ماهي تقنية variable aperture المنتظرة في هاتف Galaxy S9 القادم من سامسونج
الكاميرا في الهواتف الذكية هي إحدي التقنيات الهامة جداً في الفترة الحالية، بل يمكننا القول أنها أحد أهم العوامل التي ينظر إليها المستخدم عند إختياره لهاتف ذكي جديد، وذلك لأن العديد منا الأن يحتاج إلي تسجيل اللحظات الهامة في حياته أو حتي لإستخدامها في العمل أو لتسجيل المواد التعليمية وغيرها من الأمور الهامة التي تلعب الكاميرا دوراً هاماً فيها، وهذه الكاميرات تعوضنا عن الحاجة لإستخدام الكاميرات الإحترافية شيئاً فشيئاً ولا نعلم إلي أي مدي يمكن لها الوصول في التطور التقني لها. وهذا ما يجعل شركات تصنيع الهواتف تتسابق لتطوير التقنيات الجديدة والفريدة في الكاميرات الموجودة في هواتفهم لتستحوذ علي قبول المستخدمين، فعلي سبيل المثال رأينا في الفترة الماضية الكاميرات المزدوجة العدسة في الهواتف، بعد ذلك بعض الشركات مثل جوجل وهاواوي قدمت الحلول البرمجية لزيادة دقة الصورة أيضاً. ولكن الجديد هو ما تنوي سامسونج فعله مع هاتف Galaxy S9 القادم وهي تقنية variable aperture ، فما هي هذه التقنية ؟...
ماهي تقنية variable aperture
طبقاً للمواصفات التقنية للهاتف والتي قمنا بنشرها في وقت سابق الأسبوع الماضي فإن الهاتف سيأتي داعما لتقنية variable aperture بالإضافة إلي كاميرا خلفية بقوة 12MP. وتقدم خاصية variable aperture القدرة علي التحويل بين فتحة العدسة f/1.5 و f/2.4 ولكن ماذا يعني هذا وكيف تعمل هذه التقنية ؟ دعونا نلقي نظرة فاحصة إذاً علي هذه التقنية والتي ليست جديدة بالكامل بالمناسبة فقد رأيناها في هواتف الشركة في السابق، بل ومؤخرا مع هاتف W2018...
ولكن وقبل الدخول في التفاصيل دعونا نتعرف سريعاً علي ماهو معني فتحة العدسة (فتحة الكاميرا) الخاصة بالكاميرا أو ما يعرف بالإنجليزية بـ aperture، وهي عبارة حجم الفتحة التي يدخل الضوء من خلالها إلي الكاميرا ويصل إلى المستشعر وتقاس بمعيار f-stops وهو عبارة عن ناتج قسمة البعد البؤري على حجم الفتحة لعدسة الكاميرا، وكلما كانت قيمة f-Stops أقل كلما كانت فتحة الكاميرا أكبر وتستوعب كمية أكبر من الضوء ليمر من خلالها، وهتف Samsung Galaxy S9 سيسمح بالتبديل بين إتساعين مختلفين لفتحة العدسة، وحتي لا يسأل البعض منكم ماهو الفارق إذاً أليست الفتحة الأصغر هي الأفضل دائماً سأجيبه أن لكن من هذين الإتساعين إستخدام مختلف و سأتحدث عن هذا الأمر في موضوع منفصل قريباً...
ولكن لماذا تحتاج الشركة إلي إدراج خاصية variable aperture ؟
لأن الكاميرات في الأجهزة الذكية لديها أجهزة استشعار للصور أصغر بكثير من نظرائها في كاميرات التصوير الرقمية DSLR، لذلك فتحسين وزيادة كمية الضوء التي تصل إلي أجهزة الاستشعار هو من الأمور الهامة اللازمة لزيادة جودة الصور في الهواتف الذكية إذاً ما كانت الهواتف تطمع في الاستمرار في تقديم جودة أعلي للصور. ولعل أحد الأمور التي تحتاج إلي التطوير بالفعل في الكاميرات الخاصة بالهواتف الذكية هي الصور الليلية حيث أن الضوء الواصل إلي الكاميرا أقل (لعلك لاحظت ذلك بنفسك فعلا). فتحة أوسع للكاميرا ( f-stops أصغر) سيسمح للمزيد من الضوء من المرور إلي أجهزة الاستشعار ويساعد على حل هذه المشكلة.
ومن المرجح أن تهدف سامسونج هذه النقطة وهي تحديث الإضاءة الليلية وفي الإضاءة المنخفضة (داخل الغرف المعتمة أو المغلقة مثلاً) من خلال السماح للمزيد من الضوء بالمرور إلي أجهزة الاستشعار، ولكي تستطيع الشركة عمل ذلك يجب أن تكون الفتحات الواسعة هذه متوازنة مع تصميم وجودة استثنائية للعدسات ، من أجل تقليل الانحرافات المحتملة أو التشويه في الصور، مثل عدم وجود الحدة في الصور وإنحراف الدقة أو التشويش والضبابية في الصورة أو أن تكون الإضاءة أكثر من اللازم فتكون الصورة باهتة أو محروقة. لذلك ففتحة أوسع لا تعني بشكل قاطع زيادة جودة الصورة بمفردها ولكنها بالتأكيد ستساعد في حالات الضوء المنخفض إذا تم بناء حزمة الكاميرا بأكملها بشكل جيد.
ماذا أيضاً ؟
أحد الأمور الأخري المهمة في هذه الحالة هو عدم وجود فائض في الضوء الذي يصل إلي الكاميرا حتي لا تعاني الصورة من مشاكل الإضاءة المرتفعة (مثل الصور في النهار المشمس علي سبيل المثال، لذلك ففي هذه الحالة سيلعب الإقلال من حساسية المستشعر للضوء عن طريق الإقلال من حساسية المستشعر ISO و السرعة العالية لملتقط الصورة في الكاميرا ولكن في هذه الحالة أيضاً قد نحصل علي جودة أقل للصورة وهو ما لا يريده المستخدم، لذلك فالحل الأمثل في هذه الحالة هو فتحة عدسة أقل إتساعاً من السابقة وهو ما تقدمه هذه الميزة...
ومن المهم أيضا أن نتذكر العلاقة بين الفتحة، والبعد البؤري، وعمق الميدان. فكلما كانت أجهزة الاستشعار في الهاتف أقرب إلي العدسة أصبح مجال الرؤية أوسع وعمق الميدان أقل ضئالة ومع ذلك في الفترة الأخيرة إنتشر الإقبال علي خاصية البوكيه، خاصة وأنها الخاصية التي جعلت من وجود الكاميرات المزدوجة العدسة معياراً في الهواتف الرائدة الحديثة. ويؤدي توسيع الفتحة إلى عمق للحقول أقل ضحالة، مما يؤدي إلى تشويش أكثر وضوحا لخلفية الصورة ويعطي ميزة بوكيه للصورة. لذلك فعلاوة على تحسين أداء الإضاءة المنخفضة، فإن خيار فتحة أوسع يسمح للمصورين أيضا ببعض المرونة الإبداعية الإضافية في اللقطات.
كيف تعمل إذاً ؟
ويبدو أن تقنية الفتحة المتغيرة من سامسونج تعمل بطريقة مماثلة تقريبا لتلك الموجودة في الكاميرات التقليدية ذات الفتحة المتغيرة. فالصور التي شاهدناها من W2018 تشير إلى نسخة مصغرة من ريش فتحة التداخل التقليدية التي تسيطر وتتحكم في حجم فتحة العدسة بشكل ميكانيكي تماماً، ومع ذلك و بدلا من الانتقال بين حد أقصى وحد أدنى لحجم فتحة العدسة لإنتاج مجموعة من إعدادات الفتحة المختلفة (وهو ما قد يبدو نظرياً أمراً رائعاً) يقتصر تطبيق سامسونج على إعدادين مختلفين - f / 1.5 و f / 2.4 فقط...
ولكن ليس من الواضح لماذا تم تقديم خيارين اثنين فقط من خيارات الفتحة ؟ فمن الممكن أن يكون هناك بعض القيود مع التكنولوجيا، أو أن يكون هذا القرار برمجياً من الشركة لعدم رغبتها في ترك الأمر للمستخدمين الأقل خبرة للتحكم في هذه الخاصية الجديدة التي قد يكون الكثير علي غير دراية بكيفية إستخدامها للحصول علي صور جيدة فتنقلب الميزة إلي عيب، أو قد تجعل الشركة الأمر يعمل بشكل تلقائي بحيث يكتشف الهاتف الوضع الأفضل أو حتي إعطاء الخيار للمستخدم للتبديل بين الوضع اليدوي والوضع التلقائي...