إذا كنت من مستخدمي خدمات البث عبر الإنترنت في منطقتنا العربية فأنت بالتأكيد تشارك أحد الحسابات مع اصدقائك من أجل دفع اشتركاً واحد والاستمتاع بأكبر قدر ممكن من المحتوى. لا أعني بالتأكيد أن الجميع يتبع هذا النمط ولكن الغالبية العظمى يتجهون لتلك الخطوة نظراً لسعر الخدمة الذي قد يعتبره البعض باهظاً بسبب فارق سعر العملة.

ولكن وأولم تفكر من قبل لماذا تتركك الشركات المقدمة لتلك الخدمات مشاركة حساباً واحد بنفس كلمة السر مع أصدقائك دون اعتراض خطتك الذكية؟ أنت بالتأكيد لا تخدع تلك الشركات بذكائك ودهائك فتتبع الشركة لمعرف IP Address الذي يختلف بينك وبين اصدقائك سيكشف لها بكل سهولة أن لا علاقة بينكم وأنكم اشخاص مختلفون تتشاركون نفس الحساب وتدفعون اشتراكٍ واحد, إذاً فلماذا تترك الشركات القيام بتلك الخطوة التي تعرضها لخسائر مالية؟

لماذا تترك خدمات البث مستخدميها يشاركون حساباتهم مع أصدقائهم؟

للإجابة على السؤال دعونا نشارككم اليوم عدد من الأسباب التي تدفع الشركات لتلك الخطو حتى وإن كانت تعرضها لخسائر مادية.

القرصنة

الكابوس الأكبر للشركات المقدمة لخدمات البث عبر الإنترنت هو القرصنة خاصة في المناطق التي لا يمكن للشركة الأم مكافحة تلك الجريمة إما بسبب ضعف القوانين المناهضة لها أو بسبب عدم تواجد الشركة بشكل رسمي في تلك المناطق.

في منطقتنا العربية على سبيل المثال يعتبر المحتوي المقرصن هو الأساس وهو الأكثر انتشاراُ بين المستخدمين فإذا سألت غالبية مشاهدي مسلسل Chernobyl مثلاً ستجد أن قلة قليلة هي من تابعت الحلقات الخمس عبر HBO فالغالبية العظمى قد شاهدته بصورة مقرصنة.

الأمر يمتد لما هو أكبر من منطقتنا العربية ففي الولايات المتحدة فقط قدرة الخسائر الناتجة عن المحتوى المقرصن بحوالي 30 مليار دولار خلال عام 2018. هذا الرقم الضخم هو أكثر من ضعف المبلغ الذي انقفته Netflix لإنتاج محتواها الحصري في كافة دول العالم.

تكرار ما حدث في هذا المثال مع العديد من الأعمال الفنية التي تقدمها تلك الشركات يدفعها في النهاية لتقبل فكرة مشاركة الحساب الواحد بمبدأ الحصول على بعض المال خيراً من لا شيء.

المنافسة

واحدة من الخدع التسويقية التي تتبعها الشركات المقدمة لخدمات البث هي نشر عدد الحسابات التي شاهدت الأعمال الفنية المقدمة خاصة إذا كانت من المحتوي الحصري والذي انتجته الشركة بنفسها ولم تقم بالحصول فقط على حقوق العرض الإلكتروني. شركة Netflix على سبيل المثال تعتمد على هذا الأسلوب في الترويج لأعمالها محتفلة من فترة لأخرى بأنها أحد أعلمها الجديدة قد حصل على أكبر عدد من المشاهدات (عدد الحسابات وليس عدد المشاهدات الفعلي) في أقل فترة ممكنة.

مشاركة حساب واحد بين أكثر من شخص يمكنها أن تساهم بشكل كبير في زيادة أرقام كهذا فبالتأكيد أنت وأصدقائك ليدكم أذواق مختلفة ولن تشاهدوا جميعاً نفس المحتوي.

الشركات الجديدة

لماذا تترك خدمات البث مستخدميها يشاركون حساباتهم مع أصدقائهم؟

في الوقت التي تحاول فيه الشركات تقليل عدد الأجهزة التي تعمل بحساب واحد تأتي الشركات الجديد لتفتح الباب على مصرعيه بهدف استقطاب أكبر قدر ممكن من المستخدمين مهما كلفهم الأمر بمبدأ الخسارة في القريب العاجل ولكن تعويض تلك الخسارة بأرباح مضاعفة مستقبلاً جراء انتشار الخدمة في أسرع فترة ممكنة.

هذا العام فقط وبالتحديد خلال الثلاثون يوم الماضية انضمت شركتين جديدتين لهذا السوق من الخدمات الترفيهية. أبل قدمت لنا Apple TV+ والتي تتح استخدام نفس الحساب لعدد 6 أفراد في العائلة الواحدة بينما خدمة ديزني الجديد Disney+ تتيح استخدام نفس الحساب حتى 4 أشخاص.

هذا العدد الكبير التي بدأت بيه الشركتين يرجع لغبتهما في المنافسة بأي طريقة ممكنة. هذا الرقم بالتأكيد يقل تدريجياً مع انخفاض عدد الشركات المنافسة وانعدام خطورة المنافس الجديد ولنا في اشتراكات Bein الرياضية والترفيهية خير دليل.

هل سيستمر الأمر؟

للأسف الإجابة لا فبحسب تقرير لموقع Bloomberg فإن تحالف سري بين بعض الشركات يسعى للوصول لحل لتلك الأزمة. الحل الأبرز للتنفيذ خلال الفترة الحالية هو تحديد عدد معين من ساعات المشاهدة يومياً أو تحديد عدد معين من عمليات تسجيل الدخول خلال فترة زمنية واحدة.

الأمر لا يمكن إيقافه بسهولة حالياً ولكن المؤكد أنه ومع وجود خطط لإيقافه فإنه لن يستمر طويلاً.

هل تتشارك حاسبات خدمات البث مع أصدقائك أم تلتزم بالقوانين وتشاركها مع أسرتك فقط؟ وهل تعتمد في الأساس على الاشتراك في خدمات البث أم تشاهد المحتوى بصورة مقرصنة؟
شاركونا تجاربكم في التعليقات!