كيف تختار هاتفك الذكي الجديد
الهاتف الجوال الذكي smart phone هو أحد أهم القفزات التكنولوجية الحالية، وأصبح أحد الوسائل الهامة لدخول وتصفح خدمات الويب كافة. ولقد بدا هذا واضحا من توجه كثير من الشركات إلى إنتاج برمجيات موجهة لمنصات أنظمة الهواتف المحمولة،
على رأس القائمة تأتي برامج المحادثة والدردشة، وبرامج التصفح وخدمات جلب الأخبار والمعلومات من ملقمات rss وبرامج التزامن synchronization وبث الفيديو والصوت. وتؤكد بعض الأرقام أن الهاتف الجوال سيصبح هو الوسيلة الأكبر لدخول الإنترنت عام 2020. لهذا سارع كثير من مطوري ويب في تحديث وتطوير بوابات ومواقع انترنت لتتوافق مع الهواتف المحمولة، سواء ببناء تطبيقات ويب جديدة كليا، أو اضافة سمات وتخصيص صفحات تتعرف على متصفح الجوال وتعرض صفحات مخصصة لهذا النوع من التصفح مباشرة. وسواء كنت تتصفح ياهوو أو جوجل أو فيسبوك أو فليكر….. الخ فأنت ستتصفح نسخة مخصصة للجوال أتوماتيكيا، مالم تختر أنت الانتقال للصفحات الكاملة. (موقع عرب هاردوير يدعم التصفح عبر الجوال أتوماتيكيا).
إن استخدامنا لهواتفنا المحمولة (شئنا أم أبينا) أصبح مرتبطا بالكثير من المهام الأخرى التي تتعدى ارسال واستقبال المكالمات. واصبحت الهواتف المحمولة تمثل كنزا في جيوبنا وعبئا اضافيا على عقولنا. ولذا فأنت صرت مطالبا بالبحث عن الاستخدام الأمثل لهاتفك المحمول تبعا لنمط حياتك ورغباتك المتلاحقة والمتطورة، ومدى تسارع أعمالك. بل لم يعد اختيارك لهاتفك المحمول أمرا سهلا يعتمد على الشكل، بل صار يبدأ من مرحلة اختيار نظام التشغيل ونوع الخدمة ومدى التطبيقات التي ترغب بها. فما بين أنظمة سيمبيان ولينوكس وجافا وأندرويد وأبل وبالم وبلاك بيري وويندوز (كانت تصنف الأجهزة المزودة بويندوز على أنها حواسيب جيب وليست هواتف ذكية)، تتنوع الخيارات المتعددة وتتباين معها أسعار الهواتف نفسها ومستقبل تلك الهواتف.
على سبيل المثال لو أنك ممن يحتاج إلى البريد الإلكتروني باستمرار فلا غنى لك عن هواتف بلاك بيري، بينما احتياجك لتطبيقات المالتيميديا ستدفعك غالبا إلى اقتناء هواتف أبل أو هواتف مزودة بنظام أندرويد… وهكذا. وهذا يعني أنك عندما تخطط لشراء هاتف جديد لابد من النظر إلى العوامل والمتغيرات التالية:
الإستخدام: استخدامك الاساسي لجهاز الهاتف الذكي يحدد لك نقطة انطلاق اساسية بدءا من نوع نظام التشغيل ونوع الهاتف نفسه، اعتمادا على البرمجيات والأدوات التي (تحلم) بوجودها على هاتفك، والخدمات التي تقدمها شركات تزويد خدمات الاتصال (كاتصال الفيديو مثلا أو تصفح الانترنت). لذا اهتم بالنقاط التالية عند تقييم استخدامك لهاتفك الذكي:
- نوع نظام التشغيل: هو النظام الذي يشغل الجهاز مثل هواتف تأتي بنظام ويندوز أو بلاك بيري أو أندرويد أو آيفون. وكل نظام له مميزات عن الآخر تنعكس على هاتفك عموما، كسرعة أو بطء الهاتف، عدد التطبيقات والبرامج التي يمكن تنزيلها على جهازك، مدى سهولة توصيل جهازك بجهاز الكمبيوتر وسحب بياناتك من وإلى، التحديث. مدى جمال وسهولة التعامل مع النظام، أعني بها مدى قدرتك على التجول في الهاتف وتعديل الخيارات والخصائص وتغيير الخلفيات والألوان.
- نوع الهاتف: البعض يحب هواتف اللمس المتعدد، والبعض الآخر يفضل الهواتف التي تأتي بلوحة مفاتيح كاملة مثل هواتف بلاك بيري أو نوكيا الفئة E مثلا. وهناك بعض آخر يفضل النوعين كما هو الحال مع بعض هواتف HTC أو بلاك بيري الجديدة. إن استخدامك للهاتف وراحتك للطريقة التي يقدمها لك في الكتابة والتعامل هي أحد العوامل التي يجب وضعها دوما في الحسبان عند الإختيار.
- البرمجيات والأدوات: هواتف آيفون وأندرويد وبلاك بيري تأتي بمتجر تطبيقات ضخم يضع تحت يديك مئات البرامج التي تحول هاتفك إلى محطة متكاملة، من بريد إلكتروني وشبكات إجتماعية وإدارة مهام، وحجز فنادق، ومتابعة رحلات طيران، وبرامج ملاحة متكاملة، وصولا إلى كم كبير من الألعاب الترفيهية. الهدف من هذا هو جذب العميل إلى الهاتف بطريقة يتآلف بها مع الجهاز ويتعلق به أكثر. لذا عليك أن تجرب وتسأل عن مدى توافر التطبيقات التي تحبها وتهواها على المتجر الخاص بالهاتف قبل أن تشتريه.
التوافقية: توافق جهازك مع أجهزة الكمبيوتر الشخصية هي أحد المتغيرات الهامة اﻵن في حياة المستخدمين، إذ لم يعد خفيا أن كثرة البيانات وتراكمها وتعددها صار يحتاج إلى مزيد من الحيطة والحذر في المقام الأول ﻷتمام عمليات النسخ الإحتياطي للبيانات من جهة، ولنقل وتزامن البيانات الموجودة على حواسيبنا مع بيانات هواتفنا المحمولة. وفي هذا الصدد يجب التويه إلى أن هناك هواتف كثيرة لا يمكن مزامنتها مع أنظمة لينوكس، في حين أن أنظمة تشغيل ويندوز للأجهزة المكتبية تستحوذ على نصيب الأسد من مقدمي ومصنعي نظم تشغيل الهواتف الذكية.
مزود الخدمة: الهاتف الذكي في حد ذاته لا يمكن استغلال كل امكانياته دون مزود اتصال جيد. فامتلاكك لهاتف يدعم الاتصال المرئي (مكالمات الفيديو) لا يعني قدرتك على إجراء هذه المكالمات مالم يدعم مزود الاتصال لديك هذه الخدمة أصلا. وهو نفس الحال مع استقبال وارسال البريد اﻹلكتروني أو تصفح انترنت أو تشغيل برامج الدردشة. وهذه المقارنة تخضع إلى عوامل أخرى كالسعر والدعم الفني وسمعة الشركة في السوق…الخ. بعض المستخدمين يلجا إلى اختيار هاتف محدد لوجود عروض ترويجية من شركات تزويد الإتصالات، والبعض الآخر يحجم عن شراء هواتف ذكية بعينها لارتفاع تكلفة الإشتراك في حزم بيانات مخصصة لهذه الهواتف، فمثلا يلجأ البعض لشراء هواتف بلاك بيري لأن اشتراك بلاك بيري يوفر حزمة بيانات كبيرة أقل سعرا من حزمة بيانات هواتف آيفون. وهذا الأامر يختلف من شركة لأخرى ومن دولة لأخرى. يجب أن تسأل جيدا عن هذه النقطة قبل أن تتسرع بالشراء.
المواصفات الملحقة: من منا لا يريد أن يلتقط صورا واضحة لمواقف تمر بحياته ويشارك هذه الصور عبر مواقع الشبكات الإجتماعية أو مواقع ألبومات الصور؟ ومن منا لا يريد تصفح انترنت عبر الشبكات اللاسلكية المحلية WiFi توفيرا لاستهلاك حزمة البيانات من مزود الاتصال؟ ومن منا لا يريد نقل ومشاركة ملفاته بالبلوتوث مع الأصدقاء؟ ومن منا لا يريد تخزين مقطوعات كبيرة من الصوت والفيديو على شريحة ذاكرة بحجم 8 جيجا بايت؟ اختياراتك هذه هي التي تحدد المواصفات الهاردويرية التي تحتاجها في هاتفك والأخرى التي تستطيع الاستغناء عنها. لذا قد تلاحظ أن بعض الهواتف تأتي بسعر جيد لكنها قد تفتقر إلى اتصال شبكي لاسلكي Wifi أو دون دعم لبطاقات الذاكرة الخارجية، هنا يجب أن تحسب احتياجاتك الحالية والمستقبلية وفارق السعر قبل أن تتخذ قرار الشراء.
السعر: من العيب بل قد يصل إلى حد السفه أن تشتري (أغلى) جهاز لمجرد أنه اغلى جهاز. وحتى بعد أن اخترت وحدد كل المعايير السابقة وانحصرت اختياراتك بين اثنين أو ثلاثة أجهزة، فحتما سيبقى السعر هو الفاصل الأخير في مشوار شراء هاتف ذكي. وعليك دوما أن تضع إختياراتك ورغباتك في قالب السعر أو الميزانية التي رصدتها لعملية التجديد، وانتبه جيدا إلى معدل الإنفاق الشهري على خطط البيانات. هذا أمر مهم جدا فقد يرهققك الهاتف بفاتورة كبيرة جراء استخدام إنترنت.
الخلاصة:
الأمر برمته قد يبدو للبعض معقدا وأنا أتحدث بهذا الاسلوب عن مرحلة شراء هاتف محمول جديد، لكنها الحقيقة التي يجب أن نؤمن بها، وأن نتعلم من أخطاء كثيرة في الماضي مررنا بها ايام شراء حاسوبنا الأول، ونحن لا نهتم بعدد من المعايير التي كلفتنا لاحقا تغيير الجهاز باكمله.
إنها التقنية الحديثة التي يجب أن نؤمن بسطوتها على المستقبل القريب، وأن نعمل على استغلالها للأحسن وليس للأسوأ. إنه زمن الهواتف الجبارة القادم…. لا محالة.
بقلم: محمد كمال