إذا كنت تظن أن الذكاء الاصطناعي وصل إلى أقصى مراحلة من التطور فيجب عليك أن تُفكر مرة أخرى ... استخدام الذكاء الاصطناعي والتعلم العميق شهد تطور وتقدم بشكل كبير خلال الأيام الماضية حيث كُنا شاهدين على استخدامه في تطبيقات جيدة ومُفيدة للمُستخدمين مثل السيارات ذاتية القيادة , جمع وتخزين البيانات باستخدام الذكاء الاصطناعي وتقنيات التعرف على الوجوه ... كما شاهدنا شركات تُسيء استخدام تلك التقنيات في جمع بيانات المُستخدمين للاستفادة منها بشكل غير قانوني.

ولكن قلما رأينا شركات تستخدم تلك التقنيات للصالح العام ...

من بين الشركات التي قررت استخدام الذكاء الاصطناعي للصالح العام تأتي شركة "ضنايا" تلك الشركة لها عدة مُنتجات من بينها برنامج يستخدم الذكاء الاصطناعي والتعلم العميق لقراءة تعبيرات الوجه ونبرات الصوت للتعرف على حالة الموظفين بشكل تلقائي ومن ثم يتم رفع تلك المشاكل للإدارات في الشركة لحلها مما يساهم بالنهاية في زيادة إنتاجية الشركة وتقليل العبء على الموظفين.

خلال مؤتمر Social Media Day Egypt 2019 حظينا بالفرصة لنقوم بمُقابلة مع مؤسس ومُدير الشركة في مصر "محمود أبوطالب" لنتعرف على المُنتجات المُختلفة والفلسفة ورائها.

DNAAYA Interview - SMDay (2)

محمود أبوطالب هو مصري أمريكي ... حصل على درجة الماجستير من جامعة كاليفورنيا بالإضافة إلى درجة البكالوريوس من الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا ... قضى مُعظم حياته العملية بالولايات المُتحدة ورجع إلى مصر منذ أربع سنين لينقل خبراته وخلاصة عمله بالولايات المتحدة لمصر ... يعتز محمود بعائلته المكونة من زوجه وطفلين ودائماً ما يذكرهم عند تقديم نفسه في المحاضرات والندوات

ماهي شركة ضنايا وكيف تأسست؟

عندما عُدت إلى مصر أسست شركة سميتها "ضنايا" وهو اسم يُعبر عن أني أعتبر الشركة هي أبن لي وكان تفكيري خلال تأسيس الشركة هو كيف أحول إستخدام التكنولوجيا لحل مُشكلات مُتعلقة بالحياة الاجتماعية والمشاكل الاجتماعية بدلاً من أن يكون التركيز الأساسي للشركة هو الربح.

ماهي المُنتجات الرئيسية التي تُقدمها شركة "ضنايا" وما هو الجمهور الرئيسي المُستهدف من تلك المُنتجات؟

لدينا خطين رئيسيين في المُنتجات التي نُطلقها وأولها هي الخدمات التقنية الموجهة للشركات وتلك هي المُنتجات التي قُمت بالعمل عليها بالولايات المُتحدة والعملاء المُستهدفين من تلك المُنتجات هي شركات أمريكية بشكل بحت ... فيمكن أن نقول أن الشركة التي كُنت أعمل بها بالولايات المُتحدة هي أحد عملائي الآن فيتم تطوير البرامج بأيادي مصرية ويتم بيعها لشركات أجنبية.

الأرباح التي تأتي من هذا الخط من المُنتجات نقوم باستخدامها لتقديم مُنتجات تُفيد المُجتمع بشكل مُباشر ... ومن بين عدة مُنتجات قمنا بتقديمها لمُساعدة المُجتمع هو تطبيق للمُساعدة على إيجاد الأطفال المفقودين، قمنا بعمل تلك الفكرة كشركة ناشئة (Startup) وقد كانت فكرة التطبيق ذلك قد حاز على جائزة "أفضل 100 فكرة للتطبيقات في عام 2018" ... والآن نعمل على تطبيق بإسم "يلا بينا" لحل مُشكلة الكسل وعدم الإنتاجية ... هناك أيضاً تطبيق في مرحلة التطوير ولم يتم إطلاقه بعد وهو يُسمى "عيون" هذا التطبيق يٌساعد المُستخدمين المكفوفين للإبصار عن طريق التقاط صورة بمُجرد تمرير اليد أمام التطبيق وحينها يلتقط صورة لما يراه أمامه ويقوم بوصف المشهد بشكل منطوق ليحصل المُستخدم على فكرة عما يواجه.

تلك الفكرة طرحتها ميكروسوفت من قبل ولكنها كانت مُعقدة وغير مُتاحة لكل المُستخدمين ... هذه المرة نريد أن نطرحها مرة أخرى لتكون مُتاحة لكل المُستخدمين وعلى الأجهزة المُتاحة للجميع الآن.

هل سيتم طرح البرنامج المُتعلق بتحليل المشاعر وتحسين بيئة العمل محلياً؟

هذا التطبيق هو ملك لشركة أمريكية وقد كُنت أعمل عليه خلال تواجدي بالولايات المُتحدة ... ويُمكن أن يتم طرح هذا البرنامج لاحقاً  في السوق المصري ...

هل تحدثت مع شركات محلية لترى مدى تقبلها لمثل هذا التطبيق؟

أنا عندي فلسفة مُختلفة في طرح المُنتجات .. فلا أتطلع لتوفير المُنتج أولاً ثُم أبحث له عن مُشتري، ولكن في البداية أقوم بخلق الاحتياج لمثل هذا المُنتج أولاً ومن ثم سيتساءل الناس عن توافر التطبيق وحينها يتم طرح المُنتج ليحل المشاكل التي يكون المُستخدم المحتمل قد لامسها بشكل فعلي.

خلال كلمتك اليوم كنت تتحدث بفخر عن عائلتك ... فما دور العائلة في تشكيل الدافع لديك لمواصلة عملك؟

عائلتي تُمثل بالنسبة لي أهم شيء في حياتي ... ولذلك عند قدومي لمصر اخترت أن أسكن في مكان قريب من مُعظم أفراد عائلتي ... أحرص يوميًا على أن أذهب لتوصيل أبنائي من المدرسة إلى المنزل ومن ثم أعود إلى المكتب لمواصلة عملي أو أُكمل العمل من البيت إذا لم يكن الأمر يتطلب العودة إلى المكتب، لذلك نعم أنا دائماً ما أرتبط بعائلتي وهي تُمثل لي دافع كبير لمواصلة عملي وكانت عامل كبير في قرار عودتي لمصر.

كانت تلك مُقابلتنا مع محمود أبوطالب المُدير التنفيذي ومؤسس شركة ضنايا يمكنك أن تعرف أكثر عن الشركة عن طريق زيارة موقعهم.