فى الأونة الأخيرة أصبحنا نلاحظ أن جودة الرسوم أصبحت أحد أهم الخطوط العريضة التى تسعى إليها شركات الألعاب أثناء عملية تطوير الألعاب، وبالطبع أصبحنا نشاهد أحجام خرافية للألعاب بسبب هذا التوجه.

على الرغم من أهمية جودة الرسوم داخل الألعاب إلا أن الاهتمام المبالغ من شركات الألعاب يؤثر بشكل كبير على باقى عناصر اللعبة، حيث يستهلك فريق التطوير الكثير من الوقت والأموال للوصول إلى هذه الدقة وبالطبع يضطر الفريق إلى إهمال العديد من الجوانب الأخرى.

ولكن هل الطريقة التي يعمل بها فريق التطوير هي الطريقة المثالية أصلاً؟، هل يتم تقديم الرسوم الحديثة بشكل جيد أم لا؟

هذا هو ما نحاول الوصول إليه فى هذا المقال، وقبل أن نقف على إجابة الأسئلة السابقة يجب أولاً أن نعرض إلى طريقة المطورين فى التعامل مع الرسوم.

اتجاه المطورين بالنسبة للرسوم:

زيادة دقة العرض.
جودة الرسوم فى الألعاب

حتى وقت قريب جداً معظم المطورين كان اعتقادهم أن الرسوم تصبح جيدة وأكثر واقعية كلما زادت دقة الصور وكلما زادت عدد البيكسل الموجودة فى الصورة.

ونتيجة لهذا الأمر أصبحت أحجام الألعاب كبيرة جداً وتحتاج إلى معالج رسومي قوي لمعالجة جميع النقاط الموجودة في الصورة الواحدة.

بالطبع هذه الطريقة كان لها تأثير بشكل كبير على جودة الرسوم ودفعتها بشكل كبير جداً بل وأحدثت نقلة نوعية فى مستوى الرسوم، ولكن بعد فترة أصبحت هذه التقنية لا تحدث الأثر الملموس وأصبح لا يوجد فرق بين الدقات المرتفعة جداً والتى تحتاج إلى معالجات رسومية قوية جداً.

فى هذه النقطة بدأ يدرك الكثير من المطورين أن الواقعية فى الرسوم لا يمكن الوصول إليها من خلال رفع دقة عرض الصور فقط لأنه على الرغم من رفع دقة العرض سوف تظل الرسوم ببعيدة عن الواقعية وذلك بسبب أسلوب الرسم.

العمل على الأضواء.
جودة الرسوم فى الألعاب

كما ذكرنا سابقاً فى مرحلة ما أدرك المطورين أن الواقعية لن يصل إليها أحد طالما اعتمد فقط على رفع دقة العرض، وأن الحل فى تقنية جديدة تساعد على الوصول إلى الواقعية التى نطمح لها.

هذه التقنية تمثلت فى الأضواء وانعكاساتها وشكل الظلال داخل اللعبة، وجاءت الخطوة من شركة Nvidia مع تقنية تتبع الأشعة RTX وبالفعل استطاعت هذه التقنية تقديم رسوم ذات جودة واقعية مختلفة جداً.

بفضل تقنية تتبع الأشعة استطاعت الألعاب أخذ قفزة عملاقة فى الطريق نحو الواقعية داخل الألعاب، وأصبح لدى المطورين الأن طريقة جديدة أثناء التطوير وهو الاهتمام بمواضع الأضواء داخل اللعبة.

ولكن هل الأضواء هى الجانب الوحيد الذى يجب أن يعمل عليه المطور للوصول إلى الواقعية؟، فى الحقيقة لا، بل انشغال المطور بدقة العرض ومواضع الأضواء يجعل المطور يهمل جزء أخر هام جداً وهو البيئة التفاعلية.

بيئة لعب غير تفاعلية.
جودة الرسوم فى الألعاب

فى الأونة الأخيرة أصبحنا نشاهد ألعاب عملاقة الحجم وذات رسوم مبهرة ولكن على الرغم من ذلك بيئتها غير تفاعلية تماماً، فهى مجرد صورة جيدة تسير داخلها ولكنها لا تنبض بالحياة.

فيمكننا أن نعود إلى لعبة Borderlands 3 التي صدرت هذا العام وقدمت تجربة لعب ممتازة ولكن بيئة اللعبة لم تكن تفاعلية على الإطلاق، حيث يمكنك إطلاق صاروخ كامل على الأشياء المحيطة بك وهذا الصاروخ لا يترك علامة حتى على الجدران والمبانى.

وبالطبع هذا الأمر يمتد إلى الطلقات فلا تؤثر أي طلقة في معظم الأماكن الموجودة فى الخريطة، وبالطبع هذا الأمر غريب جداً فيمكننا العودة إلى ألعاب منذ الماضي السحيق كان يمكن التفاعل مع البيئة بشكل مبهر مثل لعب Fable: The Lost Chapters التي صدرت عام 2005.

ثبات البيئة وجمودها فى الألعاب التى يتم تطويرها حالياً يأخذ اللعبة خطوات إلى الوراء من ناحية الواقعية فكيف نتطلع إلى لعبة واقعية ولا يمكنك فتح جميع الأبواب أو التعامل مع عناصر البيئة.

عند هذه النقطة يجب أن نذكر لعبة Red Dead Redemption 2 التي صدرت العام الماضى والتى قدمت بيئة تفاعلية ممتازة ومبهرة حيث يمكنك التعامل مع معظم البيئة المحيطة بك وإمساك معظم الأدوات المحيطة بك، وقدمت اللعبة مستوى رسومى ممتاز أيضاً مع دقة عرض كبيرة والآن نحن ننتظر نسخة الحاسب الشخصي هذا العام والتى من المفترض أن تأتي بجودة رسوم أفضل.

إهمال لعناصر أخرى على حساب الرسوم.

جودة الرسوم فى الألعاب

بالطبع لا أحد ينكر أهمية الرسوم بالنسبة للألعاب فى الوقت الحالى ولكن فى الكثير من الأحوال يتم إهمال العديد من العناصر الأخرى بسبب التركيز على جودة الرسوم، فأحيانا تأتى اللعبة بالعديد من المشاكل التقنية.

أحيان أخرى يتم إهمال المحتوى القصصى داخل اللعبة أو أسلوب اللعب نفسه فتأتى اللعبة برسوم جيدة جداً ولكن مع محتوى قصصى ضعيف مثل لعبة Rage 2 أو تأتى اللعبة برسوم جيدة وبأسلوب لعب ضعيف ومنهار مثل Ghost Recon Breakpoint.

ولكن نعود مرة أخرى إلى لذكر لعبة Red Dead Redemption التي استطاعت تقديم محتوى قصصى جيد ورسوم ممتازة إلى جانب الاحتفاظ بتفاعل البيئة.

جودة الرسوم فى الألعاب

ولكن الملاحظ أن لعبة مثل Red Dead Redemption أخذت وقت طويل جداً أثناء عملية التطوير وبالطبع لن تتمكن جميع الشركات من تقديم لعبة مثل Red Dead Redemption لأن هذا الأمر يستغرق وقت وجهد وتكلفة بشكل كبير جداً، لذلك يجب على شركات الألعاب أن يكون لديها وعى بشكل أكبر فإما أن تقدم لعبة كبيرة جميع العناصر الموجودة داخلها على نفس القدر من العناية والاهتمام أو تقدم لعبة لا يوجد بها عنصر متميز جداً وهو الرسوم على حساب باقى عناصر اللعبة.