تقنية DBRLIVE: لماذا ترى إعلانات عربية في الملاعب الأوربية؟

لقد شاهدت مباراة ليفربول ومانشستر سيتي بداية هذا الموسم، عندما تلاحم الثنائي للظفر بالدرع الخيرية، مباراة سوبر إنجليزي عادية، نعلم أنها لا تعكس أي شيء من مجريات الموسم الجاري والجميع يعلم هذا، لكنها عكست لنا أهمية "بنك التعمير والإسكان" مع أحد معامل التحاليل المصرية. 

الأمر غريب. أنت ترى مباراة للجزء الأحمر من مدينة ليفربول ضد الجزء الأزرق من مدينة مانشستر يتصارعان على لقبٍ ما، والآن ترى معمل التحليل الذي قمت بعمل PCR فيه منذ عامين. ما الذي يحدث؟

هل يظهر إعلان بنك التعمير والإسكان لجماهير الدوري الإنجليزي؟ هل هو مهتم بحجز شقق إسكان متوسطي الدخل الجديدة بعيداً عن بلده بـ 5610 كيلومترات؟ لا أظن هذا. 

ما ظننته أن الإعلان قد يظهر لفترة بسيطة ويظهر إعلان مشروبات الكحول المفضلة للمملكة البريطانية، لكن لم يظهر الإعلان. ظهر إعلانٌ أخر لمنتج أعرفه جيدًا، ولكن بصراحة لا أتذكر هذا المنتج. أعلم أنني رأيته هناك ورأيته في شارعي، لكنني لم أتوقع أن أراه في ملعب King Power الخاص بنادي ليستر. 

كيف بدأ الأمر؟

أحد أصدقائي لا يشاهد المباراة على Bein Sports. يحب أن يدفع أمواله لغير العرب لسبب أجهله، ولهذا دفع الأموال لـ ESPN لكي يشاهد المباراة عليها.  سألته إن كان يرى هذه الإعلانات، وقال لي لا. رأى إعلانات لم تكن بإعلانات بريطانية، بل أمريكية بحتة. هذا يعني أنني أرى هذه الإعلانات المصرية، ببساطة، لأنني مصري. 

هو يرى إعلاناتٍ أخرى لأنه يشاهد المباراة من منصة أمريكية، مما يعني أن محتوى الإعلانات يختلف حَسَبَ الدولة. إن لم تكن دولتك تعرض أي إعلانات في المباراة، فسترى إعلانات الإنجليز. 

سترى إعلانات الخمور والمراهنات، أشياء يعشقونها في أوروبا. لا أعلم إن كان هناك عشاقٌ كثار للمراهنة هنا في مصر، لكنني أعلم أنه لا توجد منصة لهم للمراهنة على أي مباراة. مجرد إعلانات لا ترد بقيمة للمشاهد في كل الأحوال، ولهذا كان يجب أن تتوفر إعلانات تضيف قيمة للشبكة المذيعة والمشاهد. 

الأمر كان يشبه لوحات الإعلانات على الطرق المزدحمة التي لا تعرض أي شيء. مساحة رائعة للدعاية، لكنها غير مستغلة، وكان القرار هنا من المجموعة المسؤولة عن عرض مباريات رابطة الكرة الإنجليزية أن تعطي الضوء الأخضر لكل شبكة مذيعة للمباريات أن تبيع من خلالها حقوق الإعلان.  هذا على الورق، لكن كيف تظهر الإعلانات؟

تقنية DBRLIVE

بحثنا في طريقة تثبيت النظام ككل من شركة ADI.tv، وهي الشركة التي تعمل على هذه التقنية في ملاعب بايرن ميونيخ الألماني وأرسنال الإنجليزي إن كنت تريد هذه التفاصيل، ويتضح لنا أن الأمر معقد قليلاً. 

لكن، لكي نبسط المعلومة، تخيل أن ملعب كرة القدم ما هو إلا صندوق. هذا الصندوق يتم تعليق كاميرا في سقفه تتدلى من الأعلى لكي تلقي نظرة كاملة على الصندوق من الداخل. 

مكان الكاميرا محفوظ، وكل شيء يحدث داخل الملعب يكون بنسبة لمكان الكاميرا داخل الصندوق الذي نتخيله هنا. تقوم هذه الكاميرا بإلتقاط أماكن جميع لوحات الإعلانات المتواجدة في الملعب تجاه اللاعبين، والتي تكون أيضاً مرئية من قبل المشاهد. 

تقوم الكاميرا بنقل بيانات الأبعاد الخاصة بهذه اللوحات لكمبيوتر يحمل جميع البيانات الخاصة بالإعلانات التي يتم عرضها. هذا الكمبيوتر يقوم بتعيين الإعلانات على نفس أماكن اللوحات بالنسبة للكاميرا، بل وكأنها ظاهرة كبيكسلات على نفس محيط الإعلان بنفس عدد البيكسلات والمسافة بينها. 

أتعرف ما هي النقطة الأفضل في هذا الأمر. أنظر إلى صورة لاعب ستوك سيتي التي تراها في الأعلى. اللاعب الإنجليزي يقف أما اللوحة بزاوية غير مستقيمة وأمامه راية زاوية الملعب، ويبدو الأمر وكأنها حقيقية يقف أمامها ويحجب عنها الصورة. 

يحجب عنها الصورة دون أن يبدو الأمر وكأنها لوحة حقيقية. هذا في نفس الوقت الذي يقوم الكمبيوتر فيه بمعالجة الإشارة النهائية وبثها بدون أي نوع من التأخير مباشرةً للقمر الصناعي الذي تبث منه مباريتك. 

القمر الصناعي الذي أحدثك عنه هو نفس القمر الصناعي الذي، بدوره، يعلم الشركة المسؤولة عن البث بمكانك ويعرض لك الإعلان الصحيح على حسب منطقتك، فإن كان هناك إعلانٌ لك مثل بنك التعمير والإسكان ستراه، وإن لم يكن، سترى إعلانات الدوري نفسه أو إعلانات أقرب شبكة بث لك. 

ماذا تحتاج تقنية DBRLive لكي تعمل بالشكل الصحيح؟

مبدأيًا، تحتاج إلى لوحات إعلانات خاصة لهذا الغرض. لوحات تم تصميمها بالشكل الصحيح من كل شركة مصنعة لكي تستطيع الكاميرات الخاصة بها أن تتعرف عليها من وسط الملعب بالمعطيات التي تأخذها من هذه الكاميرا، والتي قد تكون إشارات محددة على حدود اللوحات أو عدد البيكسلات المضيئة من على مسافة مرتفعة.

هذه اللوحات جاهزة لكي تنظر إليها الكاميرات. الكاميرات التي تعمل بالأشعة تحت الحمراء لكي تتعرف على مناطق ظهور اللوحات على الصورة التي تأخذها، والتي تأخذ هذه الصور لكي ترسلها إلى نظام الواقع المعزز الذي تعتمد عليه التقنية.

هذا النظام بدوره يدرج الإعلانات التي نتحدث عنها في كل إطار أثناء البث على دقة تصل إلى 4K. هذا يعود إلى الكاميرات التي تتلقط عدداً كبيراً من الإطارات على هذه الدقة، والتي تتواصل مع النظام لكي ترسل له نفس الإشارات التي تخرج على البث.

فكر في الأمر وكأنه NVIDIA Broadcast، التقنية التي تأخذ الصور من كاميرتك وتدرج خلفية من اختيارك على كل إطار أثناء البث المباشر الخاص بك، لكن على مدارٍ أبعد وأوسع. من يشاهد المباراة يرى "نسخته" الخاصة، سواء كان في دولة عربية أو حتى صينية.

أهذا هو الاستخدام الوحيد للتقنية عمومًا؟

التقنية، بدورها، ليست تقنية مصممة من أجل هذا الغرض فقط، لكنه أهمها بالنسبة لك. فكرة هذه الكاميرا داخل هذا الصندوق هي نفس فكرة عين الصقر في ملاعب التنس، هي نفس فكرة الـ VAR، وهي نفسها فكرة خط المرمى. 

حتى في تحليل المباريات. عندما ترى خطوط تتكون بين اللاعبين أو صورة اللاعب على الأرض، فهذا لأن الكاميرا حددت هذا المكان ليتم معالجته بطلبٍ من النظام، والذي بدوره يرسل رسوماته على الملعب مثل عدد الأهداف التي سجلها اللاعب أو ما شابهها من إحصائياتٍ تخصه.

كلّما في الموضوع أن هناك كاميرا موضوعة في مكانٍ ما تستقبل معلومات بصرية تعمل بالأشعة تحت الحمراء تفيد الغرض، أياً كان هذا الغرض. هناك كاميرا في ملعب؟ إذاً هناك لها فائدة أخرى. 

في النهاية، أنت المستفيد من الإعلان الذي يمكنك استغلاله. لا حاجة لإعلانات Bet365 أو جعة Carlsberg بالنسبة لك هنا، هناك أشياءٌ أهم بكثير. معامل البرج ستفيدك في الـ PCR القادم، أليس كذلك؟