ما هو الفرق بين هواتف الألعاب والهواتف الذكية العادية
بدأت هواتف الألعاب في الانتشار في الآونة الأخيرة، ولكن جميع الهواتف الذكية تستطيع تشغيل الألعاب، أليس كذلك؟ إذن ما الفارق؟
أصبحت الهواتف الذكية اليوم من أكثر منصات الألعاب شيوعًا، يرجع ذلك لعدة أسباب، سهولة تشغيل الألعاب على الهواتف الذكية يشجع الكثير من المستخدمين لخوض غمار هذه التجربة، حتى لو لم يكونوا قبل ذلك من مهووسي الألعاب على الحاسب الشخصي أو أي من المنصات الأخرى، من ناحية أخرى يُفضل بعض مهووسي الألعاب استخدام أجهزة الألعاب المحمولة والتي تمثل تجربة ألعاب مرضية إلى حد ما، وهنا تظهر المساحة التي تسعى الشركات المنتجة للهواتف الذكية لكسبها بواسطة هواتف الألعاب.
الهواتف الذكية في عالمنا اليوم هي الوسيلة الأولى للتفاعل الرقمي، وهو ما جعل استخداماتها تتوسع بشكل كبير وتشمل العديد من الوظائف وأصبحت تحل محل العديد من الأجهزة، وهو ما ساهم بشكل كبير في تطوير هذه الهواتف وتمتعها بإمكانيات تقنية عالية مما أتاح لها لاحقا الفرصة لتصبح قادرة على تشغيل الألعاب التي تحتوي على رسوميات مُعقدة وعالية الدقة.
فما الذي يُميز الهواتف الذكية المخصصة للألعاب عن بقية الهواتف الرائدة المزودة بأحدث العتاد والتقنيات؟ الإجابة بسيطة، تكمن فيما يسمى بخيارات التصميم.
اقرأ أيضًا: ألعابٌ كثيرة لـ iOS واندرويد | App Lab 14
شاشات أكبر وأسرع
بالطبع شاشة الهاتف هي النقطة المحورية في التفاعل مع الهاتف، وهو ما يوضح لنا بالطبع أننا بحاجة لشاشة بحجم كبير في المقام الأول من أجل تجربة ألعاب مميزة، بالفعل معظم هواتف الألعاب الحديثة مزودة بشاشات يتخطى قطرها 6 بوصة.
فعلى سبيل المثال هاتف ASUS ROG، وهاتف Xiaomi Black Shark يأتيان مع شاشة بقياس 6 بوصة، أما هاتف Huawei Honor Play يأتي مع شاشة كبيرة بقياس 6.3 بوصة، أما هواتف Razer Phone و Razer Phone 2 تأتي بشاشات أصغر نسبيًا بقياس 5.7 بوصة.
ولكن الأمر لا يتعلق بحجم الشاشة فقط، هناك نقطة هامة ومحورية تميز هواتف الألعاب عن بقية الهواتف الذكية، وهي معدل تحديث الشاشة refresh rate والمسئول بدوره عن سرعة استجابة الشاشة للتغيرات والتعامل معها، وبالطبع يتطلب تشغيل الألعاب بسلاسة لشاشات ذو معدل تحديث أعلى نسبيًا للتعامل مع الرسوميات المعقدة المتغيرة بسرعة.
معظم شاشات الهواتف الذكية وشاشات الحواسيب والتلفاز تعمل بمعدل تحديث 60 هرتز (أي أن الصورة الموجودة على الشاشة يتم تحديثها بمعدل 60 مرة في الثانية الواحدة)، أما بالنسبة لهواتف الألعاب فتعمل شاشات هواتف Razer بمعدل تحديث 120 هرتز، وهو ما يتيح مشاهدة المزيد من الإطارات في الثانية الواحدة Frames per second، أما هاتف ASUS ROG وهاتف ZTE Nubia المخصصان للألعاب فيأتيان مع شاشة تعمل بمعدل تحديث 90 هرتز، ولكن الأمر ليس حكرًا على هواتف الألعاب فقط، فهاتف OnePlus 7 Pro الرائد يأتي مع شاشة تعمل بمعدل تحديث 90 هرتز أيضًا.
سماعات أقوى وأكثر وضوحًا
بالطبع الأداء الصوتي القوي يعتبر عاملًا أساسيًا من أجل تجربة ألعاب مثيرة وممتعة، فعلى الرغم من سعي مصممي الهواتف الذكية لتصغير حجم السماعات الخارجية لجعل هواتفهم أصغر في الحجم وأكثر رشاقة، على النقيض صانعوا هواتف الألعاب يريدونها أكبر وأكثر وضوحًا وقوة في الصوت، ونتيجة لذلك يتجهون لاستخدام سماعات مزدوجة في معظم الهواتف، أو سماعات مسطحة في الواجهة الأمامية كما هو الحال في هواتف Razer.
معالجات أسرع والمزيد من الذاكرة العشوائية
لتحسين الأداء تحتاج هواتف الألعاب للمزيد من ذاكرة الوصول العشوائية RAM والمعالجات الأحدث بالطبع، ولكن في هذه النقطة تحديدًا قد لا نجد اختلافًا كبيرًا بين هواتف الألعاب والهواتف الرائدة، بل بالعكس قد نجدهم يشتركون في استخدام نفس المعالجات من Qualcomm، ولكن الفارق هنا يكمن في أن المعالجات المستخدمة في هواتف الألعاب يتم ضبطها بطريقة مختلفة ولكنها تأتي على حساب استهلاك الطاقة وعمر البطارية، ويتطلب ذلك أيضًا حلولًا أكثر بخصوص التبريد عن طريق غرف التبريد أو المبردات الخارجية.
استخدام سوفت وير مناسب لتوجيه إمكانيات الهاتف نحو رفع أداء الألعاب
بالاضافة إلى ما الدور الكبير الذي يلعبه العتاد القوي من رقاقات متطورة وسريعة وذاكرة وصول عشوائية كبيرة وأهميتهم في تحسين أداء الألعاب على الأجهزة المختلفة، يلعب أيضا السوفتوير دورًا هامًا في الوصول للأداء المطلوب حيث يعمل على تحقيق الاستفادة القصوى من إمكانيات الهاتف، وتوجيهها نحو الهدف المطلوب منها، مع العمل على تحييد التطبيقات الأخرى والتقنيات والخدمات المختلفة الموجودة في نظام التشغيل.
على سبيل المثال طورت Razer نسختها من الأندرويد الخاصة بأجهزة الألعاب مع اضافات بسيطة للغاية للوصول الى ما يشبه نُسخة نظيفة من الويندوز وهو ما يحقق سلاسة كبيرة في تشغيل الألعاب ويوجه كافة قدرات الهاتف نحو ذلك دون حدوث تعارض ناتج من وجود العديد من التطبيقات التي تعمل في خلفية الهاتف كما هو الحال في الهواتف العادية.
على ناحية أخرى تتبع هواتف Black Shark المصنعة بواسطة Xiaomi استراتيجية أخرى، فهم لا يتبنون فكرة وجود نظام أندرويد خالي من الإضافات، بل يعملون على إضافة وضع لزيادة الأداء performance boost mode. حيث توفر هواتف Black Shark المنافس اللدود هواتف Razer على إضافة وضع مخصص للألعاب يعمل على تغيير التردد الأصلى لرقاقات المعالج لتتناسب مع الأداء القوي المطلوب توفيره لتشغيل الألعاب بسلاسة، تطلق شاومي على هذا الوضع الموجود على هواتف Black Shark اسم Ludicrous Mode، وهو يقوم بعمل نقلة كبيرة في أداء الهاتف لا يمكنك الوصول إليها دون عمل روت (Root) للهاتف.
على ناحية أخرى يقدم هاتف OnePlus 7 Pro الرائد، وضع ضبط لقائمة الألعاب يسمى Fnatic، وهو ما ينبهنا لفكرة أن تعديلات السوفتوير الخاصة بتحسين أداء الألعاب ليست حكرًا على هواتف الألعاب فقط. حيث يقدم هاتف OnePlus 7 Pro وضعًا خاصًا بالألعاب لا يقل عن نظرائه الموجودين في الهواتف المخصصة للألعاب، حيث يقوم بإيقاف جميع الإشعارات وهو ما يتسبب أحيانًا في حدوث خلل في بعض التطبيقات الأخرى، ولكن هذا الوضع مخصص لمهووسي الألعاب الذين يريدون الانغماس وخوض تجربة حقيقة ومشوقة للألعاب.
هل نحن بحاجة لتصميمات أكثر ثورية؟
بالطبع قد يكون كل ما ذكرناه سابقًا غير كاف لك، وكل هذه التعديلات للوصول لتجربة ألعاب مثيرة على الهواتف الذكية لا ترضي طموحك، قد تجد أن هذه الهواتف في النهاية لا تختلف اختلافًا جذريًا عن الهواتف التقليدية. أنت محق في ذلك، فشركات الهواتف قليلًا ما تجازف في تصميمات الهواتف بعيدًا عن التصميمات المعتادة، ربما خوفًا ألا تكون الأسواق مؤهلة بعد لمثل لهذه المجازفة.
ولكن مهلًا، هناك هواتف خرقت بالفعل هذه القواعد، ولم تتقيد بالتصميمات المعروفة واتجهت إلى تصميمات أكثر جرأة وثورية، على سبيل المثال هاتف Sony Ericsson Xperia Play القابل للانزلاق يوفر واجهة تحتوي على لوحة تحكم مزودة بأزرار وعصا تحكم تعمل باللمس، وهو ما اعتبر نقلة كبيرة في هواتف الألعاب فهو يوفر حقا تصميما ثوريا مخصص للألعاب فقط، وقام بتقديم تضحيات كبيرة من أجل الوصول لتصميم فعال وعملي يرضي طموح مهووسي الألعاب، ولاقى الهاتف وقتها استحسانا كبير من محبي الألعاب، وعلى الرغم من الدعايا الكبيرة المستندة على علامة PlayStation الخاصة بشركة Sony أيضًا، ولكن هاتف الألعاب المثير Sony Ericsson Xperia Play لم يحقق النجاح المنشود، والدليل أن الشركة لم تفكر في طرح نسخة أحدث منه منذ طرحه في 2011.
تواجه أيضًا أجهزة الألعاب المحمولة مثل NVIDIA SHIELD Portable عقبات أخرى، فعلى الرغم من تفضيل البعض من جمهور الألعاب لهذه الأجهزة، إلا أن الكثير منهم غير مستعد لحمل أجهزة إضافية تشغل مساحة أكبر، ويتجهون للعب الألعاب الموجودة على الهواتف بالفعل.
فعلى الرغم من المجهود المبذول من قبل Google و Apple للترويج للألعاب على الهواتف الذكية، إلا أنه من الواضح أنهم بحاجة لبذل المزيد من المجهود من ناحية العتاد، والخروج من المساحة الضيقة للتصميمات التقليدية للهواتف في سبيل الوصول لهواتف ألعاب حقيقة وليست هواتف رائدة مع بعض التعديلات لتناسب اللاعبين.
يتطلب الأمر المزيد من المجهود والمجازفة من الشركات المنتجة ودراسة السوق دراسة جدية واستطلاع آراء الجمهور إذا أرادوا حقًا الاستفادة من الامكانات الهائلة التي أصبحت موجودة في الهواتف الذكية حاليًا وتوظيفها في عالم الألعاب الإلكترونية.
إمكانية إضافة ملحقات مميزة للألعاب
تعتبر هذه من أهم العناصر المميزة لهواتف الألعاب، الأزرار وملحقات الألعاب والإكسسوارات التي يمكن إضافتها للهواتف، هو ما يهواه مهووسي الألعاب، فكما رأينا في هاتف Asus ROG Phone الذي جاء مع ملحق بشاشة إضافية مع أزرار وهيكل يتفاعل مع الألعاب تمامًا كذراع التحكم في الألعاب، ورأينا أيضًا ملحقات هاتفي Black Shark و Black Shark 2 من شاومي، التي ترتبط بالهواتف عن طريق البلوتوث، فإن هذه الملحقات من أهم ما يميز هذه الهواتف عن غيرها.
بطاريات بسعة أكبر
تعتبر الألعاب من أكثر العوامل استهلاكًا للبطارية، وخصوصًا الألعاب ثلاثية الأبعاد التي صنفت كأكثر التطبيقات استهلاكًا للبطارية، هذه الهواتف المزودة بأحدث العتاد من معالجات قوية، وشاشات كبيرة وسريعة، وسماعات كبيرة كل ذلك يجعل هذه الهواتف أشبه بوحوش تتغذى على استهلاك البطاريات. فهواتف Razer Phone 2 و ROG Phone و Honor Play و Xiaomi Black Shark 2، جميعها تأتي مع بطاريات تزيد سعتها عن 3500 مللي أمبير، بالنسبة لهواتف Razer Phone 2 و ROG يأتيان مع بطارية بحجم 4000 مللي أمبير، وهو ما يعد أكثر من كاف لممارسة الألعاب لفترة طويلة.