كان فيسبوك قد أعلن منذ بضعة أيام أنه تخلص من شبكة حسابات وهمية اعتمد عليها قراصنة صينيون (بالطبع تحت إشراف حكومة بكين) للوصول للأجهزة الخاصة بمسلمي الأويغور الموجودين بالخارج. واليوم يتم اتهام شركة أبل Apple بأنها تستضيف تطبيقات تابعة لمجموعة صينية لها علاقة بالإبادة الجماعية التي تحدث لمسلمي الأويغور، لنتعرف على القصة خلال السطور التالية وما علاقة أبل بالأمر؟

ما القصة؟

أبل Apple

قال موقع ذا إنفورميشن أن متجر التطبيقات المملوك لشركة أبل سمح بتواجد مجموعة من التطبيقات المملوكة لمنظمة صينية شبه عسكرية معاقبة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية بسبب انتهاكات قامت بها لحقوق الإنسان ضد الأقليات المسلمة في منطقة شينجيانغ في الصين.

والتطبيقات المتواجدة في متجر أبل (عددهم يزيد قليلا عن عشرة تطبيقات) توفر أخبار ومعلومات حول الخدمات الحكومية وتساعد الشركات الصغيرة في إدارة طلبات التجارة الإلكترونية واصلاح المنازل ومع ذلك فقد ثبت أن تلك التطبيقات تابعة لفيلق شينجيانغ للإنتاج والبناء XPCC.

وفيلق XPCC عبارة عن مؤسسة شبه عسكرية تتمتع بسلطة على العدد من المدن الصغيرة والمستوطنات في شينجيانغ وتعتبر دولة داخل دولة (يمكن تشبيهها بشركة الهند الشرقية) وتلك المؤسسة تم اتهامها من قبل العديد من الحكومات الغربية ومنظمات حقوق الإنسان لما فعلته بمسلمي الأويغور من احتجاز وتعذيب جسدي وتعقيم أكثر من 2 مليون شخص من الذكور والإناث لمنعهم من الإنجاب وبالطبع أنكرت حكومة بكين الأمر.

ولأن أبل Apple سمحت بتواجد تلك التطبيقات في متجرها ولم تقم بإزالتهم، فقد تم توجيه اتهامات لها حيث يحظر على الشركات الأمريكية إجراء أعمال تجارية مع فيلق شينجيانغ للإنتاج والبناء والتعامل معه يعتبر انتهاكا للقائمة السوداء الخاصة بوزارة الخزانة الأمريكية.

إقرأ أيضا : هاكرز صينيون استخدموا فيسبوك لإستهداف مسلمي الأويغور

وأضاف موقع ذا انفورميشن أن شركة Apple أصدرت بيانات قالت فيه أنها قامت بمراجعة تلك التطبيقات وخلصت إلى امتثال تلك التطبيقات للقوانين الأمريكية ومع ذلك، لم يصدر أي تعليق بعد من قبل وزارة الخزانة الأمريكية.

 وسبق وتم تغريم أبل من قبل لإستضافتها تطبيقات تابعة لشركة مدرجة في القائمة السوداء ودفعت حينها مبلغ يقترب من نصف مليون دولار لوزارة الخزانة مقابل ما وصفته بأنه "دفع عن غير قصد لمطور على قائمة وزارة الخزانة الأمريكية".

أبل وسلاسل التوريد

أبل Apple

يُذكر أن العملاق الأمريكي أبل يواجه مشاكل سياسية أخرى مرتبطة بالأقلية المسلمة في شينجيانغ، حيث أفادت مواقع أن شركات التصنيع لسلاسل التوريدات لشركة أبل يستخدمون العمالة الإيغورية القسرية.

 كما يقال أن أبل ضغطت على الكونجرس لإضعاف مشروع قانون أمريكي يهدف لحظر بيع المنتجات التي تستخدم العمالة الإيغورية القسرية كما قطعت الشركة علاقتها مع شركة Ofilm Group الموردة للمكونات الصينية بسبب مزاعم بأن تلك الشركة متورطة في برنامج حكومي ينقل الأقليات العرقية من شينجيانغ لأجزاء أخر من البلاد للعمل القسري، الأمر نفسه حدث مع Pegatron Corp والمتهمة هي الأخرى بإرتكاب انتهاكات عمالية.

وإذا قامت Apple بإزالة تطبيقات الفيلق الصيني من متجرها، فقد تواجه رد فعل عنيف من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي القوميين والصاخبين بشكل متزايد في الصين ومن قبل السلطات الصينية.

أخيرا، لدى حكومة بكين تاريخ من الأنشطة السيئة تجاه مسلمي الأويغور، وبجانب ما ذكرناه في الأعلى، تم اتهامها من قبل بأنها تقوم بتتبع مسلمي الأويغور هناك وتتجسس عليهم عبر مواقع ويب مخترقة وثغرات في نظام التشغيل iOS لجهاز الآيفون.