انتظر جميع محبي ألعاب التصويب الجماعية خبر الإعلان عن Battlefield 6 لفترة طويلة، خاصة بعد الاستقبال الفاتر للجزء الأخير V والذي حاولت EA جاهدة إعادته للمسار الصحيح طوال السنوات الماضية دون جدوى، وبالتالي جاء الإعلان الأخير من الناشر الأمريكي بخصوص الكشف عن الجزء القادم من السلسلة هذا الربيع وإطلاقه في موسم الأعياد بمثابة نداء عاجل لجميع اللاعبين للتعرف على مستقبل واحدة من أكثر ألعاب التصويب واقعية وإثارة.

لعبة Battlefield 5 ستدور أحداثها بالحرب العالمية الأولى وستكون تخطيطية

لم تحظى Battlefield 6 بأي تفاصيل رسمية حتى اللحظة سواءً عن أحداثها أوالفترة الزمنية التي ستتطرق لها، ولذلك أردنا مشاركتكم هذا المقال الذي يركز على أبزر المزايا التي نأمل توافرها في الجزء القادم لتحقيق نجاح مدوي ونقلة نوعية في ألعاب التصويب الجماعية كما حدث قبل عقد من الزمان مع الجزء الثالث.

خرائط أضخم وأعداد لاعبين أكثر

Battlefield 6 باتلفيلد

وفقا للتصريحات الرسمية من EA، "تجلب لعبة Battlefield القادمة الحياة إلى معارك ضخمة غامرة مع لاعبين أكثر من أي وقت مضى"، هذا يعني أن المعارك المعتادة التي خاضها الجميع في إصدارات السلسلة السابقة والمقتصرة على 64 لاعب ستتغير لأول مرة، وفي ظل عدم وجود تفاصيل رسمية بخصوص تلك الجزئية حتى الآن، ليس من المستبعد وجود 128 لاعب في المباراة الواحدة مما يعتبر نقلة نوعية في ألعاب التصويب الجماعية التي تركز على جميع المعدات الحربية من دبابات وطائرات ومدرعات في آن واحد.

بالطبع الأمر ممكن وأكثر قابلية للتنفيذ مع أجهزة الجيل الجديد، وسيؤثر بشكل مباشر على كافة عناصر أسلوب اللعب بما في ذلك الأسلحة والفئات والتخصصات وتصميم الخرائط ويتطلب مجهود مضاعف لتحقيق التوازن بين جميع الأطراف قدر المستطاع لضمان توفير معارك مشتعلة على نطاق واسع تجعل أمام كل لاعب عشرات الأدوار التي يمكن التطرق لها في كل مباراة دون الشعور بالملل أو التكرار دون هدف.

التركيز على الحروب المعاصرة أو المستقبل القريب

Battlefield 6 باتلفيلد

كنت واحدا ممن نادوا بضرورة التطرق للحرب العالمية والابتعاد عن الحروب المعاصرة قبل عدة سنوات، وهي خطوة تحسب لاستديو DICE الذي قدم لنا الحرب العالمية الأولى في Battlefield 1 بشكل مذهل نال استحسان الجميع وأثر بالسلب على المنافس المباشر حينها Modern Warfare بعد إصرار Activision على التطرق للصراعات المستقبلية التي لم تعد تستهوي أي شخص.

لا شك أن BF1 تعتبر من أفضل  ألعاب التصويب الجماعية التي شهدتها الصناعة في العقد الماضي وربما طوال تاريخها، ولكن الاستمرار في تقديم نفس الحقبة مع اختلافات بسيطة في BF V جاء بأثر سلبي في ظل انتظار الجميع العودة إلى الحروب المعاصرة خاصة وأن الجزء الرابع الذي تطرق لتلك الإعدادات أنطلق بشكل كارثي أثر على مستقبل اللعبة رغم التعديلات المستمرة التي خضعت لها بعد ذلك، وبالتالي لايزال معظم محبي السلسلة يمنون النفس بإصدار مشابه للجزء الثالث الذي أحدث نقلة نوعية في ألعاب التصويب لا تزال آثارها واضحة حتى اللحظة.

هناك بالفعل شائعات تتحدث عن كون Battlefield 6 هي في الأساس إعادة تقديم للعبة Battlefield 3 بشكل مختلف، ولكني افضل لعبة جديدة تماما تركز على الصراعات الحالية أو في المستقبل القريب مع أحداث واقعية وغياب تام للأسلحة الخيالية أو المزايا المصاحبة لها مثل الركض على الجدران واستخدام دروع خاصة للحصول على قدرات خارقة، وإنما أريد لعبة Battlefield بمستوى رسومي مذهل وخرائط شاسعة ومركبات حربية لا حصر لها وأعداد لاعبين أضخم يتربصون ببعضهم البعض بأسلحة واقعية ووظائف محددة تجعلك تشعر وكأنك في ساحة معركة حقيقية وأن حياتك مهددة طوال الوقت.

نظام Levolution محسن ودمار شامل للبيئة

Battlefield 6 باتلفيلد

اكتسبت ألعاب Bad Company شهرة واسعة ونالت استحسان معظم اللاعبين ليس بفضل القصة المثيرة أو الشخصيات المميزة فقط، وإنما بفضل ميزة رئيسية افتقدتها معظم الإصدارات التالية وهي حجم الدمار والقدرة على تغيير تصميم الخريطة بدرجة كبيرة  من خلال تدمير معظم المباني الموجودة.

وفرت ألعاب السلسلة التالية بيئات قابلة للتدمير أيضا ولكن ليس بنفس الشكل أو حجم الدمار، ولعل نظام Levolution الذي ظهر في الجزء الرابع وأتاح الفرصة لإسقاط ناطحات السحاب هو أفضل إضافة شهدتها تلك الجزئية في الفترة الماضية، ولكن ما نرغب برؤيته في الجزء القادم يفوق كل ما سبق تقديمه.

بحسب شائعات سابقة، سيعود نظام “Levolution” بشكل مذهل ومختلف في الجزء القادم، على سبيل المثال في Battlefield 4 يمكن للاعبين التسبب في وقوع أحداث فوضوية مثل إسقاط ناطحات السحاب، ومن المفترض أن ترى Battlefield 6 نفس المفهوم ولكن بطريقة أقل تكرارا، بدلاً من سقوط المبنى بالطريقة نفسها بالضبط في كل مرة، سوف يسقط اعتمادًا على حجم الضرر وموقعه وبالتالي سيناريو مختلف في كل معركة.

دعونا نأمل أن يمتد هذا الأمر ليشمل عناصر أكثر تتيح للاعب التفاعل مع البيئة سواء بأبسط الطرق مثل إطلاق إنذار التنبيه عند الاقتراب من أي سيارة مما يكشف عن موقعك للأعداء، أو بشكل أكثر تعقيدا من خلال بيئة ديناميكية يمكن تغيير مظهرها في كل مباراة بحسب حجم الضرر الذي تتعرض له المنشآت داخليا أو خارجيا.

دعم Battlefield VI للعب المشترك وإطلاق اللعبة على PS5 و Xbox Series X و PC فقط

Battlefield 6 باتلفيلد

بدون شك يوجد أكثر من 150 مليون جهاز PS4 و Xbox One تم بيعهم خلال العقد الماضي في جميع أنحاء العالم، وبالتالي تفكر شركات النشر واستديوهات التطوير ألف مرة قبل اتخاذ قرار بتجاهل تلك الأجهزة والتركيز على منصات الجيل الجديد فقط، رغم ذلك لن تفي EA بالوعود التي قطعتها حول مزايا Battlefield القادمة في حال صدرت اللعبة للأجهزة التي تصل عامها الثامن بالأسواق قريبا.

إطلاق اللعبة لأجهزة PS4 و Xbox One يعني تحجيم إمكانياتها وعدم وجود فارق شاسع بينها وبين الإصدارات السابقة بالنظر للعتاد التقني القديم لتلك الأجهزة، أو تطوير نسخة مختلفة لكل جيل وهو ما سيؤثر بالسلب أيضا على جودة العنوان والمشاكل التقنية وخريطة دعم ما بعد الإطلاق  ومعدل الإطارات ودقة العرض مما يعني أفضلية لأصحاب المنصات الجديدة.

أقرأ أيضا: "مايكل باكتر: مبيعات Battlefield 6 ستكون أسوأ من المتوقع" أقرأ أيضا: "EA: لدينا أفكار طموحة و مجنونة للعبة Battlefield 6"

تقديم ملحمة حربية حقيقية ومزايا لم يسبق تقديمها مثل أعداد اللاعبين المضاعفة والخرائط الشاسعة يتطلب التركيز على PS5 و Xbox Series X و PC فقط، مع الأخذ بعين الاعتبار توافر المزيد من أجهزة الجيل الجديد بالأسواق خلال الشهور القادمة التي تسبق إصدار اللعبة في نهاية 2021 (ما لم يكن هناك تأجيل مفاجئ).

على الجانب الآخر، تمتلك ألعاب Battlefield دورة حياة أطول مقارنة بألعاب التصويب الأخرى مثل Call of Duty على سبيل المثال، وبالتالي فدعم اللعب المشترك بين الأجهزة المختلفة لن يساعد المستخدمين على اللعب مع أصدقائهم باختلاف المنصة فقط، وإنما سيقضي على واحدة من أبرز مشاكل العنوان وهي قلة أعداد اللاعبين بعد مرور عدة سنوات وصعوبة إيجاد مباريات بسرعة، دعونا نأمل أن يتم دعم تلك الميزة منذ يوم الإطلاق مع خيارات إضافية لتحقيق التوازن  مثل العثور على منافسين يستخدمون نفس وحدة التحكم أيا كانت المنصة المستخدمة في اللعب.

خطة دعم مجانية ونظام مشتريات مخصص للاكسسوارات

Battlefield 6 باتلفيلد

بالنظر لكون نظام المشتريات مقابل أموال حقيقية (Microtransactions) أصبح واقع ملموس في معظم ألعاب الفيديو، لا مانع من التطرق لتلك الخدمة في الجزء القادم من لعبة التصويب الشهيرة (وهو ما سيحدث سواء وافقنا أو اعترضنا) بطريقة لا تستفز المستخدمين ولا ترجح كافة من يدفع أكثر، الاستراتيجية الأمثل هنا هي كون هذا النظام مخصص للحصول على ملابس وإكسسوارات مختلفة ومميزة أو تعديل مظهر وشكل المركبات بطريقة لا تؤثر بأي شكل من الأشكال على أسلوب اللعب أو ترجح كافة لاعب على حساب منافسه بسبب استخدام المال.

في نفس الوقت أثبتت خطط الدعم المجانية على المدى الطويل تحقيق نجاح أوسع وأضخم وعائدات أكثر من المحتويات المدفوعة، وبالتالي سيكون من الغباء تقسيم مجتمع اللاعبين بعد الإصدار بفترة من خلال توفير خرائط أو جيوش إضافية بمقابل مادي كما كان يحدث في الإصدارات السابقة، وهو ما يجعل كلا الطرفين يعاني سواء من لا يرغب بدفع أموال إضافية ويحرم من تجربة المحتوى الجديد، أو حتى من يقوم بشراء الإضافة ويعاني من قلة أعداد اللاعبين في المحتوى الحصري مقارنة بأطوار اللعب الرئيسية المتاحة للجميع وقت الإطلاق.

خطة دعم مجانية طويلة الأمد مع خرائط وأسلحة وجيوش جديدة كل فترة تضمن للعنوان الاستمرار على الساحة لسنوات طويلة دون الحاجة لإطلاق جزء جديد، أو إتباع نظام مشابه لما تم تقديمه في Rainbow Six Siege حيث إمكانية فتح الشخصيات الجديدة عن طريق اللعب لفترة أطول لكل من لا يرغب في إنفاق أمواله على المحتويات الإضافية المدفوعة.

 تلك المزايا الخمسة بالإضافة إلى تفادي أخطاء الماضي مثل المشاكل التقنية والمحتوى المحدود وقت الإطلاق تعتبر كافية لعودة سلسلة Battlefield للطريق الصحيح في جزئها القادم وربما تحقيق أضخم نجاح في تاريخها ووضع قواعد وأسس جديدة لألعاب التصويب الجماعية.

سواء كنت توافقنا الرأي أو تمتلك وجهة نظر مختلفة بخصوص اللعبة، شاركنا رأيك في خانة التعليقات أدناه.