العديد من محبي الألعاب والتكنولوجيا بشكل عام ينتظرون بفارغ الصبر صدور منصة الألعاب السحابية من جوجل والتي أطلقت عليها الشركة اسم منصة Google Stadia ، ومع اقتراب اطلاق المنصة الجديدة والتي من المتوقع رؤيتها في وقت ما من شهر نوفمبر القادم، قمنا بتجميع كل ما نعرفه عن المنصة المنتظرة من جوجل.

خدمة جوجل Stadia هي خدمة العاب سحابية مثل الكثير من الخدمات السحابية الأخرى الخاصة بالالعاب الأخرى، ولكنها تتميز ببعض المميزات الأخرى التي قد تصب في صالحها. أولاً أنت لا تحتاج الي جهاز كمبيوتر أو منصة العاب حتي تقوم بتجربة الألعاب مع منصة Stadia، الأمر الأخر وهو أننا هنا نتحدث عن جوجل أي أن الموارد الخاصة بالشركة وبالتأكيد الحصريات لن تكون هينة بأي حال من الأحوال.

الخدمة نالت شهرة كبيرة علي ما يبدو وعلي عكس المتوقع من بعض المحللين، وقد يكون هذا النجاح راجع لشهرة جوجل التي لا تخفي علي أحد. الشركة وحتي سبتمبر الماضي قامت ببيع كل اشتراكات Founders Edition الخاصة بمنصة ستاديا في أوروبا وأمريكا فقط ومن ثم قامت الشركة بإطلاق اشتراك أخر تلبية لطلبات المشتركين وهو اشتراك Premiere Edition لتغطية الطلبات الجديدة المتزايدة.

ماهي خدمات الألعاب السحابية في الأساس ؟.

خدمات الألعاب السحابية بشكل عام تعمل علي مبدأ واحد في العام وهو أن الخدمة تقوم بعمل الريندر أو المعالجة لبيانات اللعبة بالكامل (الحسابية و الرسومية) ومن ثم تقوم ببث الناتج للمستخدم علي هيئة فيديو . ويتم ذلك علي شكلين أو هيئتين، الأولي هو أنك تقوم بإختيار اللعبة من مكتبة العاب موجودة أمامك (تدعم أكثر من منصة العاب مثلاً PlayStation Now) ومن ثم يتم معالجتها وإرسال الفيديو اليك كما ذكرنا مسبقاً. أو الطريقة الثانية وهي أن الخدمة تقوم بتخصيص جهاز حاسب افتراضي للمستخدم يقوم بتنزيل الألعاب عليه واختيار ما يريد حفظه علي الجهاز)مشابهة إلي حد ما لخدمة Shadow السحابية).

بمعني أخر يمكنك تخيل الوضع كأنك قمت بتأجير جهاز حاسب من جوجل قوي تستطيع لعب الألعاب التي تريدها عليه بسلاسة وسهولة، في بعض الأحيان أيضاً (مع الخدمات السحابية الأخرى) قد تضطر لتحميل بعض البرامج مثل مشغلات الألعاب وذلك لأن ليس كل خدمات الألعاب الموجودة تعمل مثل خدمتي Jump  و  PlayStation Nowاللتان يملكان تصنيف الألعاب الخاصة بهم (كاتالوج). فبعض الخدمات الأخرى تعمل فقط كوسيط مثل خدمة GeForce Now التي تتطلب منك امتلاك الألعاب الموجودة في كتالوجها وتثبيتها على خوادمها البعيدة .

يد واحدة تحكمهم جميعاً !!

ولكن في حالة ستاديا ستتمكن من تشغيل الألعاب علي العديد من المنصات مثل الكمبيوتر الشخصي الخاص بك PC أو اللابتوب أو الجهاز اللوحي أو حتي التلفاز، هذا بالإضافة إلي هواتفPixel  بالتأكيد من طرازي Pixel 3 و Pixel 3a بدون الحاجة الي أية مشغلات أو برامج وسيطة.

في الوقت الحالي ستتمكن من التمتع بهذه الخدمة عن طريق دفع بعض الرسوم الشهرية ولكن يتعين عليك امتلاك الألعاب نفسها التي تريد تجربتها، وفي حالة شراءك لأي العاب جديدة سيكون هناك تخفيض علي أسعار هذه الألعاب لأولئك اللذين يدفعون الرسوم الشهرية بشكل مستمر، حتي تقوم جوجل العام المقبل بإطلاق مكتبتها الخاصة من الألعاب وفي هذه الحالة لن يكون هناك تخفيضات علي الألعاب التي سيتم شراءها لأنك ستقتنيها مباشرة من جوجل ولن يكون هناك رسوم خاصة.

المواصفات التقنية لتشغيل منصة Stadia

وحسب المواصفات المذكورة من قبل جوجل فإن المنصة سوف توفر لك القدرة علي بث (لعب) الألعاب بدقة 4K ومعدل إطارات 60 اطار في الثانية الواحدة وتجربة صوت 5.1 مع توافر سرعة انترنت بقوة 35Mbps ، أما من جانب جوجل فالمواصفات المستخدمة لكي تبث لك هذه التجربة هي :

• • • Custom x86 processor clocked at 2.7GHz w/ AVX2 SIMD and 9.5MB of L2+L3 cache
    • Custom AMD GPU w/ HBM2 memory, 56 compute units, and 10.7TFLOPs
    • 16GB of RAM (shared between CPU and GPU), up to 484GB/s of bandwidth
    • SSD cloud storage

بالنظر الي هذه الموصفات التقنية فالنتائج سوف تكون جيدة جداً (علي الورق)، وذلك لأن الشركة حتي الأن لم تفصح عما تنوي عمله مع مشاكل الخدمات السحابية الأساسية التي تعاني منها الخدمات الأخرى مثل تأخر من الاستجابة Latency ومشاكل التأخير الأخرى أو عدم ثبات السرعة التي قد تعاني منه الشبكات في بعض المناطق. تمت تجربة بعض الألعاب بالفعل في معرض GDC مع محاكاة للشبكات المختلفة والظروف المتنوعة وكانت النتيجة تأخر زمن استجابة يصل الي 200 ملي ثانية وهو ما يصل إلي أربعة أضعاف ما قد تواجهه في تجربة اللعب المباشرة من حاسبك الخاص مع معدل إطارات 60 اطار في الثانية حيث يصل التأخير الي 50-70 ملي ثانية كحد أقصي.

قامت استديوهات Digital Foundry بإختبار منصة جوجل أيضاً لتصل إلي نتائج 166 ملي ثانية أيضاً و 79 في حالة حاسب مكتبي يعمل بمعدل إطارات 60 اطار في الثانية. ستحتاج إلي سرعة بث streaming rate تصل إلي 15Mbps علي الأقل لتحصل علي معدل تأخير أقل من 40 ملي ثانية، وهو مالا يتوفر في الكثير من البلدان وخصوصاً العربية. الأمر الأخر المهم هو إستهلاك الانترنت نفسه فالساعة الواحدة بدقة 4K سوف تستهلك ما يقرب من 16 جيجابايت من الانترنت أي 1TB من الانترنت لكل 65 ساعة من اللعب إن إعتبرنا أن هذه المدة هي المدة التي ستقضيها في اللعب في الشهر الواحد.

ماهي أسعار خدمات منصة Google Stadia

أما بالحديث عن الأسعار فإن منصة ستاديا تعرض أكثر من باقة منها باقة Founder's Edition والتي انتهي المعروض منها في أوروبا وأمريكا الشمالية والتي يصل سعرها إلي 129 دولار والتي يأتي معها Chromecast Ultra وهو متحكم خاص من جوجل بالإضافة لإمكانية حجز الإسم الخاص بك والذي لن يكون متكرراً علي المنصة أيضاً.

تأتي بعد ذلك باقة Premiere Edition التي تعوض النقص في الباقة السابقة التي انتهي معروضها والتي تأتي أيضاً بنفس المتحكم لكن مع اللون الأبيض بدلاً من الأزرق مع اشتراك لمدة 3 أشهر علي منصة ستاديا من نوع Stadia Pro وأيضاً بدون خدمة الإسم المميز أو Buddy Pass التي تسمح لك بمشاركة خدمة Google Stadia مع صديق لك.

سيكون اشتراك Stadia Pro متاحاً في وقت ما من شهر نوفمبر 2019 أيضاً مقابل 9.9 دولار  كما أن الشركة ستوفر كل فترة العاب مجانية مثل لعبة Destiny 2: The Collection والألعاب الأخرى سيتمكن المشتركين من الحصول عليها مقابل تخفيضات في السعر.

أما العام القادم ستسمح منصة Stadia بالإشتراكات المجانية للمستخدمين الذين سيتمكنون من الحصول علي المميزات الخاصة بالمشتركين مقابل أسعار معينة لكل خدمة أو ميزة، لكنهم في الأساس سيحصلون علي القدرة علي تجربة الألعاب بدقة 1080 مع معدل إطارات 60 فريم و صوت Stereo فقط مقابل الإشتراك المجاني.

الألعاب المتوفرة علي منصة Stadia حتي الأن

• • • Assassin's Creed Odyssey
    • Attack on Titan 2 Final Battle
    • Baldur's Gate 3
    • Borderlands 3
    • The Crew 2
    • Cyberpunk 2077
    • Darksiders Genesis
    • Destiny 2
    • Destroy All Humans
    • Doom
    • Doom Eternal
    • The Division 2
    • Dragonball Xenoverse 2
    • Elder Scrolls Online
    • Farming Simulator 19
    • Final Fantasy XV
    • FM
    • Get Packed
    • Ghost Recon Breakpoint
    • Grid
    • Gylt
    • Just Dance 2020
    • Kine
    • Marvel's Avengers
    • Metro Exodus
    • Mortal Kombat 11
    • NBA 2K20
    • Orcs Must Die 3
    • Rage 2
    • Saban's Power Rangers: Battle for the Grid
    • Samurai Showdown
    • Shadow of the Tomb Raider
    • Superhot
    • Thumper
    • Trials Rising
    • Watch Dogs Legion
    • Windjammers 2
    • Wolfenstein Youngblood

هل توجد تجربة مجانية حالياً لتجربة خدمة Google Stadia وماهو رأي المطورين ؟

أما بالنسبة لتجربة الخدمة لأولئك الذين يريدون تجربتها بالمجان فللأسف لن تتوفر هذه التجربة الأن، شهر نوفمبر سيوفر القدرة علي تجربة الخدمة للمشتركين المسبقين، إماFounders  أو  Premiere  أو حتي المشتركين المجانيين Free Edition، وذلك لأن حتي المشتركين المجانيين سيضطرون لشراء الألعاب من الشركة لتجربتها. أما التجربة المجانية بالكامل لن تتوفر علي الأرجح هذا العام.

كان لدى المطورين ، وخاصة المطورين المستقلين ، الكثير من الأسئلة حول خدمة الألعاب السحابية، مثل نماذج الإيرادات التي ستعود عليهم والعقود والخصوصية ومراقبة المحتوى وإمكانية وصول للمستهلك ، ولكن تصميم الألعاب مخصصة للبث السحابي كان التساؤل الأكبر. سيكون لدى Google أدوات تطوير خاصة بها والتي من المفترض أنها ستسمح للمطورين بإنشاء ألعاب أكبر وأفضل مع الخدمات السحابة - وبالتأكيد الألعاب الحصرية علي منصة Google Stadia،. لكن لا أحد يعرف كيف سيبدو تصميم الألعاب المخصصة للخدمات السحابية الآن باستثناء استوديو ألعاب Google الخاص.

وعلي الرغم من ذلك فالمطورين أيضاً لازالوا يريدون معرفة كيف سيتم الدفع لهم بناءاً علي عدد الساعات التي يلعبها المستخدمون أم بالطريقة التقليدية أم كيف بالتحديد، إضافة إلي ماهية القاعدة الجماهيرية التي من الممكن أن تفضل الخدمات السحابية بالنظر إلي النقطة الهامة وهي أن هناك الكثير من الناس حول العالم مازالوا لا يمتلكون سرعات النت العالية المطلوبة للحصول علي هذه التجربة.

تقنية Negative Latency

في حديث رئيس مهندسي وحدات Google Stadia، السيد ماجد بكر، مع مجلة EDGE في عددها الـ 338؛ قام بالتحدث عن المنصة بشكل خاص وصرح بأن الهدف كان استخدام شيء ما يسمى الـ Negative Latency لجعل الألعاب أكثر إستجابة على منصة Google Stadia أكثر من أي منصة أخرى يمكنك التفكير فيها من كونسول أو حواسب شخصية.

وجاء تعليقه كالأتي:

“أظن أنه في خلال عام أو إثنين سنرى الألعاب تعمل بشكل أسرع مع إستجابة أفضل في السحاب مما نرى في الأجهزة المنزلية مهما كانت قدراتها وقوتها في وقتها.” بل وصرح أيضاً في مقابلته الأخيرة مع Wired لكي يقوم بإعطاء معلومات أكثر عن الأمر قائلاً: “منصتنا تسمح للقتنيات بعمل حواجز وقتية إضافية. نستطيع أن ننتج إطارات في وقت أقل من الكونسولز وأجهزة الحاسب الشخصي، ومع خبرتنا في مجال تعليم الأجهزة، قمنا ببناء نماذج للمساعدة في توقع وإخراج المحتوى بشكل أسرع مما يتضاد مع تأثير توزيع الشبكات.” من الواضح أن الأمر يعمل بسبب مزيج من الذكاء الاصطناعي وتقنيات تعليم الأجهزة، والتي تقوم بتوقع ما سيحدث في اللعبة لكي تقوم بتوصيله حتى تتخلص من أوقات الإستجابة.

معلومات أخري عن منصة Stadia

في الوقت الحالي وفي الأغلب لن تتوفر فكرة مشاركة الحاسب بالشكل الذي قد يتخيله القارئ وذلك أن الخدمة سوف تعتمد علي حساب جوجل الخاص بك وإيميلك الشخصي من جوجل، وهو ما يعني مشاركة Split Screen علي الأرجح أو ما شابه. الأمر الأخر الذي يجب عليك معرفته هو أن هناك خاصية تسميState Share  والتي ستسمح لك كمستخدم الولوج الي اللعب في أية نقطة في الأحداث في حالة كنت تشاهد مثلاً أحدهم يلعب وأردت المشاركة في هذه اللحظة، شيء يشبه إلي حد ما ضغطك علي زر Start في الألعاب القتالية لتدخل الي القتال ؟!.لا يعلم أيضاً وضع الألعاب المجانية مثل Fortnite أو  الخدمات العائلية للألعاب مثل Uplay Plus، أما التعديلات أو الMods فسيتم إضافتها واحدة تلو الأخرى.

حتي الأن لا يوجد الكثير من المعلومات الواضحة في الحقيقة حول منصة Stadia من حيث الأسعار علي المدي الطويل، لذلك لا يمكننا التنبؤ بنجاح الخدمة أو فشلها علي حد سواء، ولكن الكثير يري أن خدمات الألعاب السحابية لم يحن وقتها الأن مع السرعات المتوفرة للإنترنت حول العالم. فعلي الرغم من أن مثل هذه الخدمة ستوفر بعض المميزات الرائعة مثل قدرتك علي اللعب من أية منصة متصلة بإنترنت قوي وسريع (وثابت) سواء كان ذلك تلفازاً أو حاسوباً أو حتي جوالك الخاص، لتحصل علي تجربة لعب تضاهي تلك التي يتمتع بها أصحاب الحواسيب القوية، الا أننا يمكننا التنبؤ حقيقية بكيفية الأداء الحقيقي لمثل هذه التجربة علي أرض الواقع وهل ستضاهي تجربة اللعب المباشرة أم لا.

لكثير من الوعود والكثير من الشكوك تحول حول منصة Google Stadia حالها كحال أية تقنية جديدة تلوح في الأفق، لا ندري إلي أي مدي ستصل وما هو قدر النجاح (أو الفشل) الذي ستحققه المنصة، ولكن بالنظر إلي أننا نتحدث هنا عن جوجل فلا يمكننا إلا أن ننتظر الاطلاق الفعلي للمنصة لنري ما الذي سيحدث بعدها.