أشار تقرير جديد أعده موقع VRT NWS أن جوجل تتيح لمجموعة من موظفيها الاطلاع على التسجيلات الصوتية لمساعد جوجل الشخصي Google Assistant. التقرير يستند في ادعائه إلى حوار أجراه أحد صحفي الموقع مع ثلاثة من الموظفين العاملين في جوجل في هذا القطاع والذي تمكن ليس فقط من معرفة تفاصيل ما تقوم به الشركة بل من سماع أكثر من 1000 تسجيل يطلع عليه هؤلاء الموظفين.

وبحسب ما جاء في التقرير فإن جوجل تمتلك مجموعة من الموظفين مهمتهم هي سماع التسجيلات الصوتية لمساعد Google Assistant وتحويلها إلى نصوص بهدف تحسين قدرة المساعد الشخصي في تحويل الحديث إلى نصوص والتعرف عليها. التقرير ذاته أشار أن 153 تسجيل من الألف تسجيل الذي استمع إليهم مُعد التقرير لم يكونوا لحديث المستخدمين مع Google Assistant ولم يبدأوا بالجملة الشهيرة للتحدث للمساعد “Hey Google” أو "OK Google" بل كانت تسجيلات عشوائية للمستخدمين يتحدثون فيها عن أمور تتعلق بحياتهم الشخصية.

المشكلة لا تكمن فقط في أن أناس يستمعون لتلك التسجيلات بل أنها تحتوي على العديد من المعلومات الشخصية كالأسماء, العناوين وبعض التفاصيل الشخصية كأوامر البحث التي بالتأكيد لا يفضل أحداً أن يصل إليها آخرون. الأسواء من ذلك هو أن VRT News تمكنت من التواصل مع بعض أصحاب تلك التسجيلات الصوتية بناء على المعلومات التي ذكروها أثناء تحدثهم إلى جوجل أو عبر التسجيلات العشوائية.

تخيل فقط أن ثغرة في أنظمة جوجل مكنت قراصنة من تلك التسجيلات, كم شخص سيتضرر؟ بل كم شخصاً كد تُدمر حياته أو يصبح في خطر؟

هل تخبرنا جوجل بما تقوم به؟

أعلنت جوجل منذ سنوات وبكل شفافية أنها تقوم بالاحتفاظ بكل الأوامر الصوتية والمحادثات التي يجريها المستخدمين مع خدماتها المختلفة بداية من البحث الصوتي في محرك البحث وصولاً للمحادثات مع Google Assistant كتسجيلات صوتية. الشركة الأمريكية ومن باب الشفافية مع مستخدميها تتيح لهم الاطلاع على التسجيلات المسجلة لهم عبر إعدادات حساب جوجل والتي يمكنهم الاطلاع عليها عبر الرابط التالي: Google Activity Controls

حتى تلك النقطة جوجل كانت واضحة أنها تُسجل للمستخدمين ولكها لم تذكر قط أن تلك التسجيلات يمكن لأطاف أخرى أو بالأدق أشخاص حقيقيون الاطلاع عليها.

جوجل

لماذا توظف جوجل أشخاص لسماع تلك التسجيلات؟

تعتمد الشركات التي تمتلك مساعد شخصي مثل Google و Amazon على توظيف أشخاص مهمتهم هي السماع للتسجيلات الصوتية للمستخدمين وتحويلها إلى نصوص من أجل تحسين خوارزميات التعرف على الصوت وتحسين تجربة المستخدم كما ذكرنا.

الشركات وإن كانت لا تذكر تلك الخطوة من جانبها في أي مستندات رسمية ولكنها ترد على تلك الأخبار بأن المستمعين لا يحصلون على أي بيانات حول التسجيلات التي تصل إليهم, فقط تسجيلات صوتية دون صور, ملفات أو مكان التسجيل. الشركات ترد ايضاً أن عدد التسجيلات التي يصل لموظفيها هو عدد لا يذكر ولا يتخطى 0.2% بحسب تصريح سابق لأحد المتحدثين الرسميين لجوجل.

تلك النسبة وإن كانت ضئيلة ولكن إذا نظرنا إلى العدد الإجمالي من التسجيلات فهي قد تعني الملايين.

رد جوجل

لم تنتظر الشركة الأمريكية كثيراً للرد على التقرير الأخير فبعد يوم واحد من نشره قررت جوجل الرد من خلال منشور على مدونتها.

بررت جوجل وجود موظفين يستمعون لتسجيلات المستخدمين بأن وجود أخصائيين لغويين أمراً مهماً لتطوير عملية التعرف وتحويل الأصوات إلى نصوص مؤكدة أنهم لا يصلون إلا لعدد قليل من التسجيلات وأنها تعتمد على نظام قوي للحفاظ على خصوصية مستخدميها.

وبخصوص التسجيلات العشوائية التي تصل لجوجل فإن الشركة ذكرت في بيانها أن موظفيها أو المراجعين بحد وصفها لا يحولون أي محدثات إلى نصوص بل تلك الموجهة لجوجل فقط. جوجل ذكرت أيضاً أن خدماتها المختلفة قد تخطئ في التعرف على "Ok Google" أو "Hey Google" لتبدأ في التسجيل تلقائياً ولكن هذا لا يحدث إلا في عدد محدود من المرات.

واختتمت الشركة بياناها أنها ستفتح تحقيق في التسجيلات التي وصلت إلى VRT News والتي اخترقت سياسات الشركة مؤكدة أنها ستعمل على منع تكرار تلك الحادثة في المستقبل.

وبعيداً عما ذُكر في البيان  فإن بيانها يفتقد لأي تفسير عن سبب إخفاء ما تقوم به وعدم الاعتراف به في بيان سياستها للخصوصية وجمع المعلومات. البيان افتقد أيضاً لأي لتفسير منطقي لعدد 135 تسجيل من ضمن الألف تسجيل الذين احتووا على تسجيلات عشوائية فهذه النسبة تقدر بعشرة بالمئة وليس عدد محدود من المرات.

ما رأيك في فيما تقوم به جوجل من إتاحة القدرة لبعض موظفيها للاستماع لتسجيلات المستخدمين بغرض تطوير الخدمة؟ وهل مبررات الشركة مقنعة؟
شاركنا برأيك!