لم تترك شركات التقنية شيئاً في حياتنا إلا وجعلت منه سوقاً جديداً تعمل على تطويره وابتكار حلول جديدة لتسهل على سكان هذا الكوكب حياتهم حتى طرق الدفع نفسها أوجدت لها الكثير من الحلول والابتكارات الجديدة فمن الحوالات البريدية والهاتفية , الفيزا كارد والبايبال , وآخر هذه الابتكارات كان الدفع عن طريق الهاتف الذكي مباشرة .

خلال الأعوام السابقة عملت الشركات الكبرى على تطوير تقنيات جديدة للدفع عن طريق الهاتف الذكي وكانت شركة نوكيا اول من حاول تطوير هذه التقنيات لكن محاولاتها بائت بالفشل ليكون أول ظهور لهذا النوع من الخدمات  حين أعلنت شركة جوجل عن تطوير خدمة عرفت لاحقاً باسم " محفظة جوجل Google Wallet " كان ذلك خلال العام 2011 .

google_wallet

وعن طريق رقاقة يتم تركيبها في الهاتف المحمول اسمها " NFC " اختصاراً ل " Near Field Communication " تتيح التواصل بين الأجهزة خلال مسافات قصيرة أصبح بإمكان المستخدم أن يضع هاتفه المحمول أمام طاولة الحساب ليتم الدفع مباشرة بالاقتطاع من حسابه البنكي المرتبط بالجهاز عن طريق تطبيق معين , وكان أول جهاز وفر هذه التقنية هو Nexus S .

ومع بدء دعم هذه التقنية الجديدة من قبل المتاجر والخدمات والشركات حول العالم بدأت الشركات الأخرى بتطوير خدمات مماثلة لخدمة محفظة جوجل لتطلق آبل خدمة الدفع الخاصة بها " Apple Pay " بالتزامن مع إطلاق هاتفها iPhone 6 في سبتمبر عام 2014 وذلك بعد الاستحواذ على عدد من الشركات الناشئة لدعم خدمتها الجديدة وجذب أصحاب الخدمات لدعم خدماتها وبالفعل تعاقدت آبل مع الشركات الكبرى مثل " ماستر كارد " و "فيزا " و أميريكان اكسبريس " وكسبت الملايين من مستخدمي هذه الخدمات  إلى طرفها .

3b21ff7052f12ca4faa0d6950b301b6c3a3a1f80_xlarge.0

وخلال مؤتمر " MWC 2015 " وبالتزامن مع إطلاقها لهاتفها الجديد " Galaxy S6 " أعلنت شركة سامسونج هي الأخرى عن خدمة جديدة للدفع اسمتها " Samsung Pay " بهدف منافسة الخدمة التي تقدمها شركة آبل .

وأيضاً تعاقدت سامسونج مع شركات الدفع الكبرى كما استحوذت على شركة Loop Pay  الناشئة التي كانت تطور حلولاً للدفع عن طريق الهاتف وذلك لاكتساب المزيد من المستخدمين . مزيد من المعلومات عن هذه الخدمة في المقال التالي 

إضافة إلى السرعة كان أهم ماقدمته تقنيات الدفع عن طريق الهاتف هي زيادة مستوى الأمان أثناء الدفع خاصة مع ازدياد حوادث سرقة الحسابات المصرفية وأرقام البطاقات الائتمانية حيث لم يعد هناك حاجة لحمل هذه البطاقات إضافة إلى الاستعاضة عن المعلومات الشخصية الخاصة بالمستخدم برموز رقمية خاصة ومشفرة مايزيد من نسبة الأمان اثناء تحويل الأموال.

وتتنافس الشركات الآن في تطوير حلول جديدة لدعم طرق الدفع الجديدة هذه حيث قدمت سامسونج ميزة التأكيد عن طريق البصمة الغير متوفر الى الآن في الخدمات الأخرى فيما  وفرت آبل الخدمة على ساعتها الذكية كما تعمل جميع الشركات على زيادة مستوى التشفير أثناء نقل البيانات المصرفية والمالية في محاولة منها لتخفيض منسوب عمليات السرقة والاحتيال الالكترونيين ماينذر بأن المستقبل يحمل الكثير من التطورات في هذا المجال.

على الرغم من أن الشركات المطورة لهذه الخدمة ترى أنها أكثر أمانا من استخدام بطاقات الإئتمان بذاتها، إلا أن الرهان سيبقى بيد المستهلك نفسه الذي قد يحتاج إلى بعض الوقت ليتأكد من أن هذه الخدمة موثوقه ويمكنه الإعتماد عليها بشكل كامل، خاصة مع توارد بعض الأفكار والهواجس التي يراها المستخدمون حقيقية وواردة وهي مثلا: ماذا سيحدث في حال فدت هاتفي أو تعرض للسرقة؟ هل يمكن لمن سرق الهاتف أن يستخدمه في الدفع مباشرة؟ أم أن بصمة الأصابع ستكون هي الكفيل لضمان عدم إتمام البيع بدونها؟ هل سيعمل الهاكرز على تطوير برمجيات خبيثة لاختراق الهواتف وجمع المعلومات الخاصة ببطاقات الإئتمان المسجلة على الهاتف؟ وغيرها من التساؤلات أو لنقل التسلسل المنطقي لانتشار الخدمة وبدء تعرضها للتجربة الفعلية على أرض الواقع.

لكن وبالرغم من أن هذه التجربة الجديدة كليا على كثير من قطاعات المستخدمين، إلا أنها تبدو تطورا طبيعيا لاحتلال الهاتف الذكي المكانة الأهم في حياتنا وبالتالي أصبح كل شيء يمكن عمله من خلال هاتفك، بدءا من المكالمات والإنترنت مرورا بالتحكم بأجهزة وإضاءات منزلك وانتهاءا بكل معاملاتك المالية وإتمام عمليات الشراء. ولا نعلم ماذا يخبيء المستقبل، فربما نستطيع قيادة سياراتنا باستخدام الهواتف كما فعل جيمس بوند في أحد أفلامه الشهيرة.

أخيرا، يأتي سؤال هام لسكان الشرق الأوسط، هل سنرى هذه التقنية منتشرة في دولنا قريبا؟ وهل المتاجر مستعدة لدعم هذه التقنية؟ والأهم، هل المستخدمون العرب مستعدون للتعامل مع هذه التقنية بأمان وثقة؟

مارأيك أنت ؟ هل تتوقع أن تنتشر هذه التقنيات في عالمنا العربي ؟ وفي حال توفرها هل ستكون أنت أحد مستخدميها ؟!  وماذا سيحل بانتشار العملة الورقية في حال أصبحت هذه الوسيلة أكثر انتشاراً .؟  ننتطر رأيك و تعليقك على الموضوع هنا أو عبر صفحتنا على فيسبوك.