تحدثنا في المقال السابق عن كيف يمكنك أن تصل إلى فكرة جيدة لشركتك الناشئة، وما هي الرحلة الفكرية التي عليك أن تخوض غمارها لكي تجد فكرة مميزة، وتلك كانت الخطوة الأولى!
والآن الخطوة التالية في الرحلة هي تقييم تلك الفكرة؛ سوف تحتاج إلى توجه لتقييم الربحية وآفاق الاستمرارية طويلة الأجل لفكرة شركتك الناشئة من أجل تحويلها إلى عمل ناجح ومستقر. تقييم الفكرة ضروري لكي تحدد ما إذا كانت فكرة جيدة وتستحق وقتك واستثمارك أم لا، كما سيساعدك أيضًا على جذب وإقناع المستثمرين لكي يضعوا أموالهم في شركتك الناشئة.
4 خطوات لتقييم فكرة شركتك الناشئة!
قبل بدء عملية تقييم الفكرة، من المهم تحديد الافتراضات الأساسية لنموذج أعمالك، ثم اختبارها على عناصر مشكلة مستمرة بالفعل يواجهها العملاء، بجانب الحلول الموجودة أو المتوفرة لها. تعتبر أداة Lean Canvas أداةً مميزةً لرواد الأعمال من أجل تقييم شركتهم الناشئة، وهي أداة تقدم لك نموذج الأعمال في صفحة واحدة أمامك ليساعدك في تفكيك الأفكار الخاصة بك إلى افتراضاتها الأساسية.
عناصر هذا النموذج هي: المشكلة، الحل، المقاييس الرئيسية، القيمة الفريدة المُقترحة، الميزة غير العادلة، القنوات، شرائح العملاء، هيكل التكاليف، ومصادر الدخل. استنادًا إلى هذه العناصر، يمكنك اتباع الخطوات التالية لتقييم فكرة شركتك الناشئة.
تقييم المشكلة
عند تقييم مشكلة ما، يمكنك تحديد خصائصها ومدى شدتها، وهو ما سيحدد القاعدة الأساسية لبدء شركتك الناشئة لكي تعثر من خلالها على حلول عملية ومبتكرة لتلك المشكلة. قم ببناء شرائح العملاء للتأكد من أن شركتك سوف تركز على العملاء المستهدفين وتقيم الجوانب التالية لمشاكلهم: الحجم، النمو، مدى الاستعجال، التكلفة، التعدد، مدى التكرار، ومدى قبول العملاء.
على سبيل المثال، كان حجز سيارة أجرة عبر المكالمات الهاتفية الطويلة والمملة يعتبر عبئًا ضخمًا على الأشخاص يوميًا، ولهذا حددت شركات ناشئة مثل أوبر Uber عناصر المشكلة ومدى شدتها، وتوصلت إلى نموذج أعمال فريد من نوعه، وهو ربط الركاب بأصحاب السيارات من خلال تطبيق على الهاتف الذكي.
يمكنك استثمار بعض الوقت في تعلم ودراسة عملائك المحتملين، وجمع المعلومات اللازمة حول احتياجاتهم، الملاحظات هي الطريقة المُثلى لفهم المشكلة وتحديد ما إذا كانت فكرتك التي تقترحها هي فكرة مجدية وقابلة للتحقيق فعلًا أم لا!
تقديم الحل
ببساطة لن تكون فكرة شركتك الناشئة سوى حل لتلك المشكلة؛ يجب أن تملك القدرة والدافع لحل مشكلة محددة، كما ينبغي أيضًا أن تخلق الرغبة في أذهان العملاء لكي يبحثوا عن حل للمشكلة.
سوف يعتمد نجاح فكرتك على قبول عملائك، وهي تعتبر مهمة شاقة إلى حد ما، لأنها تتضمن تغيير عاداتهم والتأثير عليهم لكي يتحولوا لاستخدام الحل الذي تقدمه شركتك الناشئة بدلًا من الحل السابق. لن تنجح في جذب عملائك والاحتفاظ بهم إلا إذا كانت فكرتك تلبي بفعالية احتياجاتهم ومطالبهم. وفي نفس المثال السابق، تلقت شركة أوبر قبولًا سريعًا من الركاب، لأن الحل الذي قدمته كان يجعل عملية حجز السيارات أسهل بكثير بالنسبة لهم.
تبرير الفكرة
بمجرد أن تعثر على حل المشكلة، سوف تحتاج إلى تبريره لنفسك ولفريقك وللمستثمرين، من خلال عرض الفكرة والحل بالأرقام والشرح المناسب، لتظهر لهم لماذا ستقدم تلك الفكرة نتائج ناجحة في النهاية! يمكنك أن تخبر المستثمرين أن شركتك الناشئة قد تكتسب ميزة تنافسية ضخمة في السوق بسبب العوامل التالية: الخبرة والمهارة المميزة للمؤسسين، بجانب تفرد الحل الخاص بك، والتوقيت المثالي لدخول السوق، بالإضافة إلى نمو الشركة عبر الكلام الشفهي بين المستخدمين.
يجب أن يشعر المستثمرون بالحماس عند رؤية خارطة الطريق لشركتك الناشئة، كما ينبغي أن يملكوا إيمانًا كاملًا بالكفاءة التي يتمتع بها فريقك واحتمالات نمو الفكرة التي تقدمها.
هناك طريقة مثالية وهي تقديم وعرض فكرتك بصورة واضحة ودقيقة، عبر تحديد شامل للمشكلة والحل الناتج الذي ستقدمه شركتك الناشئة، كما يمكنك أن تطلب منهم تعليقات واقتراحات حول الفكرة. ببساطة، عليك تبرير مصداقية ومدى تفاؤل فكرتك لكي تحصل على ثقة المستثمرين.
اقرأ أيضًا: “نفتح قهوة ولا مطعم؟”: كيف تحول فكرتك إلى شركة ناشئة؟
معامل الربحية
مهما كان الحل الذي تقدمه مميزًا لمشكلة موجودة، فإن كل شيء يتوقف غالبًا على مقدار الأرباح التي يمكنك كسبها عبر شركتك الناشئة. لهذا ستحتاج إلى إجراء حسابات تقريبية على الأرقام المُفترضة للتكلفة والإيرادات لمعرفة الأرباح المقدرة التي ستأتي بها الشركة ومتى!
من خلال القيام بذلك، سوف تتمكن من قياس مؤشر أو معامل الربحية لفكرة شركتك الناشئة، حتى أن المستثمرين يبحثون دائمًا عن هذا المؤشر قبل اتخاذ قرار بشأن الاستثمار في أي نموذج أعمال جديد.
?xml>