لقد سمعتنا نتكلم من قبل -أو قرأت لنا، لا فارق- عن أضرار الضوء الأزرق الذي يخرج من الشاشات. العديد من المتابعين لنا لا يعرفون لماذا اللون الأزرق بالذات هو العنصر الضار على أي شاشة إلكترونية، أعني...لماذا لا يكون اللون الأحمر هو المضر؟ لماذا لا يكون الأخضر؟ أهذه مجرد دعابة أو محاولة لبيع شاشة في الماضي فتوجه الجميع للحديث عن اللون الأزرق؟ لا.

هنا يجب أن نأخذ بضع الدقائق من وقتك لكي نتحدث سريعاً عن أضرار الضوء الأزرق وكل ما يخصه من ناحية شاشة الكمبيوتر التي تقوم بإستخدامها. هذا الضوء الذي يؤثر على صحة عينيك يمكن التغلب عليه، فلا تقلق من هذه الأزمة. لكن، قبل كل هذا، يجب أن نعرف ما هو الضوء الأزرق في الأساس.

ما هو الضوء الأزرق؟

إقرأ أيضاً: دليلك لمعرفة أهم المعايير المطلوبة عند شراء شاشة إحترافية!

أضرار الضوء الأزرق في شاشة الكمبيوتر

إن كنت تقرأ لنا بعد إنتهائك من الثانوية العامة، فأنت محظوظ. سنستحضر بعض الكلمات من دروس الفيزياء الخاصة بهذا المنهج الشهير والذي لا يحبه أحد. لنتعامل مع الضوء وكأنه إشعاع إلكترومغناطيسي له مدى كبير من الترددات، الطاقات وأطوال الموجة الخاصة به والتي تبدأ من "الجاما" إلى العالم كله نظراً لعدم وصول العلماء إلى سقف الإشعاعات بعد.

هذا المدى الكبير لا نستطيع أن نرى منه إلا كسر صغير يمكننا أن نراه تحت إسم "الطيف المرئي" والذي يأتي بطول موجة يتراوح بين 400 إلى 700 نانومتر. ألوان هذا المدى هي ألوان الطيف التي نعرفها. إنتظر، أنت تتذكرها...أليس كذلك؟ ألوان الأحمر، البرتقالي، الأصفر، الأخضر، الأزرق والبنفسجي.

اللون الأزرق هو صاحب أصغر مدى في هذه المجموعة من الألوان بسبب وجود فوتونات عالية الطاقة في هذه المجموعة من الألوان. العديد من التقنيات التي نراها في الشاشات الحديثة تقوم بإستخدام هذا المدى من الألوان مع العلم أن اللون الأزرق مصدره الأساسي هو ضوء الشمس.

إذاً، ما المشكلة التي تحدثني عنها هنا؟

اللون الأزرق المصطنع والذي يأتي من إضاءات الـ LED والـ OLED يعمل بشكل مخلتف قليلاً عن اللون الأزرق الذي يأتي من الشمس. هذا الضوء يعمل في مدى 380-500 نانومتر فقط لا غير. الكارثة هنا في المدى الذي نراه داخل هذا المدى وهو من 415 إلى 455 نانومتر فقط وهو الأكثر إيذاءً في أي شاشة.

هذا المدى هو مدى الضوء الظاهر ذو الطاقة العالية. هذا هو الضوء الأزرق الذي يأتي من شاشة اللاب توب، شاشة الهاتف الذكي أو شاشة سطح المكتب الخاصة بك. أي نعم، النظارة الشمسية تساعدك على التخلص من هذا الضوء، لكن...هل سترتدي نظارة شمسية في كل مرة ستجلس على مكتبك وتقوم بتشغيل الكمبيوتر الخاص بك؟ بالطبع لا!

أنا، على سبيل المثال، ككاتب محتوى ومحرر في عرب هاردوير، أجلس على جهاز الكمبيوتر لفترة قد تصل إلى عشرة ساعات في اليوم للعمل واللعب. لا تنسى أيضاً أنني أقوم بإستخدام هاتف ذكي طوال اليوم للتواصل مع فريق العمل في بعض الأحيان أو من أجل التواصل مع أصدقائي.

لا تنسى أيضاً أن أكبر مشكلة في العالم بالنسبة للعيون هي قصر النظر، وأنا منهم إن سألتني. في بضع الأحيان، أعاني من الصداع في أحيانٍ كثيرة مع الإحساس بالجفاف في عيني وأنا أقوم بالجلوس على الكمبيوتر لفتراتٍ طويلة. هل ترى كيف أضحي من أجلك لكي تقرأ ما هو هادف؟ العفو، العفو!

هل الأمر مرتبط بالسن؟

أضرار الضوء الأزرق في شاشة الكمبيوتر 2

تأثيره مرتبط بالسن، نعم. كل من هو تحت سن الـ 14 سنة ويقوم بإستخدام الأجهزة اللوحية وأجهزة الهاتف الذكية لفتراتٍ طويلة دائماً في خطر. حتى سن الرابعة عشر، لا تزال قرنية العين في تطور ونمو. إستخدام هذه الأجهزة بالنسبة للأطفال لوقتٍ طويل يعتبر أمر خاطيء لأنه سيزيد من إحتماليات الإصابة بقصر النظر. أعني...إن كان لك أخ صغير أو كنت أباً، خصص وقتاً معقولاً للطفل مع هذه الأجهزة.

بالنسبة لنا نحن، الكبار، لدينا مشكلتنا الخاصة. الضوء الأزرق لا يدخل فقط للعين، بل يدخل بدايةً من الشبكة إلى خلف العين ليقوم ببناء نفسه مع مرور الوقت. هذا التأثير يجعل العين مجهدة مع الإستخدام الطويل، يعرضها للجفاف والتعب الغير مفروض عليها من الأساس للتعامل معه.

السبب يرجع إلى تردد، طاقة وحرارة اللون الأزرق نفسه وهو ما يؤثر على شبكة العين وخلاياها، مما قد يسبب مشكلة التنكس البقعي للعين والتي لن تجد لها أي علاج إلا عملية جراحية في عينك ولا أحد يريد هذا بعدما رأينا جميعاً فيلم Final Destination، أليس كذلك؟

لماذا تخرج شاشة الكمبيوتر هذا اللون بكثافة مرتفعة؟

أضرار الضوء الأزرق في شاشة الكمبيوتر

معظم شاشات الكمبيوتر التي يتم إستخدامها حالياً تستخدم لوحة بطبقات من الكريستال السائل بين مجموعات من الفلاتر والإلكرتودات. هذه هي شاشات الـ LCD التي نقوم بإستخدامها من أجل الألعاب في أغلب الأحوال والتي تحتاج إلى مصدر ضوء لإظهار الصورة التي يتم وضعها على سطح الشاشة نفسها.

لا، إضاءة غرفتك ليست هي العنصر المسؤول عن هذه الإضاءة. العنصر المسؤول هنا هو الـ LED التي يتم إستخدامها كمصدر ضوء عوضاً عن الكاثود الذي كنا نراه في الماضي في الشاشات القديمة بسبب الفوارق التي وضعتها وحدات الـ LED مقارنةً بهذه الشاشات.

مجموعة الـ LED التي يتم إستخدامها في هذه الشاشات يتم وضعها خلف اللوحة أو في حواف الشاشة نفسها لكي تعطي مصدراً للإضاءة يستطيع الإنتشار على سطح الشاشة بالكامل. الأكثر إستخداماً في هذه الحالة هي الـ LED الخاصة باللون الأبيض والأزرق في شاشة الكمبيوتر.

الـ LED الزرقاء تقوم بإخراج الإضاءة الخاصة بها في مدى الـ 450 إلى الـ 470 مليمتر مع إستخدام الفوسفور الأصفر. هذا الخليط يبدو وكأنه أبيض اللون عند النظر إليه مباشرةً، وهذا هو السبب الأساسي في إخراج اللون الأزرق من شاشة الكمبيوتر بشكل كبير.

الكارثة هنا هي أن وحدات الـ LED البيضاء تتدهور مع مرور الوقت، مما يقوم بإخراج اللون الأزرق بشكل أكبر. هذا الأمر يحدث بسبب صبغة الفوسفور الصفراء التي تمنعها من إمتصاص اللون الأزرق، مما يؤدي إلى إرهاق العين عند النظر إلى الشاشات بعد وقتٍ من إستخدامها.

كيف تغلبت شركة BenQ على أضرار الضوء الأزرق في شاشاتها؟

هل حقاً تحقق تقنية Eye-care مع شاشات BenQ حماية فعاله لأعيننا؟ أم هي مجرد دعاية؟

إن ذكرنا حماية العين، فلا نجد أفضل من BenQ التي تقوم دائماً بتطوير شاشاتها للتخلص من هذه المشكلة مع تقنيات الحماية الخاصة بها. تقوم شاشات BenQ بالتخلص من اللون الأزرق الذي يأتي في مدى 420 إلى 480 نانومتر لكي تخفف من أضرار الضوء الأزرق الذي يخرج من شاشاتها.

كما ذكرنا، الضوء الذي سيدخل من شبكة العين لكي يؤذيها هو اللون الأزرق، BenQ تعلم هذا. لم يقف الأمر عند هذا المدى فقط، بل وصل إلى تقنية BenQ التي تقوم بالتخلص من الدرجات البسيطة أيضاً وهي "BenQ Low Blue Light Plus" التي تقوم بالتخلص من هذه الدرجات في مدى 420 إلى 455 نانومتر والذي يعتبر أيضاً من أخطر درجات هذا اللون.

هذه التقنية متوفرة في معظم شاشات BenQ في الوقت الحالي. شاشات الألعاب، الإستخدام المكتبي أو حتى الإستخدام الترفيهي من هذه الشركة تأتي بهذه التقنيات. أي نعم، BenQ ليست الشركة الوحيدة التي توفر هذه التقنيات، لكنها تعتبر من أفضل الشركات التي قامت بتبنيها.

في النهاية..

حاول دائماً أن تبحث عن الشاشة التي تأتي بالتقنيات التي تخلصك من هذه المشكلة حتى لا تجهد عينيك أثناء إستخدام شاشة الكمبيوتر الخاصة بك. أعني...سلامتك أهم من كل شيء، أليس كذلك؟