أصبح من الواضح أن السيارات ذاتية القيادة ستأخذ المزيد من الوقت، أكثر مما كنا نتوقع، فعلى الرغم من وجود بعض التقنيات بالفعل في الأسواق مثل المكابح الأوتوماتيكية وتحذيرات مغادرة حارات الطريق، إلا أنه ما زال أمامنا الكثير من الوقت لتصبح السيارات ذاتية القيادة واقعًا حقيقيًا وملموسًا.

أخذت تقنيات المركبات المميكنة في التطور بشكل كبير خاصة في العقد الأخير، ولكن هذا التطور يأخذنا إلى تحدٍ كبير، هل بالفعل نحن أوشكنا على ركوب سيارات يقودها سائق آلي ويمكننا التجول بها بأمان في أي مكان؟

  اقرأ أيضًا: شركة TESLA تقدم الجيل الجديد من نظام المكابح الذاتي في السيارات ذاتية القيادة

لقد أحدث البشر تطورًا هائلًا في صناعة العربات بشكل عام، بداية من العربة التي تجرها الأحصنة مرورًا بالسيارات الفارهة والسيارات المخصصة للطرق الوعرة والجبال، والآن مع بزوغ فجر السيارات ذاتية القيادة أصبحنا على قمة هرم تطور صناعة السيارات وذلك بفضل تقنيات الذكاء الاصطناعي التي أتاحت لنا تحقيق أشياء لم تكن موجودة سوى في أفلام الخيال العلمي.

والقيادة الذاتية شأنها شأن الكثير والكثير من التقنيات التي طورها الإنسان على مدار الحضارة البشرية، فالكثيرون في البداية قد لا يصدقون أن هذا ممكن حقًا، من ثم تبدأ هذه التقنية في الانتشار لتصبح بعد ذلك جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية للبشر، شأنها شأن الراديو والتلفاز والهواتف المحمولة والكثير من الاختراعات الأخرى.
فكما صرح السيد جون لينورد، خبير الروبوتات في معهد ماساتشوسيتس للتكنولوجيا: "علي الاعتراف بذلك، أنا حقا مصدوم"، وتابع قائلًا: "هناك شيء بداخلي يخبرني بأن القيادة الذاتية هي درب من دروب المستحيل، ولكن هذا المستحيل يحدث الآن".


أقرأ أكثر: دور المعالجات الرسومية في القيادة الذاتية!

Driverless Cars

في الوقت الحالي، هناك سيارات ذاتية القيادة بشكل جزئي تسير بالفعل على الطرقات، هذه السيارات مزودة بتقنيات ذكية مثل مكابح الطوارئ وتحذيرات مغادرة حارات الطريق، ولكن يتبقى أمامنا الكثير لتصبح السيارات ذاتية القيادة جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية، كما كشفت "ريترو ريبورت" عن التحديات التي تقف أمام صانعي هذه السيارات: "يجب أن تتوافر خرائط مرسومة بدقة لكافة الطرق السريعة والشوارع على السواء، كما يجب أن تصبح السيارات قادرة على التعامل مع الظروف المناخية مثل الأمطار والجليد، خصوصًا أنها قد تعطل مستشعرات السيارة عن العمل، بالاضافة لقدرتها على الاستجابة السريعة للمتغيرات، مثل سقوط فرع شجرة أو ظهور طفل يعبر الطريق بشكل مفاجئ".

حيث صرح أندرو تشاثام، مهندس البرمجيات الذي يقود مجهودات عمل الخرائط في شركة وايمو، المهتمة بتقنيات القيادة الذكية: "حتى الآن، نحن نستطيع القيادة فقط في الأماكن التي حددنا لها الخرائط بالفعل."

الجدير بالذكر أن شركة وايمو تقدم خدمة سيارات تاكسي ذاتية القيادة في ضاحية فينيكس بولاية أريزونا بالولايات المتحدة، حيث تسطع الشمس بشكل رائع وتأتي الطرق ممهدة بشكل ممتاز. أضاف السيد تشاثام في حديثه أن: "جزء أساسي في عملنا هو أن نتّبع الدقة في اختياراتنا، فنحن لا نقوم بالقيادة في شوارع مومباي المكتظة، ولكن مستقبلًا سنكون قادرين على الدفع بسياراتنا في أسوأ الظروف الممكنة".

تأتي قضية السيارات ذاتية القيادة مع جانب اجتماعي آخر بخلاف الجانب التقني، وهو ما يجب علينا أخذه في الاعتبار، حيث يكسب مئات الملايين حول العالم رزقهم من العمل خلف عجلة القيادة، فسائقو الشاحنات والحافلات وسيارات الأجرة وغيرهم، سيتوجّب عليهم البحث عن مصدر آخر للرزق والإنفاق على أنفسهم وعلى أسرهم، بالإضافة لتأثر قطاعات أخرى مثل ورش إصلاح السيارات التقليدية ومحطات التزود بالوقود.

هناك مسألة أخرى هامة للغاية بخصوص السيارات ذاتية القيادة، وهي مسألة الأمان، حيث تدعّي الشركات المصنعة لهذه السيارات أنها ستساهم بشكل فعال في تقليل نسبة حوادث السير، فالروبوتات بالطبع لن تتعاطى الكحول أو تنشغل بالرد على الرسائل النصية، ولكن لا يمكننا الحكم بشكل حقيقي على هذه المسألة بدون انتشار السيارات ذاتية القيادة بشكل واسع في الطرق.

الجدير بالذكر أنه قد سبق تسجيل حالة وفاة لسيدة تستقل دراجتها، صدمتها سيارة أوبر ذاتية القيادة في مدينة تامبا بولاية أريزونا، فهل نحن الآن على استعداد للاعتماد على البرمجيات الآلية في مثل هذه المسائل الحرجة التي تخص الأمن والسلامة؟

نحن بالطبع لا نتحدث عن توحش الإنسان الآلي مثل أفلام آي روبوت أو تيرمينيتور، ولكننا نتحدث عن احتمالات حدوث أخطاء تقنية قد تودي بحياة البشر، مثل الأخطاء التي حدثت في طائرتين من طراز بوينغ 737 من قبل وأودت بحياة 346 شخص.

هذه المخاوف والعقبات التقنية من شأنها أن تؤخر من طرح السيارات ذاتية القيادة بشكل كامل على الطرقات، حتى يتثنى لنا اختبارها بشكل كاف، والتأكد من جاهزيتها وقدرتها على حماية أرواح البشر، فهل ستنجح في ذلك؟ شاركونا آرائكم!

اقرأ أيضًا: هل سنرى شبكات الـ 5G و تقنيات الـ IoT قريبًا في 2019؟