تقوم جوجل مؤخرًا باختبار النماذج الأولية لسياراتها على الطرق في الولايات المتحدة، كما قامت بنشر بعض التفاصيل عن كيفية عمل هذه التقنية، وهو ما نستعرضه لكم اليوم، حيث نتحدث عن كيفية عمل سيارات جوجل ذاتية القيادة.

إنها موجودة بالفعل!

بعض التقنيات المستخدمة في سيارات جوجل ذاتية القيادة موجودة بالفعل في بعض السيارات التي تسير حاليًا على الطرقات، ربما تكون شاهدت بالفعل الإعلانات الدعائية لتقنيات المكابح الأوتوماتيكية الموجودة في سيارات فولكس فاجن أو تقنيات الركن الأوتوماتيكي parallel parking من فولفو، وهما يعتمدان بشكل أساسي على مستشعرات القرب proximity sensors التي يزداد استخدامها مؤخرًا في السيارات الحديثة، إذ يتم دمج البيانات المستخلصة من هذه المستشعرات مع تقنية التوجيه التلقائي automated-steering وتقنية مثبت السرعة cruise control للحصول على الأساس الذي تبنى عليه السيارات ذاتية القيادة.

اقرأ أيضًا: أول خدمة نقل ذاتية القيادة في مدينة نيويورك

ما هي المستشعرات التي تستخدمها جوجل في سياراتها؟

تحتوي سيارات جوجل ذاتية القيادة على ثمانية أنواع من المستشعرات، الشيء الملحوظ بشدة هو الكاميرا الدوارة المثبتة في سقف السيارة والتي تعمل بتقنية الليدار LiDAR عن طريق اعتمادها على 32 أو 64 شعاع ليزر لقياس المسافات بين السيارة وبين الأشياء الموجودة في الطريق، وذلك للحصول في النهاية على خارطة ثلاثية الأبعاد تحتوي على المخاطر المحتملة على الطريق في نطاق 200 متر.

تحتوي السيارة أيضًا على مجموعة من العيون الافتراضية، وهي عبارة عن كاميرا مثبتة خلف الزجاج الأمامي للسيارة، وتنظر هذه العين الافتراضية نحو الطريق لترى المخاطر المحتملة كالمشاة وراكبي الدراجات كما تقوم بقراءة اللافتات الإرشادية الموجودة في الطريق وتتعرف على إشارات المرور.

أما بالنسبة لكيفية تعامل السيارة مع باقي المركبات التي تشاركها الطريق، فهي تحتوي على مجموعة من المستشعرات مثبتة على المصد الخلفي والأمامي للسيارة، والتي تقوم بدورها بمتابعة باقي المركبات التي تسير معها في الطريق، كما تم تزويد السيارة بهوائي aerial يقوم باستقبال المعلومات الجغرافية من الأقمار الصناعية، بالإضافة إلى مستشعر يعمل بالموجات فوق الصوتية ultrasonic sensor على واحدة من العجلات الخلفية للسيارة، والذي يقوم بدوره بمتابعة حركة السيارة.
في الداخل، تحتوي السيارة على مجموعة من مقاييس الارتفاع altimeters والجيروسكوب ومقياس سرعة الدوران tachometer، لإعطاء قياسات أكثر دقة بخصوص موقع السيارة وتوفير البيانات الدقيقة واللازمة لتسيير السيارة بأمان.


أقرأ أكثر: دور المعالجات الرسومية في القيادة الذاتية!

كيف تعمل السيارة مع كل هذه المستشعرات؟

لا يوجد مستشعر على حدا لديه القدرة على جعل سيارات جوجل ذاتية القيادة تعمل بكفاءة، على سبيل المثال البيانات الصادرة من الجي بي إس ليست دقيقة بما فيه الكفاية لتجعل السيارة تسير بأمان على الطريق، لذل فإن السيارة تعتمد على البيانات المستخلصة من الثمانية مستشعرات مع برمجيات جوجل لتحريك السيارة من مكان إلى آخر بكفاءة وأمان.

تُستخدم البيانات التي تحصل عليها المستشعرات في التعرف بدقة على أنماط سلوك قائدي المركبات الأخرى بالإضافة إلى اللافتات الإرشادية المستخدمة بكثرة على الطرق وذلك بمساعدة برمجيات جوجل. على سبيل المثال، تستطيع سيارات جوجل التعرف على الدراجات، كما تستطيع أيضًا التعرف على سائق الدراجة إذا كان يلوّح بيده ناحية اليسار فذلك يعني أنه يريد الدوران ناحية اليسار، لذا ستقوم السيارة بشكل تلقائي بتخفيض السرعة وإفساح المجال له ليقوم بالدوران بأمان.

اقرأ أيضًا: فورد تستحوذ على شركة روبوتات لتعزيز سياراتها ذاتية القيادة

كيف يتم اختبار سيارات جوجل ذاتية القيادة؟

يتم اختبار مركبات جوجل ذاتية القيادة، والبالغ عددها عشرة حتى الآن في مسارات مخصصة لذلك، وفي الطرقات العامة منذ عام 2010.

تحتوي السيارة عادة على شخصين بداخلها، الأول هو سائق مؤهل لديه سجل تاريخي لا تشوبه شائبة، حيث يقوم بالتحكم في السيارة سواء عن طريق تحريك عجلة القيادة أو الضغط على المكابح، بينما يجلس بجانبه أحد مهندسي جوجل يقوم بمتابعة أداء البرمجيات.

قامت أربعة ولايات في الولايات المتحدة بإصدار قوانين تتيح تواجد السيارات ذاتية القيادة على الطرق، واستغلت جوجل هذه الفرصة وتقوم حاليًا باختبار مركباتها في الشوارع الخالية نسبيًا في الضواحي.

https://www.youtube.com/watch?v=cdeXlrq-tNw

هل تعتبر السيارات ذاتية القيادة آمنة؟

يعتبر هذا السؤال إحدى النقاشات المطروحة بقوة، وهل من الآمن إسناد مهمة قيادة السيارات إلى الروبوتات؟ يستند داعمو السيارات ذاتية القيادة على الإحصائيات التي تشير إلى كم الحوادث والضحايا الناتجة منها، حيث تشير الإحصائيات العالمية إلى أن عدد ضحايا حوادث الطرق بلغ 1.2 مليون شخص حول العالم خلال عام 2018.

تدعي جوجل بأن سياراتها ذاتية القيادة قامت بقطع مسافات تتخطى المليون كيلو متر بدون تسجيل حادث واحد، باستثناء سيارة واحدة تعرضت للصدمة من الخلف، ولكنه كان خطأ السائق الآخر، وفقًا لجوجل.

قد يبدو رقم مليون كيلو متر هو رقم كبير، ولكنه لا يعتبر كذلك، حيث قطع سائقو المركبات المختلفة في انجلترا مسافات تتخطى 430 مليار كيلو متر خلال عام 2010 فقط، ولكن على أي حال فإن بقاء سجل جوجل بدون حوادث يعتبر من الأمور المبشرة للغاية.