الرياضة الالكترونية سمة من سمات العصر الحديث
فى السنوات الاخيرة غزت الرياضة الإلكترونية عالمنا بشكل مدهش منقطع النظير حتى بلغت من انتشارها حد الاعتراف بها كرياضة مثل باقى الرياضات الجماعية مثل كرة القدم، ولا تزال تلك الظاهرة آخذه فى النمو باستطراد إلى أن وصل الأمر أن هناك مسابقات دولية تُقام على تلك الألعاب وتدر مبالغ هائلة لمتابعيها.
فعلى سبيل المثال قامت شركة آكتفيجن العام الماضى بدفع أكثر من مليون دولار لأفضل لاعبى "call of duty"، فى الحقيقة إن محترفى الرياضة الإلكترونية يجنون أموال طائلة مقابل ممارسة الألعاب الإلكترونية، كما أن الشركات الراعية لتلك الرياضة الإلكترونية تعلن عن أخبار جديدة عن تلك الألعاب مثل انضمام لاعبين لدورى أوفروتش أو تخليهم عن الرياضة وغيرها من الأمور المختلطة. و لذلك فتعتبر الرياضة الالكترونية من سمات العصر الحديث.
و لذلك يأتى هنا سؤال يجب الاجابة عنه و هو ما المقصود بالرياضة الالكترونية؟
يقصد بالرياضة الإلكترونية أنه شكل من أشكال المنافسات التى تنظم عبر لعب ألعاب الفيديو بمشاركة عدد من اللاعبين المحترفين فى هذا المجال، وفى السنوات الأخيرة أصبح هناك عدد من البطولات الدولية التى تقام لعدد من الألعاب وتحظى بنقل مباشر وحضور جماهرى إضافة إلى ذلك رصد جوائر مالية قيمة ورواتب للاعبين.
ونتيجة للاقبال الجماهرى الواسع على تلك الألعاب توجهت الأندية الرياضة للاستثمار أيضًا فى الرياضة الإلكترونية، فقامت الأندية بالدخول فى هذا المجال من أجل مواكبة التطور وخلق فرص جديدة للاستثمار فى أنديتها، إن أول نادى تم استثماره فى الرياضة الإلكترونية هى الأندية الإنجليزية وهم نادى وستهام وتبعه عدة أندية من بينها مانشستر سيتى، وانتشرت ظاهرة تداول الاموال فى المجال الرياضى إلى دول العالم فانتقلت إلى الأندية الأوروبية مثل نادى فالنسيا الأسبانى الذى اعتمد فريق خاص للرياضة الإلكترونية يمثل النادى حول العالم ونادى سبورتنغ لشبونه البرتغالى الذى أضاف خطوة اضافية وهى انشاء قسم خاص بالرياضة الإلكترونية.
وفى الأشهر الأخيرة تسابقت عدة أندية أوروبية كبرى للاعلان عن عقود جديدة من لاعبين جدد يمثلون النادى ولكنهم لن يركلوا الكرة فعليًا بل سيكون ممثلين عن النادى فقط فى بطولات الرياضة الإلكترونية، وهذا يعتبر التوجه الجديد للأندية حول العالم، وبهذا تداخلت الرياضة الإلكترونية مع الرياضة التقليدية العادية مثل دورى كرة القدم والرابطة الوطنية لكرة السلة ودروى البيسبول.
و لكن ماذا يرى مالكى الرياضة التقليدية من امتيازات للرياضة الالكترونية و لماذا الاستثمار فى هذة الصناعة؟
فى الواقع إن الرياضة الإلكترونية فى نمو مستمر ولهذا استثمر مالكى الرياضة التقليدية أموالهم فى الرياضة الإلكترونية منذ وقت مبكر لأن كانت نظرتهم مستقبلية حيث أن الرياضة الإلكترونية فى ازدهار وتطور ومن المؤكد أن قيمة الاعبين فى الفريق ستزيد مع مرور الوقت بما قد يسمح لهم الحصول عليهم بسعر أقل حاليًا، فى الحقيقة أن لا أحد يعرف ما هى الإمكانيات الحقيقية للرياضة الإلكترونية فى هذه المرحلة ولكن هناك العديد من أصحاب الرياضة التقليدية لديهم أموال كثيرة للاستثمار الآن والقيام بذلك بأكثر فاعلية حتى تنضج تلك الرياضة.
وقد أظهر تقرير حديث أنه من المتوقع أن تصل العائدات من الاستثمار فى الرياضة الإلكترونية إلى 696 مليون دولار بنهاية هذا العام ومن المحتمل أن تصل إلى مليار ونصف بحلول عام 2020، كما أشار التقرير أن عدد متابعى الرياضة الإلكترونية وصل إلى 323 مليون شخص فى العالم خلال عام 2016 مقارنة بعام 2015 حيث كان عدد المتابعين نحو 235 مليون ومن المتوقع أن يصل العدد إلى 589 مليون شخص بحلول عام 2020.
الرياضة الإلكترونية فريدة من نوعها ولا تزال فى تطور مستمر، ومالكى الأندية يدركون أن هناك الكثير من النجاحات عبر الانتقال من الرياضة التقليدية إلى الرياضة الإلكترونية، أما مالكى الأندية الذين يحاولوا أن يجلعوا من الرياضة الإلكترونية مثل اتحاد كرة القدم الأمريكى أو الدورى الأمريكى المحترف مخطئون بالتأكيد، مفتاح النجاح هو اتخاذ أفضل الممارسات الرياضية التقليدية وتكييفها مع الرياضة الإلكترونية، وفى نفس الوقت إن الاعتراف بالسمات الفريدة التى تتميز بها الرياضة الإلكترونية يُعد نجاحًأ حقيقيًا لها.
?xml>