انتشر خلال الأيام الماضية منشوراً يجوب فيس بوك وتويتر عن إنشاء أحدهم لمجموعة محادثة على Telegram. هدف هذا الشخص وبحسب المنشور هو الاستيلاء على أرقام الفتيات المشاركات في هذه المجموعة ليقوم بالاتصال بهم واخترق هواتفهم فور ردهم على المكالمة ليتمكن من هواتفهم ويستولى على البيانات المتواجدة عليها.

السطور السابقة وإن كنت ترى أنها هراء فإنها قد انتشرت بصورة سريعة وكبيرة خلال ساعات معدودة فعشرات الآلاف قد شاركوا هذا المنشور ودعوا أصدقائهم ومتابعيهم ألا يردوا على هذا الرقم تجنباً للوقوع في مصير الفتيات المخترقة هواتفهم. انتشار مثل هذه الأقاويل  يكشف عن مدى الوعي الذي يمتلكه الكثيرون حول هواتفهم وإمكانية اختراقها وهو ما دفعنا اليوم لنلقى نظرة أقرب على هذا الموضوع ونستعرض معكم الطرق التي من الممكن أن تستخدم في اخترق والاستحواذ على بيانات الأخرين.

الروابط المضللة

أول وأشهر وأكثر الأنواع استخداماً لسرقة أي بيانات أو حسابات هي عبر استخدام روابط مزيفة حيث يقوم المخترق بإرسال رابطه المزيف إلى الضحية ويطلب منه إدخال بياناته. يعتمد السارق هنا على إرسال رابط مزيف يظهر واجهة مشابهة لأحدى المواقع الشهيرة مثل فيس بوك أو حسابات جوجل ويطلب من الضحية تسجيل الدخول ليسلم بياناته بنفسه دون أن يعلم.

لتجنب الوقوع في هذا الفخ تجنب فتح أي روابط مجهولة المصدر كما يستوجب عليك التأكد من الروابط التي تطلب منك تسجيل الدخول ومطابقتها مع الروابط الرسمية لمقدم الخدمة الحقيقي.

يوجد نوع آخر من الروابط التي يمكن استخدامها لاختراق هواتف الآخرين. هذا النوع من الروابط يقوم باختراق الهاتف مباشرة عبر الضغط عليها وتوجه الضحية إلى أي موقع آخر حقيقي يظهر له أي أخبار أو مقاطع فيديو حتى لا يشك في الأمر. هذا النوع من الروابط يحتاج لمخترق محترف بدرجة عالية لن يسعى بالتأكيد للاستيلاء على بيانات هاتفك أو التحكم فيه ما لم تكن ملياردير أو أحد الأشخاص ذات النفوذ والسلطة في دولتك.

هذا النوع من الروابط ليس منتشراً ومكلف للغاية إذا ما أراد شخصاً ما شراءه لاختراق هاتف أحدهم. يقال أن عملية اختراق هاتف Jeff Bezos المؤسس والمدير التنفيذي لأمازون تمت عبر هذا النوع من الروابط.

التطبيقات

حماية حسابك البنكي

إذا كان أحدهم يريد أن يسيطر على هاتف مرة واحدة فأفضل طريقة سيستخدمها هي عبر تثبيت تطبيق خبيث على الهاتف. هذا التطبيق قد لا يضر الهاتف ولكنه سيسمح له بالوصول إلى أي بيانات, تطبيقات أو أي شيء يتواجد على الهاتف.

هذا النوع من التطبيقات ينقسم أيضاً إلى نوعين ولكن من حيث طريقة العمل. النوع الأول يعتمد على أن يقوم المستخدم بنفسه بتثبيت التطبيق على هاتفه. هذا الأمر قد يحدث عند تحميل تطبيقات مجهولة المصدر من خارج متاجر التطبيقات الرسمية ما يجعل مستخدمي نظام الاندرويد أكثر عرضه للإصابة به عن مستخدمي iOS. هذا التطبيق قد يكون نسخة معدلة من تطبيق مشهور أو تطبيق خبيث في الأصل وبمجرد أن يتم تثبيته على الهاتف سيبدأ في الاستيلاء على البيانات بل في بعض الأحيان سيبدأ في التحكم بالهاتف عن بُعد.

احتمالية التعرض لهذا النوع من الاختراق كبيرة إذا كنت تحصل على تطبيقاتك من خارج متاجر رسمية خاصة إذا كنت من هؤلاء اللذين يبحثون عن ملفات APK للألعاب مدفوعة ليتمكن من تخطي الدفع واللعب مجاناً. ننصحك دائماً بألا تحصل على تطبيقاتك إلى من متجر آمن وأن تفحص جيداً الصلاحيات التي تعطيها للتطبيقات.

النوع الثاني من هذه التطبيقات لا يصنفه البعض كتطبيقات ولكن كبرمجيات خبيثة يمكن حقن الهاتف بها بعدة طرق لتؤثر على الهاتف دون تدخل المستخدم. هذا النوع نسبة إصابتك به أشبه بالمستحيل ما لم تكن ملياردير أو شخصاً ذو سلطة ونفوذ كبير في دولتك حيث يطلب مخترق بدرجة احترافية عالية, الأشخاص الذي يمتلكون هذا النوع من العلم لن يتجهوا أبداً لاختراق هاتفك وابتزازك بالبيانات التي حصلوا عليها لأنهم يجنون مئات الآلاف بل الملايين في بعض الأحيان إما من مطوري أنظمة التشغيل أو عبر بيع هذه البرمجيات والثغرات للشركات الأمنية المتخصصة في اختراق الأجهزة.

المكالمات

كيف تُخترق الهواتف الذكية ؟!

نعم يمكن أن يتم اختراق هاتف آخر عبر إجراء مكالمة معه ولكن مرة أخرى هذا أشبه بالمستحيل لصعوبة الأمر حيث يحتاج المخترق لاختراق أنظمة شبكة الاتصال نفسها وهو أمر ليس بالسهل كما أن الذين يمتلكون هذه القدرة يمكنهم تقديم خدماتهم مقابل الكثير والكثير من المال ولن يلتفتوا أبداً إلى ما تملكه أنت عزيزي القارئ.

تسريب البيانات

قد تهرب من كل الأنواع السابقة ولكن هذا لا يجعلك في أمان فقد يتمكن أحدهم من اختراق خوادم وأنظمة إحدى الشركات التي تمتلك بياناتك. فيس بوك, تويتر وياهوو هم أشهر المواقع التي تعرضوا لشيء مماثل خلال الأعوام القليلة الماضية. في حالة فيس بوك تمكن المخترقون من الوصول إلى بيانات أكثر من 100 مليون مستخدم كما أعلن فيس بوك العام الماضي عند ثد الصغرة. في حالة تويتر وياهوو تم تسريب بيانات تسجيل الدخول لمستخدمي الموقع وهو ما كشفه الموقعان عندما طلبا من المستخدمين تغيير كلمة السر الخاصة بهم.

حدث كهذا وإن كان يحدث قليلاً ولكنه قد يعرض حياتك الشخصية لخطر إذا ما تم نشر المعلومات المسربة للملأ. الأمر قد يزداد خطورة إذا كنت تستخدم نفس كلمة السر لكل حساباتك خاصة البنكية. المخترق في هذه الحالة يمكنه أن يستولي على أموالك بكل سهولة.

في النهاية أود أن أخربك ألا تصدك كل ما ينتشر على الإنترنت ولكن في نفس الوقت يجب أن تعي جيداً لما تتعامل معه وأن تعلم أنه لا يوجد شيء آمن 100% وألا توصل أي بيانات لا تريد أحدهم أي يعرفها أو يصل إليها بالشبكة العنكبوتية بصورة أو بأخرى.