في وقتٍ من الأوقات، وجيل الألفية الجديدة قد لا يكون على وعيٍ بما سنتحدث عنه اليوم. لم نكن نستخدم ماوسات الليزر أو الماوسات البصرية في حياتنا. عوضاً عن هذا، كنا نتعامل مع ماوسات تعمل بكرة أو بلية كما كنا نسميها في مصر. 

ليتها كانت بلية حقيقية، على الأقل كان سيكون لها وظيفة بعد انتهاء فترة عمل الماوس الذي كانت كرته تشبه صفار البيض المسلوق. دعونا أولاً نشرح لكم فكرة الماوسات ذات الكرة أو البلية التي قضينا معها أياماً لا نستطيع أن نقول أنها كانت الأفضل.

طريقة عمل الماوس البلية 

تصميم و طريقة عمل الماوس البلية
 

في الماضي كانت الماوسات قطع بتصميمٍ شبه موحد. وهو تصميم القبضة الكاملة الذي تقوم بتغطية الماوس بالكامل عند استخدامه، وقد لا يناسب ذوي الأيدي الأصغر. كان كابوساً لأصحاب الأيادي الصغيرة أن يجدوا ماوس بمقاسٍ يناسب أيديهم في وقتٍ هيمنت فيه الماوسات الكبيرة على السوق.

لكن المقاس ليس أهم عنصر. الأهم منه ما تحت الغطاء، وما خفي كان ألعن. كانت هناك كرة سطحها عارٍ من الجزء السفلي للماوس. وهذه الكرة تتحرك عند احتكاكها بالسطح الموضوعة عليه أياً كان نوعه. ومن هنا تبدأ رحلة المؤشر.

هناك مستشعرات داخل الجزء الذي يحمل هذه الكرة أو البلية، وبدوره يقوم بالتعرف على حركتها داخل بيتها. هذه الحركة يتم تسجيلها من خلال المستشعرات، والتي تقوم بحساب عدد اللفات التي قامت بها الكرة داخل مكانها لكي تحولها إلى نقاطٍ حتى تحرك المؤشر على أساسها.

البطء هو الكارثة. الوقت الذي يأخذه هذا التسجيل طويلٌ للغاية. مما جعل هذه الماوسات مع الألعاب أمرٌ لا يحتمل. تخيل أنك ستحتاج لأخذ الماوس وقتها في رحلة سفر لكي تقتنص عدوك القادم في Counter Strike أو Medal of Honor: Allied Assault، وفي النهاية ينتهي بك الأمر بأخذ ثوانٍ لكي تحرك الكاميرا للخلف.

أقرأ أيضا: ما هو DPI في الماوس؟ مدى تأثيره على الألعاب و طريقة تغييره


 

عيوب الماوسات البلية القديمة

عيوب الماوسات البلية القديمة

الأزمة الأكبر بالنسبة لهذه الماوسات كانت التتبع الخاطيء. هناك دائماً احتمالية لتسجيل حركاتٍ خاطئة للماوس طالما أنه يعتمد على أكثر من معطى، بدايةً من الكرة ونهاية بالسطح الذي يتحرك عليه الماوس. هذا السطح إن لم يكن مستوياً، فهذا يعني أن مستخدم الماوس في الأغلب سيسجل الحركة الخاطئة.

وبما أن هناك قطعة تتحرك على سطح وتترك مساحة فارغة بينها وبين الجزء المجوف من الماوس، فهذا يعني أن الأتربة ستصل لهذا الجزء، بل وقد تتسخ الكرة نفسها أثناء الحركة على أسطح يغطيها أقل طبقة من الأتربة وتسجل حركاتٍ خاطئة. هذا أيضاً إن كان يعني شيء، فيعني أنك تحتاج لتنظيفه بشكلٍ مستمر.

دقة هذه الماوسات كانت محدودة للغاية. الفكرة من استخدام مستشعر مركب يعتمد على حركات كرة على سطح كان حلاً واقعياً بالنسبة للامكانيات المتاحة وقتها، لكن الناتج النهائي كان دقة غير مقبولة بأي معيار من المعايير الحديثة. هناك حركاتٍ كثيرة يتم تسجيلها بشكلٍ خاطيء أو قد لا يتم تسجيلها من الأساس، مما يجعل اللعب أو التصميم باستخدام هذه الماوسات كابوساً.

أوه، إن كنت تفكر في أشياءٍ مثل وضع أزرارٍ لتغيير الحساسية أو أزرارٍ قابلة للبرمجة، ففي الأغلب أنت من مواليد ما بعد عام 2003 تقريباً. هذه الرفاهيات لم تكن موجودة وقتها، فلا تفكر في أن تجدها في ماوس قديم وجدته في منزلك.

كيف تغلبت ماوسات الليزر على مشكلات الماوس البلية؟

طريقة عمل الماوس الليزر أو البصري

طريقة عمل الماوس الليزر أو البصري هو استخدام مستشعر صغير للغاية أسفل سطح الماوس نفسه. هذا المستشعر يلتقط آلاف الصور من مكانه للسطح الذي يقف عليه، ومن ثم يرسل الإشارات إلى المعالج المتواجد داخل الماوس لمعالجة هذه الإشارات.

هذه الإشارات هي ما يعكس حركة الماوس نفسه على سطحه، وبدوره، يقوم الماوس بفرض نظام التشغيل على تحريك المؤشر على نظام الويندوز أو أياً كان النظام. هذا يلغي مشكلة الاعتماد على قطعة ميكانيكية مثل الماوس الذي يعمل بكرة. ولهذا تقل المشاكل بنسبة كبيرة مقارنةً بالماوسات القديمة.

لكن ضعف الماوسات الليزر ظهر مع استخدامها على أسطح مستوية وناعمة بالكامل. لانه لا توجد أي رسومات دقيقة تعطي لكاميرا الماوس البصري أي احساس بالتحرك. ولهذا تجد أن الماوسات الجديدة وبالأخص الرخيصة منها تعاني على صعيد هذه الناحية.

الفرق بين ماوسات الليزر و الماوسات البصرية

الفرق بين ماوسات الليزر و الماوسات البصرية

أيضاً، تسمية الماوسات الحديثة بماوسات الليزر هي تسمية خاطئة. ليست كل الماوسات الحديثة ماوسات ليزر، بل هناك ماوسات بصرية وماوسات ليزر. أي نعم، تستخدم ماوسات الليزر والماوسات البصرية نفس فكرة المستشعر المتواجد في الجزء السفلي، لكن ماوسات الليزر في الواقع لا نرى أي إضاءة منها.

الليزر يخرج في نطاق الأشعة تحت الحمراء التي لا تراها العين المجردة. أشعة لا تضر العين وأمنة الاستخدام. المثير في الأمر أن ماوسات الليزر أفضل من الماوسات البصرية لأنها تستطيع أن تتبع الحركة بشكلٍ أكثر دقة على الأسطح العاكسة أو الناعمة أوالشفافة أيضاً. والتي قد تشكل أزمة للماوسات البصرية.

القصة كلها تكمن في الدقة

دقة الإشارة التي تصل من الماوس إلى الكمبيوتر هي الأساس وراء تطوير الماوس الليزر أو البصري. هل هذا يعني أن الماوس الذي يعمل بالكرة لم يكن الخيار الأفضل في الماضي؟ الإجابة هي لا. فقد كان الخيار الأفضل بالطبع وظل مستمراً لفترةٍ طويلة حتى بعد تصنيع أول ماوس بصري.

هناك تطورٌ دائم في كل قطع الهاردوير، وكل قطعة هي الأفضل حتى صدور القطعة الأفضل منها. بمعايير اليوم، ماوس الكرة هذا قطعة لا تليق بالاستخدام الحالي للماوسات في العمل أو في الألعاب.