
نصف تريليون دولار مرّت من خلال متجر تطبيقات أبل App Store!
وسط تزايد دعاوي التحقيق حول مكافحة الاحتكار من قبل المشرّعين في الولايات المتحدة والآن في الاتحاد الأوروبي، أعلنت شركة أبل تحديثًا جديدًا حول حجم متجر التطبيقات الخاص بها App Store من حيث العمليات المالية التي تتم من خلاله.
في حين أن الشركة عادةً تشارك بعض الأرقام الخاصة بمتجر التطبيقات خلال الكلمة الرئيسية في مؤتمرها السنوي للمطورين WWDC، إلا أنها توضح نتائج دراسة جديدة بالتفصيل حول حجم المعاملات المالية على متجر App Store.
حيث أشارت الدراسة، التي قام بها اقتصاديون في شركة الاستشارات الاقتصادية Analysis Group، أن متجر أبل للتطبيقات سهّل التعامل بأكثر من نصف تريليون دولار، 519 مليار دولار تحديدًا، من خلال فواتير الشراء والمبيعات على مستوى العالم في عام 2019. ويعتبر هذا رقم جديد وأكبر مما أبلغت عنه الشركة سابقًا، لأنه يشمل جميع المعاملات المالية التي يسهلها متجر التطبيقات، وليس فقط المعاملات التي تأخذ شركة أبل عليها عمولة.
وتعتبر هذه الدراسة أول محاولة لتحليل النظام الإيكولوجي لمتجر التطبيقات App Store تحليلًا شاملًا، والذي يحتوي الآن على ما يقرب من مليوني تطبيق. أطلقته أبل للمرة الأولى في عام 2008، يزور المتجر نحو نصف مليار شخص كل أسبوع عبر 175 بلدًا حول العالم. وفي المجموع الكلي، قام المستخدمون بتحميل تطبيقات من المتجر نحو مئات المليارات من المرات إلى أجهزتهم المختلفة من أبل. كما يملك نظام أبل للمطورين نحو 23 مليون مطور للتطبيقات.
نصف تريليون دولار مرّت من خلال متجر App Store!
تحاول الدراسة الجديدة أن تبحث في العالم الأوسع للمعاملات المالية داخل متجر أبل للتطبيقات App Store. في حين كانت الشركة قد أعلنت في وقت سابق أنها حصلت على 155 مليار دولار من خلال المدفوعات المباشرة للمطورين حتى الآن، إلا أن الدراسة تحاول جعل تلك المدفوعات كجزء صغير من إجمالي الأموال التي تمر عبر متجر تطبيقات أبل، عند إضافة مصادر أخرى مثل السلع المادية والخدمات أيضًا.
وبعبارة أخرى، تأخذ الدراسة في الاعتبار عدد مبيعات التجزئة التي تمر عبر متجر التطبيقات App Store، كمثال عندما تتسوق على تطبيقات المتاجر عبر هاتفك الأيفون، أو عندما تحجز رحلة في سيارة من تطبيق Uber. أي الخدمات والسلع التي تذهب أموالها إلى أطراف أخرى ولا تستفيد منها أبل.
لنرى معًا كيف سهّل متجر أبل للتطبيقات تداول 519 مليار دولار خلال عام 2019 تحديدًا!
أولاً: السلع والخدمات المادية
تقدر الدراسة أن المبيعات من السلع والخدمات المادية تمثل أكبر حصة، إذ تبلغ نحو 413 مليار دولار، وضمن هذه الفئة كانت تجارة تطبيقات الهاتف M-commerce لها النصيب الأكبر من مبيعات التجزئة بمبلغ وصل إلى 268 مليار دولار. وتشمل هذه الفئة من التجزئة محلات التجارة التقليدية مثل Target، فضلًا عن الأسواق الافتراضية مثل Etsy، ولكنها تستبعد خدمات توصيل البقالة.
ومن بين التطبيقات الأخرى التي تدخل ضمن فئة تجارة التطبيقات كانت تطبيقات السفر والتي وصلت إلى 57 مليار دولار. وتطبيقات حجز الرحلات، مثل Uber وLyft، والتي وصلت إلى 40 مليار دولار. وتطبيقات توصيل الطعام، مثل Grubhub، جمعت 31 مليار دولار. كما بلغت قيمة توصيل البقالة نحو 14 مليار دولار، ولكن يجب أن نلاحظ أن هذه الدراسة تركز على بيانات عام 2019، أي فترة ما قبل عصر فيروس كورونا.
ثانيًا: السلع والخدمات الرقمية
بلغت قيمة الفواتير الواردة من فئة السلع والخدمات الرقمية نحو 61 مليار دولار في عام 2019. وهي تشمل خدمات بث الموسيقى والفيديو، وتطبيقات اللياقة البدنية، التعليم، الكتب الإلكترونية والصوتية، والأخبار والمجلات. كما كانت فئة الألعاب هي الأكبر ضمن فئة السلع والخدمات الرقمية، ولكن لم تذكر الدراسة بالتفصيل أرقام مبيعات الألعاب مقابل التطبيقات الأخرى.
ولكن عدم وجود فئة فرعية من هذه البيانات يعتبر أمر مثير للاهتمام، بالنظر إلى أن أبل تبيع الألعاب وخدمات بث الموسيقى والفيديو وكذلك الكتب الإلكترونية والصوتية، وحتى خدمة الاشتراك في الأخبار.
ثالثًا: الإعلانات داخل التطبيقات
بلغت مبيعات الإعلانات داخل التطبيقات نحو 45 مليار دولار، وكان نحو 44% من هذا الرقم، أي 20 مليار دولار، من الإعلانات داخل الألعاب. بينما من التطبيقات الأخرى وصلت عائدات الإعلانات إلى 25 مليار دولار.
قد لا يكون توقيت إصدار هذه الدراسة مجرد صدفة!
كما أفادت عدّة تقارير في الفترة الأخيرة، فإن شركات التقنية الكبرى، أبل وفيسبوك وجوجل وأمازون، سوف تخضع لتحقيقات مكافحة الاحتكار في الولايات المتحدة، وحتى أن شركة أبل نفسها تتعرض لتحقيقين من الاتحاد الأوروبي، أحدهما يخص متجر أبل للتطبيقات، وقد طُلب من الشركات الأربعة الإدلاء بشهاداتهم أمام الكونجرس الأمريكي. وكانت شركة أمازون هي الوحيدة من الأربعة التي أكدت علنًا استعدادها للمشاركة في هذا التحقيق.
ومن جانبها، يتم اتهام شركة أبل بإدارة متجر التطبيقات بشكل يضر بالمنافسة، حيث لا تسمح للتطبيقات الأخرى بمنافسة خدماتها. ومن ثم يتعين على هؤلاء المنافسين أن يدفعوا عمولات لشركة أبل، تصل إلى 30%، والتي يسهلها متجر التطبيقات.
وربما في ضوء ذلك الوضع، فقد يبدو منطقيًا أن نرى كيف تحاول هذه الدراسة تحويل تلك السردية التي تذكر مدى تربح أبل من المطورين، والذين هم في الغالب منافسين أيضًا، إلى سردية جديدة تذكر أن متجر تطبيقات أبل هو مكان مميز حيث تتدفق المعاملات التجارية فيه بكل حرية.
بمعنى أنها تحاول رسم صورة للصناعات التي تولد المليارات من الدولارات بدون أن يكون لشركة أبل أي تدخل في هذا الأمر!
?xml>