
تنبؤات عام 2016 من دارن غراسبي - ثلاثة توجهات كبيرة من القلب والعقل في صناعة السيليكون
عندما يتحدث الكبار في تنبؤات عام 2016 يجب أن نأخذ بعين الاعتبار كل ما يقولونه دون أي إهمال لأي جانب. خاصة عندما يأتي الحديث من قبل السيد دارن غراسبي، رئيس شركة AMD، أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا الذي رغب بأن يقدم نظريته التي يشاهد بها عام 2016 على صعيد عالم تكنولوجيا صناعة السيليكون. في هذا المقال المطول يتحدث السيد غراسبي عن 3 توجهات كبرى في عالم صناعة السيليكون.
في مقدمة حديثه ماذا قال دارن غراسبي؟
أشعر بأنني محظوظ لأن عملي يتيح لي فرصة التعرف على أحدث التقنيات المتطورة من مختلف أنحاء العالم. وغالباً ما يسألني الكثيرون أين ستكون النقلة النوعية التالية في هذه الصناعة برأيي. فأجد نفسي في حيرة من أمري. فقلبي يهوى التقنيات التي أعشق استخدامها وهي تلك التي أعتقد أنها قد تصنع فرقاً كبيراً في حياتنا اليومية. ولكن عقلي يميل إلى التقنيات التي قد تتصدر الأسواق وتحتل مكانة تتيح لها أن تدخل حياتنا الخاصة.
وما دفعني إلى كتابة أهم ثلاثة تنبؤات في عالم الحوسبة لعام 2016 هو ذلك التوازن بين ما يختاره القلب وما يستشرفه العقل. وتستند هذه التنبؤات بشكل طبيعي إلى التطورات التي حدثت في عالم السليكون العجيب، ولكن نجاح وتحقيق هذه التوقعات قد يضع أسس الحوسبة للأعوام العشرة المقبلة.
أهم ثلاثة تنبؤات في عالم الحوسبة لعام 2016
1. انتشار الواقع الافتراضي في كافة الصناعات
شهدنا في معرض إلكترونيات المستهلكين هذا العام في لاس فيغاس بداية زحف وانتشار الواقع الافتراضي. وأعتقد أننا في لحظة تاريخية في منتهى الأهمية بالنسبة للتطورات التكنولوجية، لأسباب سأعود إلى توضيحها لاحقاً. لكن الآن علينا أن نركز على الطريقة التي سوف تتشكل فيها تطورات الواقع الافتراضي.
وبما أنني من عشاق ألعاب الفيديو، فبكل تأكيد سيقول قلبي أن الواقع الافتراضي سيغمر عالم ألعاب الفيديو على أجهزة الحاسوب وألعاب وحدات التحكم بشكل متساوي. حيث ستظل الشهية مفتوحة للحصول على دقة وضوح عالية في الرسومات وتجربة لعب مميزة وأتوقع أن تصبح أكثر قوةً في العام المقبل.
لكنّ عقلي يقول أن التحدي الذي يواجه الواقع الافتراضي في عالم ألعاب الفيديو اليوم هو كمية المحتوى. وهذا الواقع بدون أي شك سوف يتغير حين يصبح المطورون أكثر قدرة على تطبيقه. ومن المنظور البرمجي، تحظى تقنية AMD LiquidVR™ باهتمام قوي، إلا أن سعر الجهاز يجذب في النهاية طبقة الأثرياء من عشاق ألعاب الفيديو. لكن، لنتوقف للحظات ونفكر كيف بدأ الواقع الافتراضي بتحويل هذه الصناعة. يحظى الواقع الافتراضي بمكانة قوية بين الصناعات مثل الدفاع والطيران كونها تبحث عن طرق طبيعية وحدسية أكثر للتفاعل مع التكنولوجيا. وعند النظر إلى قطاعات أخرى كالتعليم والبحث الطبي، سندرك السبب الذي يجعل الواقع الافتراضي جاهزاً وعلى وشك إحداث ثورة في هذه الصناعات.
على سبيل المثال، تستخدم GE تقنية AMD في مشروع “Neuro VR Experience”، الذي يتيح للمستخدم إمكانية الدخول بشكل كامل إلى عملية إعادة تشكيل عقل الفنان الموسيقي البريطاني الشهير روبن وو، واستكشاف ما ينبع منه من أفكار واستجابة للمؤثرات المختلفة. وحتى في القطاع الثالث، شهدنا الأمم المتحدة تستخدم الواقع الافتراضي للاتصال بالمتبرعين على المستوى العاطفي، ليتمكنوا من رؤية حياة اللاجئين في المخيمات.
وفي عام 2016، أتوقع أن نرى المزيد من تلك الاستخدامات المبتكرة للواقع الافتراضي في القطاعات المتخصصة ما سيثبت جاذبيتها التجارية الواسعة.
2. الخوادم والحواسيب ستؤدي إلى ظهور "إنترنت الناس"
وبما أنني من الذين يستخدمون الهاتف الذكي باستمرار وبشكل متواصل، يخبرني قلبي بأن أي شيء يخصص التجربة الحاسوبية سيكون جيداً. وهنا لا يوجد سبيل لإنكار "إنترنت الأشياء"، حيث ستسمر هذه الظاهرة بالنمو مع اكتشافات الصناعة المستمرة لتطبيقاتها.
ومع ذلك، يجب علينا ألا ننسى أنه هناك أيضاً فوائد للمستهلك. حيث يعتمد الأفراد من الأساس على هذه الأجهزة والبيانات لتحسين حياتهم اليومية. وأرجح أن يصبح هذا أكثر وضوحاً في العام المقبل.
ومن ناحية المستهلك، يحدثني عقلي عن التحديات التي يجب معالجتها فيما يتعلق بالجهاز وتقنيات الاستشعار في "إنترنت الأشياء" قبل التنبؤ بتوقعات مجدية. وأكثرها وضوحاً، هي المواضيع التي يتم تسليط الضوء عليها حالياً والتي تدور حول التكنولوجيا ومعايير قابلية التشغيل البيني، والتي تعتبر من بين الكثير من الأشياء التي تؤثر على السعر، وبدورها تؤثر أيضاً على النموذج التجاري لإنترنت الأشياء. ولحسن الحظ يتم التركيز حالياً على التفاوت في المعايير، ولكنه على الأرجح سوف يعيق عملية الاعتماد الشامل للعام المقبل على الأقل.
ولكن التطبيق على الصعيد التجاري مختلف كلياً. وهناك منطقة تستحوذ على الكثير من الاهتمام بإنترنت الأشياء وهي مركز البيانات. وتكمن القضية في نجاح تشغيل مليارات الأجهزة التي تجمع البيانات، من خلال التعرف على الطريقة الفعالة لتخزين وتحليل وتقديم أفكار ذات قيمة من هذه البيانات ليستخدمها الناس والشركات. وسيكون التطبيق الأساسي لإنترنت الأشياء هو الحوسبة عالية القوة والتي تتسم بكفاءة استهلاك الطاقة في مركز البيانات. وهذا ما أتوقع أن يشكل محرك النمو لإنترنت الأشياء في عام 2016.
كما أتوقع أن يكون للحواسيب المكتبية والمحمولة دوراً مهماً في العام المقبل. وقد يبدو هذا مفاجئاً نظراً لتراجع الصناعة التدريجي في السنوات الأخيرة وتحديداً في قطاع الحواسيب المكتبية. ولكن عند النظر جيداً إلى الأرقام المتعلقة بأنواع الأجهزة والأجزاء، سنلاحظ بعض الجوانب المضيئة. وفي العام المقبل، سنشهد على الأرجح زيادة في عدد الحواسيب المكتبية والمحمولة في الأسواق التجارية يقودها اعتماد نظام التشغيل ويندوز 10.
وبالإضافة إلى ذلك، سيستمر النمو في قطاع الحواسيب المتخصصة والمصممة حسب الطلب ضمن فئة المستخدمين الأثرياء المتعطشين للحصول على أجهزة ذات قوة مضاعفة تلبي كافة احتياجاتهم من هذه الأجهزة. باختصار، ستبقى الحواسيب والأجهزة الصغيرة الراقية من الضروريات التكنولوجية للمستهلك والشركات.
3. تجارب تفاعلية غامرة مماثلة للواقع
ثالثاً، أتوقع أن نبدأ هذا العام برؤية تقنيات الرسومات تتجاوز كافة الحدود. تحدثنا مسبقاً عن انتشار الواقع الافتراضي بين المستهلكين، ولكننا لن نشعر بالرضا ما لم نحصل على تجارب افتراضية غامرة مماثلة تماماً للواقع.
وحتى لو نظرنا إلى الواقع الافتراضي اليوم، عندما نمعن النظر إلى التكنولوجيا التي تشغل أحدث الهواتف الذكية، سنجد أن متطلبات البكسل تتضاعف مقارنة مع الجيل السابق من هذه الأجهزة. ولكن الحقيقة التي لن تتغير هي أن ما تستطيع العين أن تراه في شاشة اليوم ليس إلا جزءاً صغيراً بالمقارنة مع ما يمكن أن تراه في العالم الخارجي.
تخيل أن يكون باستطاعتنا الحصول على بطاقات رسومات ثلاثية الأبعاد قادرة على دعم شاشات بسعة 16K، أي أكثر بمقدار 16 مرة من عدد البكسلات التي يمكن أن تقدمها أحدث شاشات التلفزيون في يومنا هذا. والآن تخيل الحصول على ذلك بمعدل سرعة إعادة تفعيل هائلة تبلغ 240 هرتز، أي أربعة أضعاف سرعة الشاشة العادية، الأمر الذي سيخدع عقولنا لنظن أننا دخلنا عالماً آخراً، بعيداً عن الشاشة الصغيرة التي أمامنا.
ويخبرني قلبي أن هذه الرؤية قد تبدو خيالية، ولكن التوجهات التكنولوجية كالواقع الافتراضي، أصبحت "حقيقة"، والسرعة التي تكتسب فيها الشاشات المزيد من البكسلات تزيد من إمكانية تحقيق هذه التجربة التفاعلية الغامرة المماثلة للواقع. ومن منظور صناعة السيلكون، تقود هذه الظاهرة الطلب على رسومات منفصلة عالية الأداء أو بعبارة أخرى، تشغيل الرسومات بمعالج مخصص.
ودعونا لا ننسى أن الشاشة التي تقدم دقة عرض 16k و120 هرتز تعادل 6 مليارات بكسل في الثانية وهذه سرعة هائلة جداً. حتى قانون مور لن يساعدك على تحقيق ذلك الرقم، وهذا يدلل على النهج الثوري الذي تتخذه هذه الصناعة العجيبة. ويخبرني عقلي أننا سنشهد ظهور بعض هذه التغييرات الثورية والكاسحة في صناعة السليكون هذا العام.
ابتكارات القلب والعقل في صناعة السيليكون
إذن هذه هي التنبؤات الثلاثة الكبيرة لهذا العام والتي ستحمل دون شك مخرجات ولو كانت أقل أهمية خلال العام المقبل وما بعده. ومن منصبي الجديد كرئيس شركة AMD في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا سأستمتع بمشاهدة تطور هذه الأحداث في المنطقة وباقي أنحاء العالم. قد يكون لديكم وجهات نظر مختلفة، ولكن على أي حال سيكون عام 2016 عاماً حافلاً بالتطورات التكنولوجية. والأهم من ذلك، أن جميع هذه التوجهات حتماً ستنمو وتزدهر بفضل الابتكارات الصادرة عن القلب والعقل في صناعة السيليكون.
?xml>