لعبة الشهر: تعرف على أفضل لعبة قمنا بتجربتها خلال شهر فبراير.
لعبة الشهر.. فقرتنا الجديدة في عرب هاردوير، حيث نتحدث في نهاية كل شهر عن أكثر لعبة قمنا بتجربتها خلال الشهر والتحدث عن المميزات التي كانت في اللعبة ولماذا كانت اللعبة الأفضل بالنسبة لنا، وبالنسبة لفبراير فبكل تأكيد لعبة Valheim ستكون هي لعبة الشهر بعد منافسة شرسة مع لعبة Little Nightmares 2.
لا أعتقد أن أكثر المتفائلين داخل فريق التطوير Iron Gate AB كان يتوقع هذا النجاح الكبير لعنوان البقاء الجديد Valheim فحتى الآن اللعبة تقدم نجاحات كبيرة جداً فقد وصلت إلى 4 مليون نسخة خلال أقل من ثلاث أسابيع وهو نجاح عملاق خصوصاً إذا علمنا أن فريق التطوير يتكون فقط من خمس مطورين.
أما عن Little Nightmares 2 فنجاحها كان متوقع قليلاً لأن اللعبة تأتي بعد جزء أول قوي أيضاً وبه الكثير من اللمسات الفنية وكان من المنطقي أن يأتي الجزء الثاني من اللعبة بنفس الجودة الفنية الرائعة وهو ما حدث بالفعل.
الأهم خلال شهر فبراير أن الألعاب الهامة كانت كلها تعتبر ألعاب مُستقلة والحقيقة أن هذه الألعاب جاءت بشكل مصقول جداً وقدمت تجربة لعب رائعة وهو أمر مُبشر جداً وقد نجد الكثير من العناوين المُستقلة الجيدة خلال عام 2021.
الآن لنعود إلى لعبة Valheim مرة أخرى لنرى كيف كانت لعبة الشهر.
قبل أن نبدأ ونتحدث عن هذه اللعبة بالتحديد يجب أولاً نتحدث عن معايير اللعبة الجيدة، أي متى نقول هذه اللعبة جيدة ومتى نقول أنها لعبة مثالية أو أسطورية.
لكي تكون اللعبة جيدة يجب أن تأتي مع عدد قليل من المشاكل التقنية حتى تكون قابلة للعب بشكل سلس، وأيضاً يجب ان تكون اللعبة بمظهر جيد من الناحية الرسومية وهنا نقصد أن الرسوم تكون مقبولة وغير منفرة، وأخيراً يجب أن تحتوي اللعبة على فكرة مقبولة تدور حولها وتجعلك مربوط باللعبة.
أما إذا كنا نتحدث عن اللعبة الأسطورية فهي اللعبة التي تجعلك تشعر بالشغف تجاهها، هي اللعبة التي تفكر فيها بشكل متواصل وتفكر في الخطوات التالية لك في عالم اللعبة بشكل مستقل، بكل بساطة اللعبة الأسطورية هي اللعبة التي لا تستطيع إغلاقها لأنك متعلق بها.
صورة منتظمة ولعبة غير متطلبة على الإطلاق.
أول الأسباب التي تجعل اللعبة واحدة من أهم عناوين ألعاب شهر فبراير هو شكل اللعبة من الناحية الرسومية، حيث جاءت اللعبة برسوم أساسية جداً ولا يوجد بها الكثير من التفاصيل الهامة ولكن تم معالجة هذه الصورة بالكثير من فلاتر الضوء والانعكاسات تظهر لنا صورة رائعة في النهائية ومقبولة ومريحة جداً للعين.
بعد هذه الصورة المقبولة جداً والمريحة للعين تأتي اللعبة بشكل غير متطلب على الإطلاق، فهي لا تحتاج إلى أي عتاد تقريباً ويمكن لأي حاسب تشغيلها بسهولة تامة، كما أن حجم اللعبة صغير جداً ولن ترهقك على الإطلاق أثناء عملية التحميل.
هذه المتطلبات جعلت اللعبة تصل إلى أكبر شريحة من اللاعبين خصوصاً مع إضافة السعر المناسب جداً وهو 19 دولار فقط، لذلك رواج اللعبة كان منطقي بشكل كبير خصوصاً وأنها لعبة ممتعة بالفعل.
أنشطة ألعاب البقاء المملة أصبحت أمر ممتع.
معظم ألعاب البقاء والبناء يوجد بداخلها مجموعة من الأنشطة الدورية التي يجب القيام بها مثل إعداد الطعام أو تجميع الموارد، وهذه الأنشطة موجودة هي الأخرى في Valheim ولكن بصورة مختلفة قليلاً.
كل نشاط تقوم به تشعر وكأنك ذاهب إلى مغامرة منفصلة فمثلاً إذا كنت تريد الحصول على الحديد يجب عليك الذهاب إلى الغابة المظلمة وبدء عملية التنقيب وهي عملية قد تكون خطيرة قليلاً لأن الغابة المُظلمة ليس أفضل مكان تذهب إليه داخل اللعبة.
حتى عملية تقطيع الأشجار داخل اللعبة بها نوع من التحدي لأن الأشجار التي تقوم بقطعها قد تقع على شجرة أخرى وتحدث سلسلة من الانهيارات التي قد تؤدي بحياتك.
الكثير من اللمسات البسيطة هنا وهناك تجعلك لا تشعر بالملل أثناء القيام بهذه النشاطات وهو أمر ممتاز لأن هذه النشاطات تقوم بها بشكل دوري ومستمر.
حياتك الرقمية في عالم Valheim مشغولة جداً.
بعد فترة من تجربة اللعبة وجدت نفسي أفكر في اللعبة بشكل أكبر ووجدت أن هذه اللعبة جعلتني ارتبط بها بشكل كبير، والحياة الرقمية التي أعيشها عليها بها الكثير من النشاطات.
على سبيل المثال لقد انتقلت مؤخراً إلى منزل جديد قمت ببنائه وهو منزل كبير مكون من طابقين، والآن بدأت في بناء مُلحق جديد بالبيت عبارة عن مزرعة لتربية الـ Boars و قطعة أرض لزراعة المحاصيل.
بعد الانتهاء من المزرعة سيكون لدي الكثير من العمل حيث أنوي بناء ميناء لربط المركبة الخاصة بي عليه، كما يوجد الكثير من التحديثات التي تنتظرني فيما يتعلق بالأدوات حيث قمت ببناء ورشة الحدادة ويمكن الآن صناعة أدوات من الحديد والبرونز.
الكثير من النشاطات تنتظرني داخل هذه اللعبة وكأن الشخص يعيش أحلامه داخل هذه اللعبة فأنت تقوم بالبناء وتفكر دائماً في التوسع والبحث عن أشياء جديدة، حتى وأنا لا ألعاب اللعبة أفكر فيها فمثلا وجدت نفسي أتحدث لعقلي وأقول أنه يجب بناء كوخ صغير داخل الغابة المُظلمة لكي تستريح فيه الشخصية أثناء عمليات التنقيب الطويلة.
هذا الارتباط بالعالم والنشاطات الموجودة داخل اللعبة لم أشعر به مُنذ فترة طويلة جداً، عن صدق هذه اللعبة جعلتني ارتبط بها بشكل كبير جداً وشخصياً لم ارتبط سوى بعناوين معدودة بهذا الشكل مثل Mount and Blade و This War of Mine.
بالعودة إلى نشاطات اللعبة نجد أنها مترابطة بشكل كبير ومتدرجة أيضاً، والأهم أنه كلما تقدمت في اللعبة كلما زادت النشاطات والتطويرات وهو أمر عكس ألعاب البقاء الأخرى التي كلما تقدمت فيها كلما أصبحت أسهل.
المميز في اللعبة أيضاً ان النشاطات غير محددة واللعبة لا تقولها لك ولكن أنت كلاعب تكتشفها عن طريق التفاعل مع عالم اللعبة، وكلما اكتشفت أكثر وقمت بتجميع المزيد من الموارد كلما فتحت لك اللعبة نشاطات أخرى وأدوات جديد لكي تقوم بتصنيعها.
فكرة الخوادم في اللعبة.
أحد أبرز المميزات في Valheim هو طريقة تعامل اللعبة مع الشخصية التي تمتلكها والخوادم، فأنت تقوم بتصميم شخصية وهذه الشخصية تلعب بها على خادم خاص بك، ولكن يمكنك الذهاب إلى خوادم اللاعبين والدخول إليها بنفس الشخصية والتفاعل معها والعودة بالأدوات التي قمت بتحصيلها من هذه الخوادم.
أي أنه يمكنك الذهاب اليوم عند خادم س أو ص للبحث عن نوع معين من الموارد النادرة وبعد القيام بعملية البحث يمكنك العودة بهذه الموارد إلى خادمك الأصلي لاستخدام ما جمعته.
أيضاً يمكنك أن شخصياً بناء أكثر من خادم وكل خادم يكون له غرض معين، فمثلاً البعض يخصص خادم للتنقيم على الحديد والبعض الآخر يخصص خادم آخر للتنقيب عن النحاس وهكذا.
هذه الفكرة جعلت مجتمع اللعبة تعاوني بشكل أكبر فهو لا يحاول الاعتداء على ممتلكات الغير بل في معظم الأوقات يحاول الجميع البحث سوياً عن الموارد النادرة التي يتم استخدامها في تصنيع أدوات هامة.
لكن على الرغم من الفكرة الرائعة إلا أن المجتمع مازال مغلقلاً قليلاً والجميع يضع أرقام سرية على الخوادم الخاصة به ليلعب مع الأصدقاء فقط وهو ما يجعل اللعبة لعبة بقاء وبناء وليست لعبة بقاء وبناء جماعية.
حسناً، بعد كل ما سبق أعتقد أن لعبة Valheim تستحق أن تكون لعبة شهر فبراير بجدارة وشخصياً أعتقد أنني سأستمر في لعبها لفترة طويلة.
الآن لا تنسى عزيزي القارئ أن تشاركنا في التعليقات حول اللعبة التي كنت تلعبها طوال شهر فبراير.
?xml>