للأسف...يلجأ الكثير من اللاعبين و بالأخص في الوطن العربي إلى الألعاب المقرصنة و التي تأتي من المقرصنين الذين يقومون بتهكير أجهزة الألعاب نفسها ليتم على الألعاب "عملية تكريك" و من ثم نشر هذه الألعاب و بيعها في جميع الأسواق بشكل غير مصرح ، عمليات القرصنة ما زالت مستمرة إلى يومنا هذا ، و تحدث عادةً مع الأجهزة المنزلية عند وشوك "موتها" ، و بشكل دائم مع منصة الحاسب الشخصي .

الشركات منذ عقود أخذت في محاولات عديدة لإيقاف هذه القرصنة ، فبعض هذه الشركات تقوم بالدفع إلى فرق القرصنة بعد حصولها على المبيعات أولاً ، و بعضها لا...أقرب و أحدث مثال على أن القرصنة ما زالت موجودة هي لعبة Horizon Zero Dawn ، و المهم في هذه المقالة أننا سنتناول أبرز المعارك التي حدثت بين الشركات و المقرصنين في تاريخ الألعاب و التي لم تجدي نفعاً إلى الآن.

"بيل جيتس" و الأوراق المثقوبة !

معركة قرصنة الألعاب ... تاريخ طويل مُستمر!تخيل عزيزي القارئ أن أول محاولة للقرصنة كانت في السبعينات "إنه عمر بمعنى الكلمة" ، أول جهاز كان ضحية هذه القرصنة كان "Altair 8800" حيث تم تطوير أول نظام لهذا الجهاز بأسم Altair Basic و كانت هناك أوراق مثقوبة لتقوم بحفظ المعلومات ، "من هنا جاءت الكارثة "... هناك شخص أكتشف طريقة ما لنسخ الأوراق و الثقوب و بيعها بسعر رخيص .الأمر لم يقف إلى هذا الحد فقط بل انتشر بين مجموعة من الشباب تحت مسمى "Homebrew Computer Club" ، و من هنا جاء "بيل جيتس " بكل إستياء بخطاب موجه خصيصاً لهؤلاء الهواة :

"الجهاز الفعلي من المفترض أن يتم دفع ثمنه ، لكن نظام الجهاز هو شئ تم تصميمه للمشاركة ، من الذي يهتم إذا كان المطورين الذين أُجهدوا في تطوير و برمجة Software لا تأتيهم أموال ؟"

هذه القرصنة فتحت أفاقاً جديدة للقرصنة لأن وقتها كانت الألعاب توضع في شرائط تسجيل و كل ما يتطلبه الأمر لقرصنة هذه الألعاب هي مجرد نسخة واحدة من هذه اللعبة .

بداية وضع أنظمة للحماية من القرصنة 

اختراقفي بداية الثمانينات تم إطلاق أول نظام حماية من القرصنة و يتم وضعه على الأقراص سواء برامج أو ألعاب و كان هذا النظام يُدعى "On-Disk Copy Protection" ، الأقراص وقتها كانت أقراص مرنة و توضع عليها علامة معينة بحيث عندما تُدخل القرص في الحاسب الشخصي يبدأ في قراءة العلامة و عندها فقط سيسمح الجهاز بتشغيل القرص ، أول برنامج دعم هذا النظام كان Lotus 1,2,3 و أول لعبة كانت Microsoft Adventure و كانت من تطوير مايكروسوفت.للأسف النظام كان غير مجدي مادياً بسبب أن الأقراص المرنة كانت رديئة الصنع و تُحطم بسهولة تامة مما أدى إلى رفع الكثير من شكاوى العملاء على الشركات ، الشكاوي جعلت الشركات تفكر كثيراً في حل آخر إلى أن توصلوا إلى حل و هو "Off Disk Copy Protection" ، هذا النظام فكرة عمله كانت عندما يأتي شخص لشراء لعبة و يفتحها تطلب منه اللعبة بعض الكلمات التي تأتي مع كُتيبها الخاص ليضع الكلمات تلك قبل بداية اللعبة كنظام حماية ، أبرز الألعاب التي طبقت هذا النظام كانت لعبة "علاء الدين".بعدها جاءت الكثير و الكثير من الطرق و كانت هناك طرق مبتكرة للغاية و أهمها "Lenslok" ، في الحقيقة هذا النظام كان من الصعب إطلاقاً أن يُقرصن لأن مع كل لعبة كان يرفق قطعة بلاستيكية و يوجد بمنتصفها قطعة زجاج بسيطة جداً ، و كانت تستخدم عند بداية اللعبة لأنها كانت هناك رموز غير مفهومة لكن هذه القطعة كانت تفُك تلك الرموز .

[caption id="attachment_307728" align="aligncenter" width="1195"]معركة قرصنة الألعاب ... تاريخ طويل مُستمر! lenslok[/caption] نظام حماية Lenslock الذي تأتي به الألعاب حينها هو عيبه في الأساس ، هذا بسبب أن كل لعبة يأتي معها هذه القطعة و من الممكن أن يُرفق مع لعبة قطعة خاطئة و غيره من المشاكل ، و من ثم تم إختراع قطعة تسمى "Dongle" و التي لا تعمل الجهاز أو اللعبة من دونها ، و عند صدور الأقراص الحالية (القرص المدمج) يأتي مع اللعبة رقم تسلسلي يوضع قبل تشغيل اللعبة .

بداية رحلة قرصنة الأجهزة المنزلية 

SEGA Nintendo Sony Playstationالأمر بدأ من الشركة المهيمنة على صناعة الأجهزة المنزلية وقتها و هي Nintendo ، الألعاب في التسعينات كانت تصدر على هيئة أشرطة يوضع بها شريحة حماية مدمجة مما يجعل أمر التفكير بقرصنة الجهاز شئ مستحيل ، و كانت إستوديوهات الألعاب وقتها تدفع رسوم تراخيص لتقوم الشركة في النهاية بتصنيع اللعبة و نشرها .نظام الحماية هذا كانت شركة Nintendo منفردة به و وقع نظام الحماية هذا تحت الأنظار و بالأخص تحت أنظار شركة Tengen (وهي شركة تابعة إلى شركة Atari) و التي قامت بعمل هندسة عكسية لهذه الشريحة لتصبح ألعاب Atari أيضاً مرفقة بنظام الحماية هذا ، أنتقلت الحرب من محاربة القرصنة إلى محاربة الشركات لبعضها البعض حيث رفعت Nintendo قضايا على Atari لعدم أخذ تصريح منها ، سحبت هذه القضايا كلا الشركتين إلى المحاكم و التي أنتهت بخسارة Nintendo لأن شركة Atari يعتبر أنها قامت بهندسة نظام حماية جديد كلياً .

[caption id="attachment_307729" align="aligncenter" width="1281"]معركة قرصنة الألعاب ... تاريخ طويل مُستمر! شريحة حماية مدمجة بقرص اللعبة[/caption] انتشر نظام الحماية بين الشركات و أستمر هذا الأمر إلى أجهزة الـ Super Nintendo و Mega Drive بل تطور الأمر إلى أن وضعوا في أشرطة الألعاب أكثر من لعبة بدلاً من لعبة واحدة لكل شريط ، إلى أن وصلنا إلى عصر ألعاب الـ CD و أول جهاز Playstation و بدأ حينها المقرصنين بوضع قطع في أجهزة الـ Playstation لتشغيل النسخ المقرصنة من الألعاب مثل تشغيل لعبة يابانية في جهاز أمريكي ، للأسف إستمر أسلوب القرصنة هذا إلى عصر الـ Playstation 2 . تذكر عزيزي القارئ نحن الآن على شرفة الـ Playstation 3 و PS Vita و التي تم قرصنتهما فور إطلاقهما في الأسواق ، ظهر أسلوب قرصنة جديد أسمه CMW و هو نظام يتم برمجته و تعديله و يتم إضافة خصائص جديدة به ، بالطبع أحد أهم هذه الخصائص هي تشغيل الألعاب المقرصنة أو المنسوخة و كان هذا النظام يأتي عن طريق وضع قطعة خارجية في الـ PS3 إلى أن تطور النظام إلى " HEN" و الذي لن تحتاج فيه لأي قطعة خارجية و مثل هذا الشئ حدث في أجهزة الـ WII . الطريقة الوحيدة التي جاءت للتصدي لهذا الأمر على Playstation 3 و هو بإصدار تحديثات جديدة لتشغيل شبكة Playstation Network و التخلص نهائياً من الألعاب المقرصنة ، و للأسف وقتها كانت الألعاب الـ Online غير منتشرة بالشكل الذي نراه حالياً فكان الكثير يقوم بتجاهل هذه التحديثات . ننتقل من هنا إلى جهاز XBOX 360 ، الجهاز هذا كان إستثنائي في قرصنته لأن العملية كانت تتم على قارئ الأقراص و توصيله بسلك إلى الحاسب و يُستخدم في نقل الألعاب المنسوخة تلك نفس طريقة قرصنة جهاز XBOX 360 و لمكافحة الأمر كانت Microsoft تقوم بحظر الجهاز كلياً من شبكة XBOX Live إلى الأبد لان هناك ألعاب لا تعمل من دون الشبكة مثل Halo 3 و هذا لمنع قرصنة اللعبة بشكل خاص. حالياً مع الجيل الجديد تم قرصنة Playstation 4 بنفس نظام Playstation 3 و لكن لم يكترث الكثير الآن لتعديل النظام نظراً لتشعب ألعاب الـ Online في العالم مما يفرض على المستخدم شراء كل ألعابه حتى لا يتوقف جهازه ، و بالنسبة للـ XBOX One لم يتم قرصنته إلى يومنا هذا و بذلك يصبح الجهاز الوحيد الذي لم يتم فك شفرته إلى الآن.

لا تلجأ إلى الألعاب و الأجهزة المقرصنة

معركة قرصنة الألعاب ... تاريخ طويل مُستمر!بالطبع القرصنة حالياً لن تكون مثل الأعوام السابقة و لكنها مازالت موجودة و هذا يرجع إلى تطبيق العقوبات على كل من يبيع الألعاب المنسوخة تلك و مهاجمة مواقع الـ Torrent و حجبها و القبض على مالكيها ، و أيضاً هناك بعض الدول تفرض الوصول إلى مستخدميها لتفحص أجهزتهم بشكل مستمر إن كان يتضمن لعبة مٌقرصنة أو شئ من هذا القبيل ، حالياً الأمر بدأ في الهدوء و لكن نتمنى قريباً أن يختفي هذا الأمر تماماً مع قدوم الجيل الجديد من الأجهزة المنزلية فقط حتى .و أتمنى لكل من يقرأ المقال أن يبتعد عن النسخ المقرصنة من الألعاب هذا لأنها تسبب الكثير من المشاكل للأجهزة و إذا قمت بتحميلها فلن تستمتع بمحتوى اللعبة كاملاً ...فقط طور القصة ، أتمنى أن تكونوا أخذتم بتلك النصيحة أعزائي القراء…