كان هناك تقارير سابقة أشارت إلى أن عدد قليل جدا من موردي أبل يستخدمون مسلمي الأويغور في العمل القسري ولكن هذه المرة أظهر تحقيق جديد أن هناك سبعة من موردي أبل يستخدمون بالفعل العمل القسري لمسلمي الأويغور وأقليات أخرى مضطهدة في الصين.

مسلمي الأويغور

أبل - مسلمي الأويغور

يعتبروا السكان الأصليين في المنطقة ويشكلون نسبة كبيرة من سكان إقليم شينغيانغ في المنطقة الغربية بالصين ويتم معاملتهم بشكل مضطهد وكانوا يعملون بشكل قسري لأحد موردي أبل في شينجيانغ ولكن وفقا لتقارير حديثة، تم شحن آلاف من مسلمي الأويغور إلى شركات أخرى صينية تابعة لسلسلة التوريدات للشركة الأمريكية

ووجد تحقيق أن موردي أبل شاركوا في برامج عمل يشتبه في أنها جزء من الإبادة الجماعية المزعومة في الصين ضد مسلمي الأويغور، وتتناقض الأدلة التي تم الكشف عنها حديثا مع تصريحات أبل بأنها لم تعثر على دليل على العمل الجبري.

موردي أبل المتهمين

احتجاز وعمالة قسرية

قامت شركة Advanced-Connectek بتصنيع مكونات كمبيوتر مهمة لشركة أبل لأكثر من عقد من الزمان، على مدى عامين من تلك السنوات، قامت بتشغيل مصنع داخل حديقة صناعية على حافة صحراء شينجيانغ، وهي منطقة في غرب الصين تسكنها مجموعة ذات أغلبية مسلمة تعرف باسم الأويغور، والحديقة الصناعية محاطة بالجدران والأسوار بطريقة واحدة فقط للداخل أو للخارج.

وبجوار الحديقة كان هناك مجمع كبير حدده باحث عن طريق صور الأقمار الصناعية كمركز احتجاز يعيش فيه عمال المصنع، وقال الباحث ناثان روسر "لا توجد مصانع أخرى تقريبا في شينجيانغ تتمتع بهذه الخصائص باستثناء المجمعات الصناعية حيث يوجد عمال محتجزون".

وجد موقع ذا إنفورميشن ومنظمات تابعة لحقوق الإنسان سبع شركات تزود أبل بمكونات الأجهزة والطلاء وخدمات التجميع المرتبطة بالعمل القسري المزعوم الذي يشمل الأويغور والأقليات المضطهدة الأخرى في الصين.

 وأوضح التحقيق أن ما لا يقل عن خمسة من هذه الشركات استقبلت الآلاف من الأويغور وغيرهم من العاملين من الأقليات الأخرى المضطهدة في مصانع محددة أو شركات فرعية تعمل بالفعل لصالح شركة أبل، وبالطبع يتناقض هذا التحقيق الجديد مع انكار أبل لأي مخالفات في سلاسل التوريد التابعة لها.

تم شحن عدد من مسلمي الأويغور من مقاطعة شينجيانغ إلى شركات مثل Luxshare، وهي واحدة من أكبر موردي أبل في الصين وهناك أيضا شركة Avary Holding أحد موردي أبل المتهمين، والتي تعمل على تصنيع لوحات الدوائر لأجهزة أبل في مدينة Huai'an الصينية، أضافت 400 عامل من شينجيانغ إلى القوى العاملة لديها بين عامي 2019 و 2020 في أحد مصانعها.

 عمالة قسرية - مسلمي الأويغور

واستقبلت شركة Shenzhen Deren Electronic، التي تصنع الهوائيات والكابلات الداخلية للشركة لأمريكية، 1000 عامل من شينجيانغ.

كما شاهد أحد المشاركين في التحقيق، مقطع فيديو خاص بشركة AcBel Polytech، أحد الموردين لأبل والذي يوضح كيف استخدمت الشركة العمالة القسرية من عمال شينجيانغ في وقت ما بين أواخر عام 2018 وأوائل عام 2019.

إقرأ أيضا : هاكرز صينيون استخدموا فيسبوك لإستهداف مسلمي الأويغور

واستقبل أحد الموردين، Lens Technology، الذي يزود أبل بالزجاج لأجهزة الآيفون، 600 عامل من شينجيانغ منذ عام 2018، وعندما ظهرت تقارير عن استخدام شركة Lens لعمال من الأويغور قسريا في ديسمبر الماضي، ردت أبل بأنها لا تتسامح مطلقا مع العمل الجبري ولم تجد أي دليل على إرسال مسلمي الأويغور إلى مرافق المورد.

ومع أن أبل لا تُدرج بشكل علني الموردين الذين تعمل معهم، لكن ذا إنفورميشن تحقق من علاقتهم بالشركة الأمريكية من خلال الوثائق الرسمية وكذلك من خلال الموظفين الحاليين لدى الموردين، والمصيبة لم تقتصر على أبل فقط، حيث استطاع التحقيق الذي يقوده موقع ذا انفورميشن إلى ربط شركات أخرى أمريكية بالعمالة القسرية لمسلمي الأويغور مثل أمازون وفيسبوك وجوجل ومايكروسوفت.

الإضطهاد الصيني

 

وجد تقرير صادر عن المعهد الأسترالي للسياسات الإستراتيجية في مارس 2020 صلات بين موردي أبل والعمالة الإيغورية القسرية، كما أثار خبراء من الأمم المتحدة عن وجود تجاوزات لا تغتفر تجاة أقلية الإيغور المسلمة في الصين وتقدر هيومن رايتس أن مليون مسلم إيغور يتعرضون للاضطهاد في الصين حيث احتجزتهم الدولة في معسكرات الاعتقال، في محاولة لأن يتخلوا عن ثقافتهم وتعلم العادات الصينية، مثل لغة الماندرين.

ورفضت الصين ما أظهرته التقارير عن معسكرات الإعتقال مدعية أنها أماكن لأغراض "إعادة التعليم" ووصفت مسلمي الأويغور بالإرهابيين والمتطرفين الدينيين.

وإذا رفض مسلمي الأويغور المشاركة في معسكرات العمل، يتم إرسالهم إلى السجن وتعذيبهم بجانب أفعال أخرى شنيعة، وأدان المدافعون الدوليون عن حقوق الإنسان والدول في جميع أنحاء العالم أفعال الصين، وقالت منظمة هيومان رايتس ووتش أن الصين ترتكب "جرائم ضد الإنسانية" من خلال سجونها لمسلمي الأويغور.

لماذا التخاذل ؟

Apple أبل - Arabhardware Generic Photos

بالنسبة لشركة أبل، دائما ما تواجه مشاكل في قطع علاقتها مع أحد الشركات الصينية التي تتعامل معها  لسببين: الأول، لايوجد بدائل كثيرة حتى تحل محل التي سيتم طردها من سلسلة التوريد والثاني إذا عثر صانع الآيفون على البديل فإنه يستغرق بعض الوقت لكي يلبي المعايير التي لا تتغاضى عنها أبل مهما كان، لذا يصبح موقف أبل هو التردد وعدم التصرف لأن الاعتماد على بديل قد يعرضها للتأخير وبالطبع المزيد من التكاليف وهذا ما لا تريده.

أخيرا، ليست أبل وحدها المتورطة في الأمر، هناك بعض مورديها الذين يعملون لصالح شركات أمريكية أخرى كما ذكرنا مثل فيسبوك وجوجل وأمازون ومايكروسوفت وتلك الشركات لا تعير لمثل تلك الأمور أي اهتمام طالما هي بعيدة عن الأنظار ولن يطولها القانون، وبالطبع كل ما تريده هو توفير المواد والخدمات التي تحتاجها بسعر منخفض وتحقيق أرباح طائلة وللأسف لا توجد خطوات جادة من الدول لوقف ما يحدث لإخوانا من مسلمي الأويغور.