
سامسونج تتدارك أخطائها وتقلل إنتاجية هواتف العام المقبل
يبدو أن سامسونج كانت تحتاج إلى صفعة لرؤية ما آل إليه حالها في سوق الهواتف الذكية، فبالرغم من تقديمها لهواتف مميزة وقوية تتنافس على قمة أفضل هواتف موجودة، إلا أنها تفسد ذلك بإطلاق عدد كبير من الهواتف المتشابهة في سياسة إغراق السوق التي تتبعها، فتجد عدد هواتف كثيرة جداً ليس بينهما فروقات تذكر سوى فرق أو أثنين على الأكثر، هذا بالإضافة إلى إصدارها نسخاً متعددة من نفس الهاتف ولكن أحد النسخ أكبر حجماً وآخر أقل عتاداً وثالث بخاصية إضافية... إلخ.
ما ترتب على تلك السياسة
وبسبب محاولاتها لحصر خيارات المستخدم داخل هواتفها بكثرة عددها، فإن الأمر أتي بنتيجة عكسية، فالمستخدم لم يعد يعرف الفارق بين هذا الهاتف وذاك، وفضل ترك الشركة بكل هواتفها والاتجاه لشركات أخرى تقدم عدداً أقل من الهواتف يتضح بينهم الفروقات، كما لا ننسى المجهودات الشرسة للشركات المنافسة في الدعاية لهواتفها ومحاولة تقديم الأفضل دائماً.
وترتب على تلك السياسة أيضاً بطء وصول تحديثات نظام التشغيل للهواتف التي تم إصدارها، وإسقاط بعض الهواتف رغم حداثتها من حسابات التحديثات من أساسه، بسبب كثرة عدد الهواتف الموجودة التي لن تستطيع سامسونج العمل على توفير التحديثات لها، فكان هذا أيضاً أحد عوامل بدء ابتعاد المستخدمين عن هواتف سامسونج،
وظلت سامسونج في سياستها تلك تسير كالأعمى لا ترى مستقبلها المظلم في حالة إصرارها على اتباع نفس السياسة، حتى أتتها الصفعة الكبرى لتجعلها تفيق مما هي فيه، وهو انخفاض مبيعاتها بشكل ملحوظ في الربع المالي الثالث من هذا العام 2014، في الوقت الذي حققت فيه شركات أخرى نجاحات على حساب الجزء المقتطع من أرباح سامسونج، وقد تحدثنا تفصيلياً عن هذا الموضوع في هذا المقال:
HTC ولينوفو وإل جي يصعدون على أكتاف هواتف سامسونج وسوني
سامسونج تتدراك أخطائها
فيبدو بأن هذا الأمر جعل الشركة أخيراً تستجيب للنداءات المتعددة التي أتتها لتغيير تلك السياسة الإنتاجية، لتركز على جودة هواتفها أكثر من تركيزها على عددها، وفي سبيل القيام بهذا الأمر أعلنت سامسونج بأنها ستخفض إنتاجية هواتفها بحوالي 30% من الإنتاجية الحالية بحلول العام القادم 2015، وأنها ستركز أكثر على الهواتف المتوسطة والمنخفضة المواصفات لتهتم بها، وتحسن من مواصفاتها وأدائها.
نعم إن حجم إنتاجية أقل بـ 30% ليس بالكثير لو نظرنا لعدد الهواتف التي تطرحها سامسونج، ولكنه أيضاً ليس بالقليل، وكما يقولون فإن أول الغيث قطرة، فلعلها بداية جيدة تعيد بها سامسونج مكانتها الضائعة التي كانت قد بنتها خلال السنوات السابقة، فنرى هواتف أقل بجودة أفضل ودعم أكثر.
ومن الجميل صب تركيزها في الفترة القادمة على سوق الهواتف الرخيصة، لأن ملاك هذه الهواتف هم دائماً المظلومون من ناحية الجودة والأداء وتوافر التحديثات وسرعتها، ونتمنى أن نرى من الشركة هواتف رخيصة تنافس في أدائها هواتف الشركات الأخرى التي تقدم مواصفات قليلة بأداء رائع مثل هاتف Moto X على سبيل المثال.
فهل أنت مؤيد لقرار سامسونج هذا وترى أنها ستستعيد تألقها؟ خاصة بأنه بجانب كل هذا فهناك أخبار تناولناها سابقاً عن تصميم هاتفها الرائد القادم جلاكسي إس 6 من الصفر، حتى تقدم شيئاً مختلفاً للجمهور، وتستطيع معرفة التفاصيل من خلال هذا الخبر:
سامسونج تصمم جلاكسي اس 6 من الصفر وتسريب لمواصفاته الأولية
شاركنا رأيك من خلال التعليقات.
?xml>