حطم قيود اللعب التي تُعيقك !!. كل ما تُريد معرفته عن خدمة Geforce Now
التطور التقني لا يتوقف عند أحد. لعل هذه القاعدة الثابتة هي أكثر القواعد المؤرقة في عالم التقنية، حيث أنك لن تستطيع أبداً مجاراة التقنية بشكل دائم ومستمر، فهي لا تتوقف عند منتج معين أو شخص بعينه. وهذا لا يتوافق مع الجميع في الحقيقة، خاصة في حال كنا نتحدث عن الهاردوير وعمليات التحديث التي ستحتاج إليها كمستخدم لتلحق بهذا القطار الذي لا يتوقف.
ولعل أحد الأمور التي قد تجعل البعض ينفر أو يبتعد عن عالم الهاردوير أو الحواسيب بشكل عام، هو تطلب هذه الحواسيب للتحديث المستمر، خاصة وإن كان هذا المستخدم مهتم بالألعاب بشكل رئيسي. فلا شك أن الألعاب تتطلب تحديثاً للهاردوير بشكل متتالي (على فترات تختلف من شخص لآخر في تقديرها). وهذا ما لا يستطيع الجميع توفيره لأسباب متعددة أهمها بالطبع التكلفة المادية الكبيرة المستمرة. ولعل هذا الأمر كان أحد الأسباب الرئيسية في ظهور ما نسميه بخدمات الألعاب الشبكية والتي تظهر على رأسها خدمة Geforce Now من شركة NVIDIA ، فما هي هذه الخدمات وكيف تعمل !!
كما أشرت في المقدمة البسيطة السابقة، كان تطور التقنية والحاجة للتحديث الدائم والمستمر للحواسيب اليد العُليا في بداية ظهور ما نسميه بخدمات الألعاب السحابية، والتي ببساطة هي عبارة عن خدمات سحابية تقوم بتوفيرها بعض الشركات المختلفة، والتي توفر لمستخدميها أجهزة كمبيوتر أو حواسيب إفتراضية يمكنهم إستخدامها للعب ألعابهم المفضلة من أي جهاز يملكونه. فهي في الحقيقة تشبه كثيراً خدمات البث. هل قمت من قبل بإستخدام أحد برامج التحكم في الحواسيب عن بُعد ؟ نعم كبرنامج Teamviewer مثلاً !. يمكنني القول أن الأمر يشبه ذلك إلى حد ما وليس نفسه بالتأكيد، ولكنني قمت بضرب هذا المثال لتوضيح الفكرة.
أقرا أيضاً : شركة NVIDIA توصل خدمة GeForce NOW للسعودية، تركيا وأستراليا!ماهي خدمات الألعاب السحابية في الأساس ؟.
خدمات الألعاب السحابية بشكل عام تعمل علي مبدأ واحد في العام وهو أن الخدمة تقوم بعمل الريندر أو المعالجة لبيانات اللعبة بالكامل (الحسابية و الرسومية) ومن ثم تقوم ببث الناتج للمستخدم علي هيئة فيديو . ويتم ذلك علي شكلين أو هيئتين، الأولي هو أنك تقوم بإختيار اللعبة من مكتبة العاب موجودة أمامك (تدعم أكثر من منصة العاب مثلاً PlayStation Now) ومن ثم يتم معالجتها وإرسال الفيديو اليك كما ذكرنا مسبقاً. أو الطريقة الثانية وهي أن الخدمة تقوم بتخصيص جهاز حاسب افتراضي للمستخدم يقوم بتنزيل الألعاب عليه واختيار ما يريد حفظه علي الجهاز)مشابهة إلي حد ما لخدمة Shadow السحابية).
الأمر برمته أن المستخدم يقوم بإصدار الأوامر من جانبه من خلال منصة الألعاب الإفتراضية والتي بدورها تتواصل مع الحاسوب الوهمي المخصص لهذا الشخص داخل الخادم المزود للخدمة والذي يعمل على تنفيذ هذه الأوامر ومن ثم بث ما يحدث في اللعبة للمستخدم فيرى المستخدم ما يحدث بشكل لحظي في اللعبة وكأنه يلعب من حاسوبه الشخصي.
بمعني أخر يمكنك تخيل الوضع كأنك قمت بتأجير جهاز حاسب من أحد هذه الشركات مثل جوجل مثلاً، تستطيع لعب الألعاب التي تريدها عليه بسلاسة وسهولة، في بعض الأحيان أيضاً (مع الخدمات السحابية الأخرى) قد تضطر لتحميل بعض البرامج مثل مشغلات الألعاب وذلك لأن ليس كل خدمات الألعاب الموجودة تعمل مثل خدمتي Jump و PlayStation Now اللتان يملكان تصنيف الألعاب الخاصة بهم (كاتالوج). فبعض الخدمات الأخرى تعمل فقط كوسيط مثل خدمة GeForce Now التي تتطلب منك امتلاك الألعاب الموجودة في كتالوجها وتثبيتها على خوادمها البعيدة .
ماذا عن خدمة Geforce Now ؟
قامت شركة Nvidia في الفترة الأخيرة بتوسيع خدمة GeForce Now (GFN) من جهاز بث Shield الخاص بها إلى عملاء أجهزة Mac و الـ PCالخاصة بمستخدميها. وكما أشرنا من قبل، فعلى عكس بعض الخدمات ، التي غالبًا ما تتم المقارنة بينها مثل PlayStation Now ، فإن خدمة GFN ، لا تشمل تكلفة الألعاب نفسها. ولاستخدام الخدمة نفسها ، ستحتاج إلى حساب GeForce NOWبالإضافة إلى حساب Steam أو UPlay أو Battle.net ، والأخير لتشغيل ألعاب Ubisoft و Blizzard ، كما أنه عليك امتلاك اللعبة نفسها أو ترخيصها عبر أحد هؤلاء الثلاثة.
لذا يمكننا القول أن Nvidia لا تتدخل حقًا في عملية الألعاب نفسها. حيث يتم التعامل مع عمليات المزامنة السحابية بواسطة الخدمات المعنية ، والتي تقوم أيضًا بعملية إدارة الحسابات. فعلى سبيل المثال عند النقر فوق زر "تشغيل" في GFN ، يتم نقلك إلى الخدمة الخارجية المخصصة للألعاب ؛ ففي حالة كانت اللعبة على منصة Steam على سبيل المثال ، عند النقر على تشغيل يأخذك التطبيق إلى اللعبة في مكتبتك الخاصة بـSteam حيث ستضغط على "تشغيل" مرة أخرى ولكن هذه المرة من داخل Steam . لذا يمكننا القول أن منصة GFN تعمل بشكل أساسي كمحرك عرض أو معالجة وبث للألعاب فقط .
الجدير بالذكر أن هناك أيضًا بعض خيارات الألعاب المجانية ، وهي في النهاية ألعاب يمكنك لعبها مجانًا عادةً ، مثل DOTA 2 مثلاً. ومن المهم أيضاً النتويه أنك ستحتاج إلى اتصال إنترنت ثابت بسرعة 25 ميجابت في الثانية أو أفضل ، كإتصال بسرعة 5 جيجاهرتز أو اتصال سلكي بجهاز التوجيه (الراوتر) الخاص بك ، وجهاز كمبيوتر يمكنه التعامل مع فك التشفير من جانبك (لفك تشفير ملفات الفيديو التي ستبثها لك الخدمة).
متطلبات ومميزات الخدمة
ما يميز الخدمة أيضاً هو أنه يمكنك تشغيلها من خلال أجهزة Android الخاصة بك بجانب أجهزة الكمبيوتر أو MAC الخاصة بك، أو حتى جهاز Shield كما أشرنا في البداية بجانب بعض المتصفحات أيضاً. كما أنه يمكنك تشغيلها من أي حاسوب أخر طالما أنك تمتلك بيانات حسابك بالطبع. الألعاب التي تملكها بالفعل لن تحتاج لشرائها كما هو الحال مع بعض الخدمات السحابية الأخرى. ولكن الأكثر تميزاً هنا هو قدرتك على تجربة أحدث الخيارات الرسومية المتاحة مع الألعاب مثل تقنيات تتبع الأشعة ودقة العرض 4K وغيرها من الخيارات التي ستتطلب منك حاسوباً مكلفاً في حال أردت تجربتها بعتادك الخاص.
هناك نوعين من الخدمة في الوقت الحالي : النوع الأول هو النوع المجاني والنوع الآخر Founder's Edition وفي الصورة المرفقة يمكننا رؤية الفوارق بين الخدمتين. الخدمة المجانية تسمح لك بساعة من اللعب في كل مرة. بالتأكيد الأسعار الموجودة في هذه الصورة ليست ثابتة ولكنها كانت العروض في فترة معينة من الشركة ولكنها قد تختلف من مكان لآخر أو مع إنتهاء العرض بالطبع.
الخدمة لا تتطلب عتاداً قوياً من الأساس، لذلك فحاسب شخصي عادي مع ذاكرة وصول عشوائي بحجم 4GB ومعالج ثنائي الأنوية سيقوم بالغرض. ولكن الأهم هو سرعة الانترنت كما أشرنا، ففي حالة أردت الحصول على تجربة جيدة ستحتاج اتصال انترنت بقوة 15Mbps للحصول على تجربة 720p جيدة وسرعة 25Mbps لدقة عرض 1080p. في حالة الشبكات اللاسلكية فالأفضل هو وجود شبكة بسرعة 5GHz للتمتع بتجربة مقبولة.
أما في حالة أجهزة Android فهناك بعض المتطلبات البسيطة مثل أن يكون الجهاز به ذاكرة وصول عشوائي (RAM) لا تقل عن 2 غيغابايت ، ويجب أن يعمل الجهاز بنظام Android 5.0 أو إصدار أحدث ويدعم OpenGL ES 3.2 أو أحدث.
ما هي عُصيّ التحكم المدعومة ؟
بالنسبة لأذرع التحكم المدعومة من الخدمة فهذا يعتمد على نوع الجهاز المستخدم. فمثلاً في حال كنا نتحدث عن أجهزة الحاسوب المكتبية، فببساطة يمكننا القول أن أي ذراع تحكم تعمل على هذا الحاسوب مدعومة. ولكن في المقابل مع هواتف Android ، يمكنك رسميًا استخدام Razer Junglecat ووحدة التحكم SHIELD و Razer Raiju Mobile و Glap و SteelSeries XL و SteelSeries Stratus Duo و DualShock 4 و Xbox 360 و Xbox One(يمكنك مطالعة القائمة من موقع الشركة لمتابعة التحديثات التي قد تطول هذه القائمة) .
ما هي الألعاب التي توفرها الخدمة أو تدعمها ؟!
هناك العديد من الألعاب التي تدعمها خدمة Geforce Now، والتي تقوم الشركة بشكل مستمر بتحديثها. ولكن هذا لا يعني أن الشركة ستدعم جميع الألعاب الموجودة للأسف. ولكن يمكننا القول أن GeForce NOW تدعم مجموعة متنوعة من الألعاب من خلال Steam و Uplay ومنصات الألعاب والمتاجر الأخرى الموجودة على الكمبيوتر. حيث أنه كما أشرنا مُسبقاً فالشركة لا علاقة لها ببيع الألعاب حيث أنها تعمل على ما لديك بالفعل في مكتبتك الحالية .
عندما يتعلق الأمر بالوصول إلى الألعاب من Steam ، فلن يتم عرض بعضها أو إدراجها في تطبيق GeForce NOW على جهاز Androidالخاص بك. ومع ذلك ، بمجرد تسجيل الدخول إلى حساب Steam الخاص بك من خلال تطبيق GeForce NOW ، يمكنك الاختيار من أحد العناوين المعروضة ، ثم الرجوع ببساطة إلى مكتبة Steam الخاصة بك وتحديد أي لعبة تريدها وإنتهى الأمر. وهذا لأن NVIDIA تقوم ببساطة بالوصول إلى حساب Steam الخاص بك من خلال ميزة اللعب عن بُعد في Steam. وبالنسبة للألعاب من المشغلات الأخرى ، فيُمكنك لعب ألقاب مثل The Division 2 و Fortnite و Kingdom Come: Deliverance والمزيد بدون أية مشاكل.
كيف يمكنك تشغيل الخدمة ؟
الإعدادات الخاصة بتشغيل الخدمة بسيطة جدًا ولا تستغرق وقتًا طويلاً. ولا أعتقد أن الأمر بحاجة لوضع دليل حول كيفية بدء الخدمة فالأمر بالضبط كتسجيلك في أي خدمة أو موقع جديد. ستحتاج إلى بعض الأشياء ، مثل عمل حساب NVIDIA بجانب ذراع تحكم أو أي شكل آخر من أشكال الأجهزة الطرفية للتحكم في الألعاب ، وستحتاج إلى التسجيل للحصول على عضوية على صفحة GeForce NOW والتي يمكنك القيام بها من الموقع الرئيسي. تحتاج أيضًا إلى تثبيت تطبيق Android الخاص بالخدمة على هاتفك إذا كنت ستلعب على هاتفك ، أو القيام بتثبيت برنامج Geforce NOW على جهاز الكمبيوتر الخاص بك. وبمجرد أن أصبح كل شئ لديك في مكانه ، يمكنك البدء في ممارسة الألعاب على الفور.
ما هي المميزات الخاصة بالخدمة ؟
قائمة الميزات صغيرة جدًا، ولكن هناك بعض الامتيازات الرائعة التي يمكننا الحديث عنها سريعاً. فإذا كنت أحد الأعضاء العضوية Founder's ، فستحصل على ميزة RTX ONالرائعة. والتي ستتيح لك لعب الألعاب التي تستفيد من تقنية تتبع الأشعة من خلال البطاقات الرسومية القوية مثل 2080 من NVIDIA. كما تستخدم GeForce NOW أيضًا ميزة حصرية من NVIDIA تُسمى NVIDIA Highlights. تقوم هذه الخدمة تلقائيًا بحفظ اللحظات المثيرة داخل الألعاب. كما أنه بمجرد حفظ هذه المقاطع، يمكنك اختيار مشاركة مقاطع الفيديو المميزة هذه عبر القنوات الاجتماعية المختلفة مثل YouTube و Twitter و Facebook والمزيد.
يحصل أصحاب عضوية Founder's أيضًا على جلسات لعب مدتها ست ساعات قبل أن يحتاجوا إلى تسجيل الخروج وتسجيل الدخول مرة أخرى لمواصلة جلسة جديدة ، ويحصلون على أولوية الوصول إلى أجهزة اللعب . يقتصر أعضاء الفئة المجانية على جلسات لعب مدتها ساعة واحدة ، ولديهم وصول قياسي. مما يعني أن الـ Founders سيتصلون أولاً إلى الأجهزة إذا ما كانت الخوادم ممتلئة أو وصلت إلى سعتها.
لذا يمكننا تلخيص المميزات الخاصة بالخدمة كاللآتي :
- إمكانية لعب أي لعبة من أي مكان وعلى أي جهاز، وهو أمر جيد جداً للأشخاص الذين يتنقلون كثيراً ولا يُريدون حمل أجهزة حاسوب لوحية أو محمولة طوال الوقت.
- لا حاجة لتحديث حاسوبك بشكل دائم في حال كنت لا تستطيع ذلك، حيث أن الخدمة ستوفر لك قوة رسومية رهيبة بتكلفة أقل كثيراً من شراء حاسوب كامل للألعاب.
- لست محصوراً بعدد أقل من الأجهزة المحمولة كما هو الحال مع بعض منصات الألعاب السحابية الأُخرى.
ولكن ما هي العيوب المصاحبة للتقنية ؟
كما نعلم فلا توجد تقنية في العالم بدون عيوب أو جوانب سلبية لها، لذا دعونا نستعرض سريعاً ما هي العيوب أو المشاكل التي قد تواجهها مع منصات الألعاب السحابية أو مع منصة Geforce NOW التي بين يدينا اليوم.
- العيب الأول هنا هو محدودية الألعاب بالنسبة للبعض ، فشركة Activision Blizzard مثلاً قامت بسحب ألعابها من الخدمة وهو ما يعني أنك لن تستطيع لعب الألعاب الخاصة بالشركة مثل Overwatch مثلاً أو COD .
- الجانب السلبي الآخر هو حدود جلسة اللعب، فمع فئة المؤسسين ، أنت مقيد بست ساعات لعب. وإذا وصلت إلى هذه النقطة ، فستحتاج إلى تسجيل الخروج، ثم سجل الدخول مرة أخرى ، وبدء جلسة لعب جديدة تمامًا. قد لا يؤثر ذلك على بعض الأشخاص ، خاصةً إذا كنت لا تلعب عادةً لمدة تزيد عن ست ساعات في المرة الواحدة. ولكن المشكلة هي مع العضوية المجانية التي ستجبرك عل الخروج كل ساعة وهو ما سيكون مؤرقاً خاصة لمن يلعب ألعاب MMO أو أي لعبة تستمر لفترة طويلة من الوقت .
- العيب الثالث هو أن الخدمة تتطلب سرعة انترنت ثابثة وهو ما قد لا يتوفر في كل مكان، لذلك فهذه قد تكون تكلفة إضافية بالنسبة للبعض (البعض فقط).
خدمة Geforce NOW هل هي مناسبة لك !!
حسناً وقبل أن نقوم بإنهاء مقالنا اليوم، دعوني أنوه على بعض النقاط السريعة لنرى فعلاً هل هذه الخدمة مناسبة لك كمستخدم أم لا.
ببساطة الأمر يحتاج منك الإجابة على بعض الأسئلة البسيطة كالأسئلة التالية : هل يمكنك التأقلم مع حدود ساعات اللعب مثل الساعة الواحدة أو الست ساعات في حالة الإشتراكات المختلفة ؟ هل سيؤثر عليك عدم دعم بعض الألعاب مثل ألعاب Activision ؟ هل سيؤثر عليك عدم دعم نظام تشغيل iOS ؟
ولكن على الجانب المشرق، ستوفر لك الخدمة القدرة على لعب أية لعبة تُريدها تقريباً وبالإعدادات الرسومية التي تتمناها، لن تحتاج لدفع رسوم شهرية كبيرة أيضاً، فمبلغ 5 دولارات أو حتى 25 دولار (السعر خارج العرض) لا يُعتبر شيئاً مقارنة بشراء حاسوب بتكلفة 1000 دولار مثلاً. ولكن في المقابل ستستطيع التمتع بالخدمة من حاسوبك، أو هاتفك المحمول من أي مكان. لذا فإذا كنت من محبي التنقل أو لا تُريد دفع مبلغ كبير من المال في شراء جهاز ألعاب، وتتمتع بسرعة انترنت ثابتة لبث الخدمة بشكل سلس وسهل، فماذا تنتظر ؟!!...
?xml>