أعلنت مايكروسوفت منذ أيام عن عودتها لسوق الهواتف الذكية من خلال أولى هواتف سلسلة Surface الهاتف الجديد Surface Duo. التسريبات والأخبار عن هذا الهاتف استمرت لأكثر من عامين فالجميع كان ينتظر أن تعود مايكروسوفت إلى سوق الهواتف الذكية بهاتف قابل للطي ولكن لم يتوقع أحدهم أبداً أن تكون عودة الشركة الأمريكية من خلال الاندرويد.

تلك الخطوة المفاجئة من جانب مايكروسوفت فتحت الباب أمام الكثير من التساؤلات خاصة فيما يخص رؤية الشركة لأنظمة التشغيل واتجاهها إلى برمجيات منافستها جوجل وهو ما دفعنا اليوم لطرح سؤالاً هاماً حول هذا الهاتف الجديد, مستقبل أنظمة التشغيل في الشركة ومن الرابح الحقيقي من وراء تلك الصفقة الجديدة؟

جهاز Surface Duo الجديد

دعونا نبدأ نقاشنا بإلقاء نظرة على جهاز الشركة الجديد Surface Duo الذي أثار كل تلك الضجة. جهاز Surface Duo الجديد هو أول أجهزة مايكروسوفت في سوق الهواتف الذكية منذ إيقاف نظام Windows Phone وهو الأول أيضاً من عائلة Surface التي لم تفشل أي من أجهزتها المختلفة منذ إطلاقها منذ 6 أعوام.

الملفت في الجهاز الجديد وبعيداً عن التصميم الذي لم يقدم فكرة جديدة هو اعتماد مايكروسوفت لأول مرة على نظام الاندرويد بل على نسخة جوجل من النظام وليس نسخة مشعبة مثل نسخة أمازون FireOS. استخدام نسخة جوجل من النظام تعني أن الهاتف سيحتوي على متجر Google Play كما ظهر في الإعلانات الترويجية للهاتف كما يعني أيضاً أنه سيحتوي على كافة تطبيقات وخدمات جوجل للنظام والتي تفرضها جوجل على مطوري الهواتف التي تعمل بنسختها من الاندرويد.

الفارق الوحيد بين هذا الهاتف وبين هواتف الاندرويد الأخرى هو واجهة المستخدم والتي تشبه أكثر واجهة الويندوز للأجهزة اللوحية بالإضافة إلى التوافر المسبق والدعم الكبير لتطبيقات وخدمات مايكروسوفت المختلفة.

هل ينتمي Surface Duo لمعسكر الاندرويد أم معسكر الويندوز؟

بالنظرة الأولى لما أعلنته مايكروسوفت، المقاطع الدعائية والصور المنشورة من الهاتف ستظن للوهلة الأولى أنه هاتف جديد من مايكروسوفت فكما ذكرنا الهاتف يعمل بواجهة أشبه لوجهة الويندوز ولكن في الحقيقة هذا الجهاز هو هاتف اندرويد تقليدي مطلي بطلاء مايكروسوفت.

وجود خدمات وتطبيقات جوجل على الهاتف وبالأخص متجر جوجل يبقي الهاتف في قبضة جوجل فبدون حساب وبريد جوجل لن يتمكن المستخدم من التمتع بالمتجر أو التحكم في الهاتف وهو ما يجعلهما شيء أساسي ويحول خدمات وتطبيقات مايكروسوفت كشيء ثانوي.

لماذا اتجهت مايكروسوفت لتلك الخطوة؟

إجابة هذا السؤال يمكن تلخصيها في تصريح المدير التنفيذي للشركة Satya Nadella لموقع Wired والذي قال فيه نصاً: "لم يعد نظام التشغيل أهم طبقة بالنسبة لنا. الأهم الآن هو التطبيقات وتجربة المستخدم. تطوير التطبيقات لأجهزة Duo و Neo الجديدة سيكون لها علاقة ببعضها أكثر من فكرة تطوير تطبيق للاندرويد أو للويندوز لأنها في النهاية ستكون لمشروع مايكروسوفت".

هذا التصريح والذي أجده في رأي غريباً من المدير التنفيذي لشركة منتجها الأساسي هو نظام تشغيل ويندوز يعكس تغيير كبير في سياسة الشركة خلال السنوات المقبلة. لا أعني هنا أن الشركة ستستغني عن ويندوز ولكنها تسعي بأن تكون خدماتها المربوطة باسم مايكروسوفت أكثر انتشاراً مهما كانت الوسيلة.

البعض يرجح أن السياسة الجديدة تأتي بسبب المكاسب المادية فعلى سبيل المثال تجني مايكروسوفت من تطبيقات Office أضعاف ما تجنيه من نظام تشغيل ويندوز 10 وهو ما قد يتكرر مع انتشار خدماتها بصورة أكبر خاصة عند مشاركتها لحليفاً قوياً كجوجل. في الوقت ذاته يرى البعض أن مايكروسوفت تسعى لتكرر تجربة جوجل بجذب أكبر عدد من المستخدمين لخدماتها لتكون منبع قوتها في الخدمة التي تقدمها وليس في نظام التشغيل وهو ما يمكن ملاحظته مع الاندرويد الذي يستمد قوته من خدمات كمتجر Google Play وتطبيقات حساب جوجل ويوتيوب بصورة أكبر مما يقدمه النظام نفسه.

من الرابح؟

لا يمكننا أن نجزم من الرابح من تلك الصفقة فالهاتف لم يطرح بعد في الأسواق ومن المبكر الوصول إلى إجابة مؤكدة لهذا السؤال ولكن الواضح للجميع أن نسخة جوجل من الاندرويد سنتشر في المزيد من الأجهزة وسيصبح تقديم بديلاً عن خدماتها أمراً أكثر صعوبة خاصة مع اتجاه شركة كمايكروسوفت للتعاون معها بدلاً من تقديم بدائل لما تقدمه.

ما رأيك في اتجاه مايكروسوفت لطرح هواتف بنظام الاندرويد؟ وما هدف الشركة من وراء تلك الخطوة؟
شاركنا برأيك!