أواخر شهر مارس الماضي، عقد فيليب شيندلر، رئيس قطاع الأعمال لشركة جوجل، اجتماعًا بالفيديو عبر الإنترنت مع الآلاف من موظفي عملاق البحث باستخدام Google Meet. وخلال الاجتماع، سأله أحد الموظفين: لماذا يجني تطبيق Zoom أكبر المكاسب حاليًا بالرغم من أن جوجل عرضت تطبيق Meet منذ فترة طويلة؟

حاول السيد شيندلر تهدئة مخاوف الموظف، ثم ظهر ابنه الصغير أمام الكاميرا وسأل إن كان والده يتحدث مع زملائه في العمل عبر تطبيق Zoom؟

حاول فيليب شيندلر تصحيح الأمر لطفله، لكن الفتى استمر بالقول إنه وأصدقائه أحبوا استخدام Zoom كثيرًا.

وبينما يتحول طفل شيندلر وأصدقائه، مع ملايين المستخدمين حول العالم، لاستخدام تطبيق Zoom لإجراء مكالمات واجتماعات الفيديو، لفتت هذه الضجة انتباه فيسبوك، وداخل أروقة عملاق التواصل الاجتماعي انطلقت محاولات العمل على الفور. إذ أمر مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك، موظفي الشركة بزيادة التركيز على مشاريعها الخاصة بمحادثات الفيديو، خاصة وأن استخدام منتجات فيسبوك زاد أيضًا خلال الفترة الأخيرة.

عمالقة التقنية والاتصالات يحشدون قواتهم وأسلحتهم الثقيلة ضد شركة Zoom، شركة وادي السيليكون التي ربما أصبحت واحدة من أكبر الشركات استفادة من تفشي وباء فيروس كورونا. والأرقام لا تكذب ولا تتجمل!

بداية الحرب على تطبيق Zoom

zoom

الرئيس التنفيذي لشركة Zoom إريك يوان قال في مقابلة أن: شركته لا تفكر في المنافسة، وأنها تركز على المستخدمين وتجربتهم خلال أزمة تحدث مرة واحدة كل 100 عام.

تم تصميم تطبيق Zoom ليكون من السهل استخدامه وتنصيبه، وخلافًا لمنتجات محادثات الفيديو الأخرى، فإن التطبيق لديه أيضا طريقة عرض شبكية شهيرة، والتي تسمح للمشاركين برؤية كل شخص داخل المكالمة في وقت واحد، مما يخلق جوا اجتماعيا أكثر.

عند انتشار وباء كوفيد-19، انتشرت ظاهرة مكالمات الفيديو بشكل هائل، وفي تلك اللحظة ظهر تطبيق Zoom في مقدمة التطبيقات وبفارق واسع عن أقرب منافسيه، وربما يرجع ذلك إلى حد كبير بسبب سمعته في سهولة الاستخدام. وتقدر قيمة الشركة بنحو 47 مليار دولار.

ولكن لم يخلو هذا الصعود الصاروخي من مشاكل خطيرة، وبعد طرح العديد من الأسئلة حول مشاكل الخصوصية والأمان في تطبيق Zoom، بدأ المنافسون أيضًا إلى طمأنة مستخدميهم أن تطبيقاتهم أكثر أمانًا.

وبدأت شركات عملاقة في مجال التقنية في إعلان الحرب على تطبيق Zoom، بالرغم من أنها كانت الأسبق في بدء خدمات مكالمات الفيديو.

فيسبوك يعلن عن أسلحته الثقيلة دفعة واحدة!

Messenger

منذ أسبوعين تقريبًا، كشف فيسبوك عن واحدة من أكبر توسعات الشركة في المحادثات عبر الفيديو، بإضافة عدة مميزات وخدمات جديدة لتلك المحادثات.

في بث مباشر أعلن فيه السيد زوكربيرج عن غضبه من المقارنات مع تطبيق Zoom، وذكر أن محادثات الفيديو كانت على الوشك أن تبدأ كظاهرة أكبر، لأن الناس يبحثون عن التواصل رقميًا بطرق أكثر حميمية. "كان العالم بالفعل يتجه في هذا الاتجاه قبل وباء كوفيد-19" كما قال زوكربيرج في حين يستخدم منتج ماسنجر الجديد لمحادثات الفيديو.

في هذا البث المباشر، أعلن زوكربيرج عن خاصية Messenger Rooms وهي خاصية جديدة تتوافر في تطبيق المحادثات الفورية ماسنجر، وستتيح للمستخدمين إجراء مكالمات الفيديو حتى 50 مشارك في نفس الوقت. كما ستصل خاصية Rooms الجديدة إلى تطبيقات الشركة الأخرى مثل إنستجرام وواتساب، لكن سوف يتطلب الأمر بعض الوقت.

كما تشهد خاصية Facebook Live إضافة جديدة تتيح لمستخدميها دعوة الآخرين للانضمام للبث المباشر والمشاركة فيه. بالإضافة إلى أن مستخدمي Instagram يمكنهم الآن نشر البث المباشر إلى IGTV أو Stories بعد انتهائهم، كما ستتوفر إمكانية البث المباشر من نسخة الويب لأجهزة الحاسب لأول مرة.

جوجل تطور من أسلحتها القديمة!

Google Meet

كان تطبيق Hangouts يعتبر تطبيق جوجل الأساسي للمحادثات ومكالمات الفيديو والمكالمات الصوتية خلال السنوات الماضية، حيث ظل التطبيق الأساسي ذو الطابع الرسمي الذي تتبناه الشركة، حتى أنه انقسم إلى التطبيق الرئيسي المتوفر للجميع Hangouts مع تطبيقين آخرين مخصصين لحزمة G Suite وهما تطبيق Meet وتطبيق Chat.

ثم جاء إعلان جوجل عن نية الاستغناء عن Hangouts والإبقاء على التطبيقين الآخرين، ولكن مع انتشار وباء فيروس كرونا غيرت الشركة من خططها، ومع ازدياد عدد مستخدمي Meet غيرت الشركة رؤيتها نحو تحويل Meet إلى المنصة الرئيسية التي تقدمها الشركة وغيرت اسمه سريعًا إلى Google Meet.

ثم بهدف اللحاق بخدمات تطبيق Zoom، وبعد أن كان Google Meet حصري لمستخدمي G Suite، أعلنت جوجل أنها ستتيح خدمات التطبيق مجانًا بداية من أول شهر مايو حتى شهر سبتمبر.

كما دمجت Meet مباشرة في خدمة البريد الإلكتروني Gmail حتى يتمكن المستخدمون من تلقي مكالمات الفيديو داخل نافذة متصفح بريدهم الإلكتروني. وفي محاكاة لتطبيق Zoom أيضًا، طورت جوجل التطبيق لعرض المشاركين على شكل الشبكة، كما أضافت ميزات لتحسين جودة الفيديو في ظروف الإضاءة المنخفضة، وأضافت خيار إلغاء الضوضاء لمكالمات الفيديو كذلك.

الخلاصة

عمالقة مثل فيسبوك وجوجل يريدون نصيبًا من هذه المكاسب بالتأكيد. والأخبار التي تأتي من وراء الكواليس، حيث ذكر أشخاص على دراية بتلك الشركات، أن الموظفين تصيبهم الدهشة والحزن أن تطبيقاتهم لم تحظى بنفس الضجة التي حاز عليها تطبيق Zoom.

لذا يبدو أننا سوف نرى حربًا مشتعلة هذه الأيام، ولكن المميز في هذه الحرب أننا نحن المنتصرون فيها، فكل هذه المميزات والمنافسة بين الشركات ستعود علينا باختيارات كثيرة ومتنوعة في تطبيقات محادثات الفيديو!