كيف تحولت أبل لشركة لا تهتم سوى بمصالحها وأرباحها؟
لم تكن هناك شركة أكثر قيمة أو ربحية مما على أبل اليوم، جزء كبير من ذلك يعود إلى الآيفون والذي قد يكون أهم منتج قامت الشركة بشحنه خلال الفترة الماضية، ومن الصعب القول إنه لم يكن الأكثر نجاحًا، حيث تقول أبل إن هناك الآن أكثر من مليار جهاز آيفون نشط في جميع أنحاء العالم.
الشيء الأكثر إثارة للدهشة فيما يتعلق بأحدث أرباح ربع سنوية للشركة ليس لأنها سجلت رقمًا قياسيًا كما يحدث في العادة، لكنها فعلت ذلك في وقت تواجه فيه أشد الضغوط الداخلية والخارجية في تاريخها.
إذا، لماذا هناك إنتقادات لاذعة من قبل الجميع سواء المستخدمين أو مطوري التطبيقات أو المشرعين أو حتى الموظفين تجاه أبل، هذا ما سوف نعرفه خلال السطور التالية.
قوة أبل
أهم أصول العلامة التجارية لشركة أبل هي الثقة. هذا صحيح في الواقع لأي شركة. قامت أبل، على وجه الخصوص، ببناء هذه الثقة على مدار سنوات من إعطاء الأولوية للأشياء التي تهم المستخدمين مثل المنتجات عالية الجودة والتجربة الفائقة واتخاذ موقف لحماية خصوصيتهم وهو أمر يبرز في صناعة التكنولوجيا التي تركز بشدة على جني الأموال من كل تفاعل.
ومع ذلك، في الوقت الحالي، تعطي أبل انطباعا بأن هدفها الأساسي ليس تجربة العميل أو حتى حماية الخصوصية ولكن حماية النتيجة النهائية للشركة. يتعارض هذا مع أكثر ما يحبه الناس في أبل، وهي مشكلة حقيقية عندما يتعلق الأمر بالثقة.
المطورين
على سبيل المثال، واجهت أبل انتقادات شديدة وحتى دعاوى قضائية من المطورين فيما يتعلق بسيطرة الشركة على متجر تطبيقاتها آب ستور وإصرارها على إجبار التطبيقات على استخدام نظام الدفع الخاص بها داخل التطبيق (IAP). هذه هي الطريقة التي تجمع بها أبل عمولتها من 15 إلى 30 % من كل معاملة رقمية، وهو أمر بدأ العديد من المطورين في الشكوى منه لأنهم يرونه غير عادل.
والأكثر من ذلك، أن أبل قد اتبعت نهجا متشددا مع بعض المطورين، ومنعتهم من السماح للمستخدمين بمعرفة أنه يمكنهم التسجيل خارج التطبيق ورفض تحديثات تطبيقاتهم ما لم يستخدموا نظام الدفع الخاص بها (مثل لعبة فورتنايت).
يعمل هذا على تآكل السمعة الحسنة التي اكتسبتها شركة أبل من خلال بناء منصة تقول إنها مسؤولة عن أكثر من 600 مليار دولار في النشاط الاقتصادي خلال عام 2020.
الموظفين
قامت أبل بعمل رائع في شرح التوقعات للموظفين العائدين إلى العمل وقالت الشركة إنها تتوقع عودة معظم الموظفين إلى المكتب على الأقل ثلاثة أيام في الأسبوع هذا الخريف، بدءا من سبتمبر، على الرغم من أنها أجلت الموعد منذ ذلك الحين بسبب زيادة الإصابات المتعلقة بمتغير دلتا شديد العدوى.
ومع ذلك، لا يزال الموظفون غير سعداء حيث أرسلت مجموعة صغيرة من الموظفين خطابا إلى الشركة للتعبير عن إحباطهم من الطريقة التي ترغب أبل بتنفيذها من أجل عودة موظفيها للعمل من المكتب وناشدوا الشركة مراجعة الأمر.
وتسلط الرسالة الضوء على مشكلة شائعة وهي الانفصال بين كيفية تفكير المديرين التنفيذيين في سياسات الشركة والطريقة التي تؤثر بها هذه السياسات على الموظفين. حتى إذا كنت تعتقد أن شركة أبل على حق تمامًا فإن ظهور المشكلة بشكل علني ما هو إلا علامة على وجود خطأ ما.
المستخدمين
مع أحدث إصدارات من نظامي التشغيل iOS و macOS، اضطرت الشركة إلى التراجع عن التغييرات بناءً على تعليقات المستخدمين. لقد واجه متصفح سفاري، على وجه الخصوص، غالبية ردود الفعل العكسية حيث قامت أبل بإجراء تغييرات جذرية على طريقة تفاعلك مع متصفح الهاتف المحمول. إنه لأمر رائع أن تُجري الشركة تغييرات، لكن من المدهش أنها تبدو مستعدة جدا للفشل في العلن عندما يتعلق الأمر بتصميم النظام.
الكونجرس
حتى الكونجرس قد شارك في رد الفعل العنيف والإنتقادات القوية لصانع الآيفون، حيث اقترح قوانين من شأنها منع شركات مثل أبل من تضمين تطبيقاتها الأصلية على أجهزة الآيفون، ومطالبة الشركة بالسماح للمستخدمين بتثبيت تطبيقات بديلة على أجهزتها. ردت أبل على ذلك من خلال تسليط الضوء على المخاوف الأمنية المرتبطة بالسماح للمستخدمين بتنزيل التطبيقات الأخرى بشكل مباشر أو من خلال متاجر التطبيقات التابعة لجهات خارجية وتكمن المشكلة في أن المبلغ الذي يأتي من جمع عمولة أبل البالغة 30 % لا يشكل قطرة في سجل أرباح الشركة العملاقة ولهذا رفض أبل وتعنتها يجعلها تبدو جشعة.
أخيرا، قد تكون شركة أبل قوية بل واستطاعت خلال الأزمات الماضية وتفشي كورونا في أن تصبح أقوى وأكبر وهذا ما ساعدها في تحقيق الكثير من النجاح، ولكن هذا لا يعني أنها بلا أخطاء، لأن مع النجاح يكون من السهل التغاضي عن المشكلات. ومع ذلك، فهي لا تزال كامنة تحت الأرض ولكنها سوف تظهر بقوة وقد تُجبر أبل على التراجع وتمنعها من التوسع والنمو حتى يتم اصلاحها.
?xml>