خدمة Facebook at Work وتساؤلات هامة!
أعلن فيسبوك Facebook أخيرًا عن الخدمة التي ظل يطورها لعدة أشهر في نطاق نوعي من السرية وهي خدمة Facebook at Work والتي تستهدف قطاع الأعمال والشركات لتوفير بيئة عمل مناسبة وجذابة للتواصل بين الموظفين داخل الشركة وبعضهم، فهذه الخدمة جاءت لتنافس بعض العمالقة المهيمنين على هذا القطاع مثل لينكد إن وSlack وYammer من مايكروسوفت وغيرها ممن يوفرون حلولًا للتواصل في عالم الأعمال.
كيف يعمل Facebook at Work؟
سيقوم صاحب الشركة بالاشتراك في الخدمة وإنشاء نطاق خاص بالشركة على فيسبوك، وسيكون بهذا الشكل companyname.facebook.com، حيث companyname هو اسم الشركة، وبعدها سيقوم بعمل حساب لموظف التنمية البشرية HR بالشركة الذي سيكون لديه صلاحيات لعمل حسابات للموظفين داخل هذا النطاق، وكل حساب سيزوده بالمعلومات حول الموظف، اسمه، تاريخ ميلاده، راتبه، إجازاته... إلخ. ثم يقوم بتزويد كل موظف بالحساب الخاص به ليستطيع الدخول إليه ومباشرة أعماله من خلاله.
وسيمكن للموظف وضع منشورات ومشاركة ملفات (لا يتاح الآن التعديل على الملفات ولكن يتوقع إدراج تلك الميزة قريبًا)، وبالنسبة لخصوصية المنشورات والملفات فهناك نوعان منها: عام Everyone وخاص Only Me، الأول سيكون على مرأى جميع الموظفين بالشركة، والثاني ستكون أنت فقط من يستطيع رؤيته إلا في حالة أَضفت أشخاص للمنشور عن طريق عمل Tag، فهم كذلك يستطيعون رؤيته، ولكن تذكر أن صاحب الشركة لديه صلاحية رؤية كل منشورات وملفات الموظفين حتى ولو كانت بخصوصية Only Me.
يمكنك – كموظف – دمج حساب العمل مع الحساب الشخصي، فتدخل بحساب واحد إلى كلا البيئتين، ولكن لن يتم مشاركة المعلومات بينهما، فقط طريقة الدخول، وبعدها يمكنك التنقل بين البيئتين كما تريد بدون الحاجة لفتح حسابين من جهاز واحد، وبالتأكيد المنشورات على حسابك الشخصي لن يتم رؤيتها على حساب العمل والعكس، وكذلك المعلومات الشخصية كما نوهنا عن ذلك من قبل في خبر سابق عن هذه الخدمة فيسبوك تسعى لإنهاء سيطرة لينكد إن لعالم الأعمال.
وأيضًا لن تستطيع تعديل معلوماتك الشخصية بنفسك على بيئة العمل إلا قدر ضئيل منها مثل الصورة الشخصية وصورة الغلاف وبعض المعلومات الأخرى في قسم About، ولكي تستطيع تحديث معلومات حسابك يجب عليك التواصل مع مسئول التنمية البشرية الخاص بالشركة ليقوم هو بنفسه بتحديث بياناتك على نطاق الشركة، وهو أمر جيد كي لا يتلاعب الموظفين ببياناتهم على نطاق الشركة كما يشاؤون.
بالتأكيد سيمكنك إرسال رسائل خاصة إلى زملائك في العمل، ويمكنك الانضمام لمجموعات (مجموعة خاصة بالحسابات وأخرى خاصة بالمخازن... إلخ)، فسيتم تطويع خصائص عديدة من موقع فيسبوك الأصلي للاستخدام الأمثل لها في قطاع الأعمال، وهذه ميزة أخرى أنك لن تحتاج للتعود على بيئة العمل الجديدة لأنك ستكون معتاد عليها بالفعل.
هل الخدمة ستكون مجانية؟
حتى الآن لا يوجد جواب واضح لهذا السؤال، وهناك عدة نظريات حول هذا الأمر، فهناك من يقول بأن الخدمة ستكون مدفوعة بالكامل، وهناك من يقول بأنها ستعتمد على الإعلانات كما يعتمد الموقع الأصلي فيسبوك، وفي حالة ما أرادت الشركة التخلص من الإعلانات يجب عليها شراء الخدمة المدفوعة، وما إلى ذلك من التكهنات التي لا تنتهي حتى انتشار الخدمة...
ولكن هل يعقل أن يتم الإعلان عن منتجات شركة أخرى داخل نطاق شركة؟ شيء غير مقبول بالمرة، وإلى الآن لا يبدو أي الطرق التي سيتخذها فيسبوك لتمويل خدمته الجديدة، حتى أنه حاليًا لا تزال الخدمتان منفصلتان عن بعضهما، فلا يمكنك حاليًا الدخول بحسابك العادي، وهذا بالطبع مؤقتًا حتى يتم بدء العمل رسميًا بالخدمة، وكذلك تطبيقات الطرف الثالث غير واضح حتى الآن إن كان سيتم السماح بها داخل نطاقات الشركات أم لا.
هل يمثل Facebook at Work خطرًا على الخدمات المنافسة؟
هذا أمر يصعب الجزم به لعدة أسباب تتفاوت في تأييد إجابتي نعم أو لا، فبعض الأسباب المؤيدة للإجابة بنعم هي:
- بيئة العمل المألوفة ستكون في صالح جذب الشركات إلى الخدمة، فمن منا لا يمتلك حساب على فيسبوك؟ الشبكة الاجتماعية الأكبر في العالم بواقع حوالي مليار مستخدم نشط حول العالم! تعودنا على أسلوب وضع المنشورات وإرسال الرسائل وإنشاء المجموعات والمشاركة بها، وغيرها من الخصائص المألوفة لمستخدم فيسبوك، فلن يحتاج الموظف إلى جهدًا كثيرًا حتى يعتاد ويفهم بيئة العمل.
- جزء كبير من نجاح الخدمة – إن نجحت – سيعتمد على اسم فيسبوك نفسه، فالخدمة لن تحتاج إلى شهرة لأنها مرتبطة بالموقع الرئيسي بالفعل، لذلك لن تواجه صعوبة في الانتشار السريع مثلها مثل أي خدمة أو تطبيق جديد تابع لموقع فيسبوك.
- بناءً على السببين السابقين فإن أصحاب الشركات سيدركون مدى جودة الخدمة كذلك، لأنها ليست خدمة وليدة بحد ذاتها تحتاج إلى تطوير وتحسين في بدايتها، بل هي – كما ذكرنا من قبل – مجرد توظيف لإمكانيات الموقع الرئيسي ولكن في مجال الأعمال.
على الجانب الأخر نذكر بعض الأسباب المؤيدة للإجابة بلا وهي:
- كما نعلم بأن فيسبوك يمتلك ناصية حياتك الشخصية الرقمية، فهو يعلم من أنت ومتى ولدت وأين تقطن؟ ماذا تحب وماذا تكره؟ ما هي أكلاتك المفضلة وما هي أماكنك المفضلة؟ أين أنت الآن ومع من؟ أين كنت بالأمس ويستطيع استنتاج أين ستكون غدًا؟، وقد طرحنا مقال كامل حول موضوع الخصوصية من قبل وذكرنا فيه تفاصيل تلك النقطة، ويمكنك الاطلاع عليه من خلال هذا الرابط: الخصوصية على الإنترنت.. ما تعنيه؟ وماذا تفعل لحمايتها؟ ج1، ولا يتبقى له سوى معرفة أسرار عملك وهو ما سيتاح له عن طريق تلك الخدمة الجديدة.
- تهديد خصوصية الشركات باستخدام المعلومات الخاصة بها في طرح إعلانات أو حتى مجرد امتلاكها، فإن فيسبوك يمتلك سمعة سيئة فيما يخص الحفاظ على الخصوصية، فالخوارزميات المتبعة لإظهار الإعلانات وإظهار المنشورات واقتراح الأصدقاء وغيرها، كلها تعتمد على التطفل على كل خطواتك داخل الموقع، نقراتك داخل الموقع تساوي معلومات يقوم فيسبوك بتحليلها وتوظيف النتائج في إظهار إعلانات قد تهمك أو منشورات من أشخاص تهتم بأخبارهم، وعلى الرغم من قول فيسبوك صراحة بأنها لن تستخدم أي معلومات من داخل الشركات إلا أنه ينطبق مثل "قالوا للحرامي أحلف!".
- الخوف من نشر أسرار الشركة عن طريق الخطأ، فكما قلنا يستطيع الموظف أن يدمج حسابيه الشخصي والخاص بالشركة في حساب واحد ولكن كل بيئة عمل مستقلة بذاتها عن الأخرى، ولكن ماذا إذا لم ينتبه الموظف وقام بوضع منشور خاص بالشركة يحتوي على ملف هام أو معلومات هامة على صفحته الشخصية أمام مرأى الجميع! وهذا يحدث بالتأكيد ومعظمنا مر بهذا السهو في يوم ما، ولقد قامت فيسبوك بالتغيير قليلًا على شكل الموقع في بيئة العمل الجديدة، ولكن هذا لا ينفي الخطر القائم مما يمكن أن يحدث في حالة الخطأ.
Facebook at Work أم Facebook OUT from Work!
هل سيساعد Facebook at Work الموظفين في القيام بعملهم أم سيكون مضيعة إضافية للوقت؟ تقول الدراسات بأن الموظفين يقضون ما بين 60 إلى 80 في المائة من وقت عملهم في تصفح الإنترنت لأسباب شخصية ليس لها علاقة بالعمل، وأغلبها يكون تصفح مواقع التواصل الاجتماعي، وعلى قمتها موقع فيسبوك بكل تأكيد، ولذلك فلا تتعجب من أن أغلب الشركات تقوم بمنع الوصول إلى موقع فيسبوك حتى يركز الموظفون في أعمالهم ولا يضيعون وقت العمل.
ولكن ماذا إذا نقلت بيئة التواصل داخل الشركة إلى فيسبوك نفسه؟؟ إذًا فالأمر آت لا محالة، مزيدًا من ضياع الوقت فيما لا يفيد العمل بشيء، فيسبوك مفتوح طوال اليوم، ويمكن للموظف التنقل بين صفحته الشخصية وبين صفحة العمل، ونحن على يقين بأي الصفحتين ستكون هي المفتوحة أغلب الوقت! لذلك فلربما يتحول Facebook at Work إلى Facebook OUT from Work وذلك بسبب زيادة متوقعة في معدل طرد الموظفين خارج الشركة لتقصيرهم في عملهم.
ما زال الأمر في بدايته، حتى أنه تم إصدار التطبيق الخاص بالهواتف العاملة بنظام iOS ولم يتم إصدار التطبيق الخاص بنظام أندرويد بعد، لذلك فمن المبكر الحكم على الخدمة، ولكننا حاولنا التعريف بالخدمة وشرحها قدر الإمكان، وكذلك طرح أغلب التساؤلات التي تدور في الأذهان، وسننتظر ما ستسفر عنه الأيام القادمة من مدى تقبل الشركات لهذه الخدمة من عدمه.
?xml>