مع انطلاق الموسم الرمضاني اتخذت الدولة إجراءاتٍ صارمة ضد القرصنة أهمها حجب موقع EgyBest وغيره من مواقع القرصنة. تعرف على القصة الكاملة من هنا

اعتدنا في مصر على حِدة المُنافسة على منصة يوتيوب ومواقع البث التلفزيوني عبر الإنترنت بالإضافة إلى مواقع القرصنة التي تقوم بعرض الأفلام والمُسلسلات لحظةً بلحظة فور صدورها بجوداتٍ مُختلفة. في الفترة الأخيرة، سيطر أحد المواقع على ساحة قرصنة الأفلام والمُسلسلات، وهو موقع EgyBest، ذلك الموقع الشهير الذي وفر خدمة البث المُباشر عبر الإنترنت بالإضافة إلى خدمة التحميل بجوداتٍ مُختلفة مع وجود نُسخٍ مُسربة ذات جودة مقبولة إلى عالية في الكثير من الأحيان للكثير من الأفلام والتي كان آخرهم فيلم Avengers: End Game الذي لم يتواجد في قاعات العرض والسينما سوى من شهرٍ أو شهرين على الأكثر، وكل ذلك بالطبع بالإضافة إلى الترجمات الخاصة بكل ما يُعرض عليه، مما يجعله مُنافساً قوياً حتى لأشرس خدمات البث عبر الإنترنت مثل نتفليكس.

طالع أيضاًمستقبل المحتوى المرئي .. إلى من تؤول المنافسة؟

حجب موقع EgyBest

في شهر رمضان الجاري، تغير كُل شيء، وذلك مع إطلاق منصةٍ جديدة للبث التلفزيوني عبر الإنترنت، وتحديداً عبر تطبيق الهاتف تحمل اسم Watch It، خدمة مدفوعة قدمتها مجموعة إعلام المصريين وذلك ليتم عرض المسلسلات والبرامج الرمضانية عبرها مُقابل 100 جنيه مصري في الشهر، وكُل هذا بدون أية إعلانات -وِفقاً للشركة ذاتها-. جاء هذا التطبيق كضربة قاضية في أوجه مواقع القرصنة المصرية، حيث كان كما لو أنه صفعة على شركات الإنترنت في مصر ومُنظمات الحقوق الفكرية التي استيقظت بعد سُباتٍ طويل لتجد أمامها ما قد جنته يداها عندما تركت الكثيرين يقومون بقرصنة المُحتوى عبر الإنترنت واستفاقت مُؤخراً. فور الإعلان عن التطبيق، بدأت الشائعات والأخبار في التواجد على الساحة بخصوص عدم إتاحة المُسلسلات والعروض الرمضانية عبر موقع يوتيوب مرة أُخرى، وهو ما قد حدث بالفعل، حيث أنك لا تجد حالياً أية مُحتوى رمضاني على موقع يوتيوب بعد إطلاق الخدمة. ومن ثم تم الإعلان عن خبرٍ يُفيد حجب كافة مواقع القرصنة على الإنترنت، ليكون كُل شيْ حصري ومُتاح فقط عبر خدمة Watch IT. لم يكن الخبر الأخر مُصدقاً به من قِبل الكثيرين، وذلك حتى رأينا جميعاً الإعلان الرسمي على صفحة موقع EgyBest الذي يقول فيه الموقع أنه لم يعد مُتاحاً في جمهورية مصر العربية، وبعد ساعاتٍ قليلة أصبح الدخول إلى الموقع أمراً مُستحيلاً بدون VPN، وإذا تمكنت من الوصول إليه سترى أمامك صفحة خالية من أي مُحتوى سوى كلمة "النهاية". لم يكن موقع EgyBest هو الضحية الوحيدة للإجراءات الجديدة التي جاءت نتيجة إطلاق خدمة Watch IT، بل أيضاً تم حجب مواقع عرب ليونز وأكوام وعرب سيد ومزيكا توداي وسيما 4 آب وغيرهم الكثير من المواقع التي اعتاد الكثيرين على مُتابعتها طوال سنوات لمُشاهدة المُحتوى الرمضاني وغير الرمضاني من خلالها دون إعلانات وبأعلى جودة وعند الطلب أيضاً.

تأثير حجب موقع EgyBest على الصناعة

مُؤخراً، انخفض مُستوى صناعة السينما والمسلسلات في مصر، وقد برر المُنتجين وشركات الإنتاج ذلك إلى القرصنة التي أصبحت تُسبب لهم الكثير من الخسائر مما جعل الصناعة غير مُجدية مادياً لهم ويكفيهم صرف بضعة ملايين قليلة كي يقوموا بإنتاج أحد الأفلام أو المُسلسلات والتي تكون بطبيعة الحال مُنخفضة الجودة بسبب التكلفة المُنخفضة. إذاً، فقد يكون ما حدث مُشجعاً بشكل أكبر على الاستثمار في السينما والتليفزيون في مصر، وذلك بسبب وجود عائد حقيقي عندما يتم إغلاق مواقع القرصنة أمثال EgyBest والتي كانت تُوفِّر كُل شيءٍ بشكلٍ مجاني. يُذكر أنه قد انشاء موقع آخر ل EgyBest، وفور الإعلان عن الأمر عبر صفحتهم الرسمية، تم حجب نطاق الموقع الجديد أيضاً، بل وإزالة صفحة EgyBest من على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك ليكون هذا هو آخر منشوراتهم عليه. تأثير حجب موقع EgyBest على الصناعة مشكلة القرصنة عبر الإنترنت ليست مُشكلة وليدة اليوم، كما أن مُكافحتها مُستمرة وقديمة في جميع أنحاء العالم مثلما شاهدناه قبلاً من إغلاق مواقع مثل The Pirate Bay و KickAss Torrent ومشاكلهما المُستمرة مع الحكومات والت وصلت إلى اعتقال مالك موقع The Pirate Bay وتغريمه ثلاثة ملايين ونصف المليون بسبب ما سببه من خسائر لشركات الإنتاج بشكلٍ غير قانوني. مازلنا في انتظار مُستجدات قضية القرصنة في مصر، وحتى ذلك الوقت، فمن غير المُمكن مُتابعة أي مُحتوى تلفزيوني رمضاني عبر الإنترنت حتى عبر تطبيق Watch It الذي أثبت فشله فور إطلاقه بسبب أحد الثغرات التي مكنت المُخترقين من الوصول إلى بيانات الكثير من المُستخدمين فور إطلاقه. يرى الكثيرون حتى الآن أن موقع EgyBest وأمثاله وبعيداً عن شرعيته من غير شرعيته لا يُمثل تهديداً بالنسبة لمُنتجي الأفلام والمُسلسلات المصريين، وذلك لأن جمهور مثل هذه المواقع ليس من الجمهور الذي قد يذهب إلى السينما بشكلٍ مُستمر، وذلك في إسقاط على ما تقوم به المطابع بإصدار نُسخة غير أصلية من الكتب التي يزيد سعرها عما يقدر عليه المواطن المصري. الفكرة تكمن في أن من يقوم بشراء أحد الكتب بعشرة جنيهات ليس مُستهدفاً لأن يشتري الكتاب ذاته بألف جنيه، وهو ما يعني أن الشركة لم تخسر عميلاً مُحتملاً عندما قام هذا العميل بشراء ذاك الكتاب، بل وأضِف إلى ذلك أنه قد يقوم بتوصيل معلومة أن هذا الكتاب جيد لآخر يستطيع شراء كتاب بهذا السعر. الفكرة قد لا تبدو مُشابهة أو أخلاقية بشكلٍ عام، ولكن مازال الجدال دائراً حتى الآن ولا نعرف إلى أين ستنتهي قضية حجب موقع EgyBest.