترونية العالمي والعربي
بالتأكيد كان لهذا النمو الكبير في وسائل التواصل الإجتماعي والتجارة الإجتماعية تأثير مباشر على نمو قطاع التجارة الإلكترونية ككل، ونحن نقصد هنا بالتجارة الإلكترونية جميع العمليات التجارية التي تتم عبر الإنترنت من خلال المنصات المختلفة التي تكون الشبكة العنكبوتية.
فوفقاً لتقرير منظمة التجارة العالمية تجاوزت قيمة التجارة الإلكترونية في العالم 28 تريليون دولار مع نهاية 2018 تستحوذ أسواق الشرق الأوسط، وشمال إفريقيا، ووسط أوروبا، والهند على 25% منها.
أما على الصعيد العربي، تصدرت دول الإمارات العربية المتحدة قائمة التجارة الإلكترونية بإجمالي 36 مليار درهم نهاية 2018، ووفقاً لتقارير بيفورت وبحسب الجهة المختصة في دراسات السوق “فروست آند سوليفان”، فإن التجارة الإلكترونية في مجلس التعاون الخليجي بلغت 5.3 مليار دولار في العام 2015، قدمت 0.5% للناتج المحلية الإجمالية لدول الخليج، وفي ذلك الوقت، كان تقييم قطاع التجارة الإلكترونية في دولة الإمارات العربية المتحدة يبلغ 2.5 مليار دولار بنسبة 50% من حجم التجارة الإلكترونية في العالم العربي ككل.
مستقبل التجارة الإلكترونية الإجتماعية
تلك الأرقام من شأنها أن توضح لأصحاب الأعمال أهمية التجارة الإجتماعية الحالية والمستقبلية، فمن المتوقع أن تزداد هذه الأرقام أضعاف مضاعفة في المستقبل، حيث يخطط الإتحاد العربي للتجارة الإلكترونية الذي تم إنشاؤه عام 2016 بالتعاون بين 14 حكومة في العالم العربي، إلى زيادة حجم التجارة الإلكترونية في المنطقة من 20 مليار دولار في العام 2017 إلى أكثر من 200 مليار دولار بعد 2020.

أخيراً، فإن إستخدام وسائل التواصل الإجتماعي في التجارة قد أثبت فاعليته لكل من البائع والعميل، فالتجارة الإجتماعية تساعد البائع على زيادة مبيعاته، كما أنها تسمح للجمهور بالتفاعل مع المنتجات والخدمات بشكل مباشر مما يساعد البائع في فهم إحتياجات السوق وتلبية متطلباته.
أما بالنسبة للعملاء، فحسب الإحصائيات في عام 2008 قام أكثر من 80 مليون مستخدم بكتابة ارائهم حول منتجات مختلفة، مما سمح بتوافر معلومات عن المنتجات للعملاء المستقبليين، كما توفر التجارة الإجتماعية وقت وجهد العملاء في البحث إلى جانب إمكانية الإختيار بين عدد غير محدود من المنتجات ومقارنة الأسعار.
?xml>