عندما قدمت AMD معالجات Ryzen 3950X و 3900X للعالم لاول مرة، اثبتت انها تخطت مرحلة كونها البديل الاقل تكلفة لـ Intel في عالم الالعاب، الي مرحلة القيادة في الأداء. فلأول مرة منذ زمن بعيد، تقدم الشركة للاعبين معالجات متفردة من نوعها في الأسواق، معالجات ذات أنوية كثيرة (أكثر من 10 أنوية) وأداء عالي في الألعاب. وهو أمر لم تستطع Intel توفيره حتي الآن.

ففي سوق المعالجات ذات الأنوية الكثيرة HEDT، وبسبب صعوبات التصنيع واستهلاك الطاقة، فان Intel و AMD قد توقفوا عن تصميم المعالج ككتلة واحدة بأنوية كثيرة في قلبه، واتجهوا الي لصق معالجات صغيرة معا لتكون معالجا كبيرا وهميا!

والفارق بين الطريقتين أن المعالج الأصلي الكبير يحوي وصلات داخلية دائرية Ring Bus، تدور في أرجاء المعالج كله وتوصل الأنوية ببعضها بأقل معدل تأخير latency ممكن، بينما لا يحوي المعالج الكبير ذو الأنوية الملصوقة هذا، وبدلا من ذلك يستعمل شبكة تواصل Grid Mesh كبيرة ذات أجزاء عديدة، تزيد من أزمنة التأخير latency بشدة، خاصة عندما تحتاج الأنوية الي التواصل فيما بينها. لذا يكون أداء المعالج الملصوق هذا أقل من المعالج الأصلي الكبير! ويكفي أن تعلم أن 50% من استهلاك طاقة المعالج الملصوق يضيع في تشغيل شبكة التواصل بين أنويته!

Zen1 وكمثال عملي علي هذا: فان أفضل ما لدي Intel ف فئة المعالجات كثيرة الأنوية هو معالج Core i9 9900X، وهي معالجات كانت ولا زالت أقل أداء من المعالجات المكتبية لدي Intel، مثل معالج i9 9900K، فالأخيرة (K) تستعمل ناقل دائري ضخم Ring Bus يوصل ما بين الأنوية، ولأنه دائري فهو يتميز بالسرعة وقلة زمن التأخير latency، بينما تستعمل المعالجات ذات الأنوية الكثيرة (X) ناقل شبكي Grid Mesh بين الأنوية، تضيع هذه الشبكة وقتا اضافيا زائدا في سرعة التواصل وتزيد من أزمان التأخير. لهذا فان معالج 9900X كان ولا يزال أقل أداء من معالج 9900K في الألعاب، بل أقل حتي من 8700K و 7700K.

فضلا عن ذلك فان كل تلك المعالجات كثيرة الأنوية تأتي بترددات منخفضة لتقلل الحرارة واستهلاك الطاقة، تلك الترددات المنخفضة تجعل أداءها أقل في البيانات أحادية الخط Single Thread من المعالجات قليلة الأنوية وعالية التردد .. وهو عيب يجعل المعالجات كثيرة الأنوية غير مناسبة للألعاب مثلا مقارنة بالمعالجات قليلة الأنوية. فتجد معالج مثل i7 8700K ذو الستة أنوية، أفضل من i7 7980X ذو الـ 18 نواة في تشغيل الألعاب! بعبارة أخري فان الترددات المستقرة لمعالجات Intel كثيرة الأنوية، أقل بكثير من المعالجات قليلة الأنوية! فمعالج 9900K يستطيع العمل بتردد 5GHZ، بينما يصل 9900X الي 4.4GHz علي بعض الأنوية بصعوبة بالغة!

ولقد استعملت AMD نفس الناقل الشبكي Grid Mesh في معالجات Ryzen، الا أنها نجحت في تحسينه بشدة في Ryzen 3000 ليغلب ما لدي Intel بوضوح، ولقد برز هذا في مقارنة معالج AMD الجديد Ryzen 9 3900X الذي يأتي بـ12 نواة، مع معالج Core i9 9920X ذو الـ 12 نواة أيضا، ليكتسح الـ 3900X معالج Intel تماما بفارق كبير، رغم تساوي المعالجين في كل شئ تقريبا، التردد وعدد الأنوية. ورغم أن سعر الـ 3900X هو نصف سعر الـ 9920X!

وأخيرا، AMD تصنع أفضل معالجات ذات أنوية كثيرة للألعاب في التاريخ!

أما عن الترددات فقد أتت معالجات AMD كثيرة الأنوية بترددات عالية رغم تحديات الحرارة والطاقة الناجمة عن العدد الكبير للأنوية، فمعالج 3900X ذو الـ 12 نواة يعمل بتردد 4.6GHz.

وأخيرا، AMD تصنع أفضل معالجات ذات أنوية كثيرة للألعاب في التاريخ!

ومعالج 3950X ذو الـ 16 نواة يعمل بتردد أعلي من ذلك أيضا: 4.7GHz! وهو تردد عال للغاية لم تصل اليه أيا من معالجات Intel كثيرة الأنوية علي الاطلاق!

وأخيرا، AMD تصنع أفضل معالجات ذات أنوية كثيرة للألعاب في التاريخ!

ورغم عدد الأنوية الكبير في معالجات AMD الجديدة، وما يمثله هذا من مشكلات تعارضات مع الألعاب، ومشكلات أزمان تأخير latency و مشكلات ترددات التشغيل الضعيفة .. الا أن AMD استطاعت التغلب علها كلها، وتقديم أداء قوي للغاية في الألعاب بتردد تشغيل مرتفع، أداء جعلها الأقوي علي الاطلاق في فئة المعالجات كثيرة الأنوية، أقوي بفارق كبير من Core i9 9900X، وفي مستوي 9900K أو أقل قليلا. وهو انجاز لم تستطع Intel تحقيقه بأي معالج ينتهي بحرف X (دلالة انه كثير الأنوية).

واحقاقا للحق فان معالجات AMD الجديدة كثيرة الأنوية لم تصل بعد الي المساواة الكاملة مع بطل Intel الحالي: i9 9900K في أداء الألعاب، فهي تتأخر عنه كثيرا في عدد من الألعاب القديمة والجديدة مثل StarCraft 2 و Far Cry 5 وأخرين، لكنها في غالبية الأحوال تقدم أداء في الألعاب يقع ما بين 8700K و 9900K، والانجاز الحقيقي في هذا انها نجحت في فعل ذلك بمعالجات كثيرة الأنوية رغم ما يمثله كثرة العدد هذا من تحديات. وهو أمر لم تفعله Intel بعد. فكل معالجاتها التي تأتي بعدد أنوية 12 و 14 و 16 و 18 تقدم أداء أقل حتي من 7700K (ذو الأربعة أنوية) في الألعاب.

باختصار لقد دمجت AMD عدد الأنوية الضخم بالتردد الأقصي بالأداء العالي في الألعاب، وهو أمر فشلت فيه الشركة قبل ذلك مع معالجات Thread Ripper كثيرة الأنوية،  والتي كان أداؤها في الألعاب سيئا، وفشلت فيه Intel مرارا وتكرارا مع جيل i9 7980X و i9 9900X. أي لم ينجح فيه أحد من قبل! الا أن كل هذا تغير مع قدوم معالجات Ryzen 9 3000 كثيرة الأنوية، بفضل درجة تصنيع 7 نانومتر.

وما يجعل انجاز AMD مهما في هذا الشأن، أنه يأتي في وقت ستأتي فيه منصات الألعاب المنزلية القادمة بمعالجات Ryzen 3000 بثمانية أنوية أيضا، مما يعني ان منصات المنازل ستصدر بمعالجات مركزية قوية للغاية، معالجات في مستوي أقوي معالجات الحاسب الشخصي PC .. وهو حال يختلف عن حال منصات المنازل الحالية أمثال PlayStation 4 و Xbox One  والتي تأتي بمعالجات مركزية ضعيفة للغاية.

وأخيرا، AMD تصنع أفضل معالجات ذات أنوية كثيرة للألعاب في التاريخ!وأخيرا، AMD تصنع أفضل معالجات ذات أنوية كثيرة للألعاب في التاريخ!

وهو الأمر الذي يعني أن مستوي الحد الأدني المطلوب لتشغيل ألعاب الجيل الجديد سيرتفع بشدة، فبعد أن كانت اللعبة تتطلب كحد أدني معالجا من فئة Core i3 أو Ryzen 3 لتشغيلها، ستتطلب علي الأقل معالجا من فئة Core i7 أو Ryzen 7 لتشغيلها. لذا فالحل الآمن أمام اللاعبين حاليا لضمان مستقبل تشغيل ألعابهم هو شراء معالجات من هذه الفئات علي الأقل: فئات Core i7 و Ryzen 7 بثمانية أنوية وتردد سريع يفوق الـ 4GHz، مثل Ryzen 7 3800X أو Core i9 9900K. وما شابههم. وهذا بحد أدني!

أما الحل المضمون والأكثر أمانا علي الاطلاق هو الارتقاء درجة فوق هذا وشراء معالجات بأنوية أكثر من ثمانية، وبترددات مرتفعة، وهو الحل الذي يتوفر فقط في معالجات Ryzen 9 3900X و 3950X. أما معالجات Intel ذات الأنوية الأكثر من 8 فتأتي بترددات قليلة نسبيا.

وأخيرا، AMD تصنع أفضل معالجات ذات أنوية كثيرة للألعاب في التاريخ!

ولهذا السبب فان معالجات Ryzen 3900X و 3950X هي الأفضل أداء للألعاب حاليا ليس فقط من جهة أنها الأقوي علي الاطلاق في فئة المعالجات كثيرة الأنوية، ولكن أيضا من جهة أنها الأكثر ضمانا وأمانا لتشغيل ألعاب الجيل الجديد المستقبلية التي ستتطلب مستويات عالية من أداء المعالجات المركزية.

إن الاستخدام الأمثل للأنوية الكثيرة في المعالجات المركزية قادم وبقوة، فالمنصات المنزلية الجديدة ستجلب معها زيادة تقعيد الرسوم باستخدام اضاءة شمولية Global Illumination وباستخدام تقنية تتبع الأشعة Ray Tracing، وزيادة تعقيد المحاكاة الطبيعية Physics، عن طريق زيادة التحريك Animation في اللعبة، وزيادة التحطيم Destruction، وزيادة مؤثرات الطقس والرياح والجسيمات Particles، وأضا زيادة تحريك الملابس بل وزيادة مسافة رسم الأجسام ثلاثية الأبعاد draw distance في الألعاب! وكل هذا في محاولة لايجاد بيانات جديدة تستغل الأنوية المتاحة! بل إن Intel اقترحت عيل المطورين زيادة تعقيد بعض المؤثرات في حالة وجود أنوية كثيرة، مثلا زيادة قوة الانفجارات وتفاصيلها في اللعبة اذا كان لدي المستخدم أكثر من 6 أنوية! وأن يحدث هذا بشكل مشروط، فلا يستطيع اللاعب زيادة تلك الرسوم الا اذا امتلك حدا أدني من عدد الأنوية!

وأخيرا، AMD تصنع أفضل معالجات ذات أنوية كثيرة للألعاب في التاريخ!

كل هذا يعني أن الأوان ربما يكون قد حان لأن يمتلك اللاعبين والمستخدمين المتحمسين معالجا مركزيا كثير الأنوية تحسبا لتقلبات الزمن وتحسبا لمقدم اجهزة الالعاب المنزلية الجديدة والعاب الجيل الجديد، وفي هذا الشأن فان اللاعب ليس أمامه سوي معالجات Ryzen 9 3950X و Ryzen 9 3900X، فهي الأفضل بلا منازع -في رأينا التقني- للألعاب المستقبلية واستعمالات الجيل الجديد. وهي الأكثر ضمانا وأمانا لتشغيل أي لعبة مستقبلية مهما بلغ تعقيدها وتعقيد رسومها.