
10 أشياء يجب أن تضعها في الاعتبار عند شراء لابتوب جديد
أن تشتري لابتوب جديد هذه الأيام هو أمرٌ في غاية الصعوبة. ليس بسبب الأسعار فقط -وإن كان هذا العامل الأهم-، وإنما لوفرة الخيارات أيضًا. صحيحٌ أن الأمر ليس كالبحث عن إبرةٍ في كومةِ قش، ولكنه ليس بالسهولة التي يتوقعها البعض أيضًا. سنتحدث في هذا المقال عن أهم الاعتبارات الواجب أخذها في الحُسبان عند شراء لابتوب جديد حتى لا تُضطر -كشخصٍ يتحسس طريقه إلى عالم الهاردوير- إلى الدخول في دوامة ومعضلة الاختيار. إذا كنت شخصًا مُخضرمًا في عالم الهاردوير والحواسيب المحمولة تحديدًا، فقد لا يكون هذا المقال مفيدًا جدًا بالنسبة إليك، عدا ذلك، ستستفيد وستتمكن من الحصول على اللابتوب الذي يناسب احتياجاتك حقًا.
انتبه لهذه الأشياء عند شراء لابتوب جديد
1. نظام التشغيل
عليك أن تختار نظام التشغيل قبل أي شيء، وهناك 4 خيارات أساسية تكون المفاضلة بينها على أساس طبيعة استخدامك وتفضيلك الشخصية:
- Windows: النظام الأول والأكثر شهرة على مستوى العالم، يتميز بواجهة استخدامٍ سهلة ومألوفة ويدعم مجموعة واسعة من التطبيقات والبرامج مما يجعله مناسبًا للمستخدمين العاديين والمحترفين على حدٍ سواء. إذا كنت ممن يفضلون هذا الأمر، جنبًا إلى جنب مع تطبيقات الأوفيس وما إلى ذلك، فالويندوز هو اختيارك المثالي، ولكن لا تنسَ؛ هذا النظام معرض للاختراقات الأمنية والمشاكل التقنية بشكلٍ كبير.
- macOS: قد يكون الأنسب للمبتدئين، ولكن سعر أجهزة Mac لا يُناسب الجميع. يُعرف هذا النظام بالتكامل السلس مع أجهزة Apple، ويقدم تجربةً رائعة تتميز بأناقتها وموثوقيتها، وعلى عكس الويندوز، يشمل هذا النظام ميزات أمانٍ قوية مثل "Gatekeeper" و"XProtect"، والتي تساعد في الحماية ضد البرمجيات الخبيثة، ولكن هل يعني هذا أن نظام Mac مُحصن بالكامل؟ قطعًا لا؛ هو فقط أقل عرضة للفيروسات مقارنة بنظامٍ مثل الويندوز.
- ChromeOS: من تطوير Google، وهو نظام تشغيل خفيف الوزن مُصمم بشكلٍ أساسي للتطبيقات المستندة إلى الويب والحوسبة السحابية. لذا إذا كان معظم استخدامك للابتوب مُقتصرًا على تصفح الويب وإنجاز مهامك عليه، فقد تكون أجهزة Chromebook هي خيارك الأمثل، خاصةً وأن سعرها مناسب وأن أجهزة الـ "Chromebook Plus" الجديدة ستقدم أداءً أفضل، ولكن هناك مشكلة: لن تعمل تطبيقات مثل Adobe Creative Suite، وبعض التطبيقات الأخرى مثل الأوفيس ستعمل، ولكن ليس بأفضل أداء.
- Linux: أحد أفضل أنظمة التشغيل على الإطلاق من ناحية الأمان والاستقرار، ولكن صعوبة استخدامه تعيبه. أضف إلى ذلك أنه لا يدعم الكثير من التطبيقات الشهيرة مثل الأوفيس وبرامج أدوبي. صحيح أن هناك بدائل، بل هناك توزيعات كاملة مُصممة لتلبية احتياجات المستخدمين المختلفة، ولكن عدم دعمه لأشهر التطبيقات والبرامج لا يجعله خيارًا مرجحًا لدى الكثيرين.
2. المعالج
نأتي الآن لأهم قطعة في الحاسوب؛ المعالج؛ عقله؛ القطعة التي لا يُمكن الاستغناء عنها بأي حال كونها المسؤولة عن القيام بجميع العمليات على جهازك. يُسيطر على سوق المعالجات شركتا Intel وAMD. الأولى كانت الأفضل لوقتٍ طويل وكانت معروفةً بشرائحها الأسرع في السوق، ولكن مؤخرًا أصبحت الكفة تميل للعملاق الأحمر لاسيما بعد مشاكل الجيلين الثالث والرابع عشر من Intel.
معالجات Intel
تُقسم معالجات إنتل الأخيرة، أو معالجات الـ "Core"، إلى التصنيفات أو الفئات الرئيسية الأربعة الآتية:
- Core i3: للمهام الأساسية مثل تفقد البريد الإلكتروني وما إلى ذلك.
- Core i5: للاستخدامات اليومية والألعاب الخفيفة وتعدد المهام البسيط.
- Core i7: للاستخدامات السابقة، ولكن على مستوى أكبر قليلًا.
- Core i9: التصنيف الأعلى من معالجات إنتل وعادة ما يُوجد بأجهزة Workstation.
بعد أن تستقر على إحدى التصنيفات، عليك أن تُفكر في الجيل، وهو الرقم الذي تجده بعد اسم التصنيف، على سبيل المثال: "Intel Core i7-13700K". هنا نتحدث عن معالجات من تصنيف الـ Core i7 ومن الجيل الثالث عشر، الذي صدر في 2022 بالمناسبة، وقبله الجيل الثاني عشر في 2021، والحادي عشر في 2020، وطبعًا كلما كان الجيل أحدث، كان المعالج أفضل، وإن كان هذا لا يعني اختيار الجيل الأحدث دائمًا لأسبابٍ ليس الآن أوانها.
جديرٌ بالذكر أن هناك حواسيب كثيرة تعتمد على معالجات الـ "Celeron" والـ "Pentium" وغيرهما من معالجات Intel، ولكن هذه المعالجات ضعيفة للغاية ولا نُرشحها لأي شخص هذه الأيام. لاحظ أيضًا أن هناك حرفًا موجودًا بجوار رقم الجيل في المثال السابق (حرف الـ K)، وهذا سنتحدث عنه في مقالٍ مستقبليّ قريبًا. حتى ذلك الحين، حاول أن تسأل مختصًا عند شراء لابتوب جديد.
معالجات AMD
على غرار معالجات Intel، تمتلك AMD تشكيلتها الخاصة المُقسمة إلى:
- Ryzen 3: للمهام الأساسية والبسيطة.
- Ryzen 5: لتعدد المهام البسيط.
- Ryzen 7: الموجه للاعبين والمبدعين.
- Ryzen 9: لأجهزة "الورك ستيشن" والمحترفين.
وأيضًا تمتلك معالجات AMD أجيالها الخاصة مثل الجيل الخامس الذي صدر في 2020، والجيل السادس المُعلن عنه في 2021، والسابع في 2022، فضلًا عن الأحرف المختلفة المرافقة لأسماء المعالجات مثل "Ryzen 7 1700X".
وكالعادة، إذا وجدت أجهزة لابتوب موسومةً بمعالجات "A-Series" أو "Athlon" من AMD، فحاول أن تجد بدائل أفضل لأن هذه المعالجات ضعيفة جدًا هذه الأيام، مثلها مثل معالجات الـ "Celeron" والـ "Pentium".
الأمر لا يقتصر على Intel وAMD
بالإضافة إلى Intel وAMD، هناك معالجات أخرى مثل تلك المبنية على معمارية ARM، كمعالج Qualcomm Snapdragon X، والذي أحدث ضجة كبيرة هذا العام عندما تم الترويج له على أنه المعالج الوحيد الذي يدعم قدرات الذكاء الاصطناعي الجديدة من ميكروسوفت، والموجودة في أجهزة "Copilot+"، وإن كانت ميكروسوفت قد صرحت أن هذه الأجهزة ستعمل بمعالجات Intel وAMD في وقتٍ لاحق. علاوة على ذلك، تأتي المعالجات المبنية على ARM ببطاريات قوية، كما تتوافق مع العديد من التطبيقات، وطبعًا تقدم أداءات جيدة، ولكن سعرها مرتفع بعض الشيء.
على الجانب الآخر، تصنع شركة Apple معالجاتها الخاصة وتستخدمها في أجهزتها المختلفة بدايةً من هواتف الآيفون وحتى الماك بوك، وعلى عكس الشركات الأخرى، فإنها تراعي التسميات البسيطة لحسن الحظ فنراها تنعت شرائحها بالـ M1، وM2، M3، على أنّ الأول هو الأقدم والأبطأ والأخير هو الأحدث والأسرع. ولا حاجةَ لذِكر ارتفاع أسعار أجهزة أبل ومعالجاتها بالطبع، ولكنك مقابل ذلك ستحصل على أداءٍ لا غبار عليه.
أي المعالجات تختار؟
إذا كنت مستخدمًا عاديًا يقتصر استخدامك على تشغيل متصفحات الويب، وحزمة الأوفيس، وربما بعض برامج تعديل الصور والفيديوهات وتريد أن تفعل هذه الأشياء بأداءٍ سلس وبدون مشاكل، فمن الحكمة أن تختار Intel Core i5 من الجيل العاشر فيما فوق؛ Intel Core i5-10350U مثلًا. الجيد أيضًا في اختيارك لمعالجٍ كهذا أنه لن يستهلك طاقةً كبيرة وسيحقق لك توازنًا معقولًا بين الأداء والطاقة، غير أنه لن يكون الأفضل بالنسبة للمهام الأكثر تطلبًا. بالمثل، إذا كنت من محبي معالجات AMD، فالـ "AMD Ryzen 5000" سيكون اختيارًا مناسبًا. فقط اعلم أن الأمر لا يعتمد على الفئة بقدر ما يعتمد على الجيل.
3. كارت الشاشة
لا يمكن للابتوب أن يعمل بدون كارت شاشة، فجميع هذه الأجهزة تحتوي على وحدة معالجة الرسوميات أو الـ "GPU"، ولكن معظمها تكون مُدمجة مع المعالج فيما يُعرف بالـ iGPU. عادةً ما يكون أداء اللابتوب الذي يعمل بكارت شاشة منفصل أو خارجي أفضل من نظيره الذي يمتلك iGPU، إذ يستطيع تشغيل الكثير من الألعاب بجودة عالية ورسوميات جيدة جدًا، في حين تُشغل شرائح الـ iGPU الألعاب بالكاد، هذا إن شغّلتها أساسًا، فدورها الأساسي هو تشغيل الأفلام، وتصفح الإنترنت، واستخدام برامج الأوفيس وغيرهم من المهام المكتبية البسيطة.
الشاهد، عندما تشتري لابتوب جديد احرص أن يمتلك كارت شاشة خارجي مثل الـ GTX 1650 (للألعاب الخفيفة والمتوسطة)، أو RTX 2060، أو RTX 3070، إلخ من كروت إنفيديا، أو RX 6600M، أو RX 6700M، أو RX 6800M من كروت AMD.
4. الرامات
بدون الدخول في متاهات كثيرة، ومن وجهة نظرٍ عملية؛ لا ننصحك بأي حالٍ أن تتنازل عن 16 جيجابايت من الرامات (يُفضل ألا تقل عن DDR4) إذا كنت تريد استخدام اللابتوب في أكثر من مجرد مشاهدة الأفلام والمسلسلات. متصفحات الإنترنت أصبحت تستهلك الرامات بشكلٍ غير معقول، حتى في الألعاب، لذا تجد الكثير من التوصيات الآن باختيار كارت شاشة تتجاوز ذاكرته الرسومية VRAM الـ 8 جيجابايت، وطبعًا كلما كان حجم الرامات كبيرًا ازدادت سرعة الجهاز (شريطة أن يكون المعالج مُعتبرًا).
5. الشاشة
ابدأ بالحجم ونسبة العرض إلى الارتفاع. أمامك الـ 13، الـ 14، والـ 15 بوصة والتي تعمل معظمها بنسبة 16:9 (بعض لابتوبات Microsoft Surface تستخدم نسبة الـ 4:3).
بعد ذلك، انتقل إلى قدرات الشاشة، هل تريدها أن تعمل باللمس (لا تنسَ أن ذلك سيجعلها تستهلك طاقةً أكبر) أم أن الشاشة العادية ستفي بالغرض؟ القرار قرارك ولن يؤثر كثيرًا على التجربة، ما سيؤثر حقًا هو نوع الشاشة، ودقة العرض، ودرجة السطوع، وبشكلٍ عام، فإننا لا نوصيك باختيارِ شاشة دقتها أقل من 1080p وحدة سطوعها أقل من 300 شمعة.
6. المنافذ
نختتم بآخر الأجزاء المهمة حقًا في اختيارك للابتوب. فبينما يُحدد المعالج، والرامات، وكارت الشاشة أداء اللابتوب، فإننا لا نستطيع الاستهانة بأهمية المنافذ كون حواسيبنا المحمولة دائمًا ما تكون متصلة بأجهزة وقطعٍ مختلفة.
مبدأيًا، يجب أن يحتوي اللابتوب على منفذٍ واحد على الأقل من نوع USB-C وآخر من نوع USB-A، إضافةً إلى مدخل ميكروفون/ سماعات، ولا بأس من وجود قارئ microSD. كذلك يُنصَح بشراء لابتوبات تُشحن عبر منافذ USB-C حتى تجد بديلًا للشاحن بسهولة حال التلف أو الضياع، إلخ.
7. البطارية

يحكم الكثيرون على أجهزة اللابتوب من أداء بطارياتها. من الصعب أن تجد لابتوب سيء ببطارية ذات عمر افتراضي طويل، فمعظم الحواسيب المحمولة الحديثة تأتي ببطاريات ذات كفاءة وعمر افتراضي يمكن الاعتماد عليه لساعات وساعات. عادة ما تدوم بطارية اللابتوب السليمة من 2 إلى 6 ساعات من الاستخدام المتواصل عندما تكون مشحونةً بنسبة 100%. شيء آخر: معظم بطاريات الليثيوم آيون تحتاج عادةً من 2 إلى 4 سنوات حتى يبدأ عمرها الافتراضي في النقصان التدريجي، وبالتالي، حاول دائمًا أن تذهب لأجهزة اللابتوب الحديثة، قدر المستطاع.
8. الوزن
الوزن من أهم الأسباب التي تُرجح كفة أجهزة اللابتوب على الحواسيب المكتبية. مُعظم أجهزة اللابتوب يتراوح وزنها بين 1.4 كجم وحتى 3.2 كجم. بعض الأجهزة (الخفيفة جدًا Ultralight) يُمكن أن تأتي بوزن 0.9 كجم، وفي الوقت ذاته، يمكن أن يتجاوز وزن اللابتوب الـ 3.6 كجم. بالنسبة للأشخاص الذين يسافرون كثيرًا، حاول دائمًا أن تراعي جزئية الوزن هذه واعلم أنك ستحمل اللابتوب كثيرًا.
9. التخزين
يكفي أن نقول إن نسخة ويندوز 11 وحدها تتطلب 64 جيجابايت لإبراز أهمية مساحة التخزين في الحواسيب عمومًا. لعبةٌ مثل Call of Duty: Modern Warfare تتطلب 200 جيجابايت تقريبًا، RDR 2 مساحتها حوالي 150 جيجابايت، وCyberpunk تحتاج إلى 70 جيجابايت. إذًا، لو كان جهازك يعمل بويندوز 11 وتريد أن تُحمّل عليه الألعاب الثلاث المذكورة ستحتاج حوالي 500 جيجابايت! بغض النظر عن طبيعة استخدامك للابتوب، ننصحك ألا تقل مساحة التخزين عن 1 تيرابايت (يمكن أن تشتري قرص صلب خارجي) والقرص الأساسي عن 500 جيجابايت من نوع SSD، ويا حبذا لو كان NVMe SSD.
10. الميزانية
تركنا هذه النقطة للنهاية لأنها الأكثر بداهةً. رغم ذلك، يقع فيها الكثيرون. من الطبيعي أن تُراعي ميزانيتك الشرائية عند التفكير في اقتناء لابتوب جديد لئلا تدفع مبلغًا قد تندم عليه لاحقًا. هكذا يُفكر العديد -إن لم يكن المعظم- من الأشخاص، وهنا الفخ الحقيقي! إن تحديد ميزانية معينة لشراء لابتوب جديد ليست بالأمر الهين إطلاقًا، بل قد تكون الخطوة الأصعب بسبب كثرة الخيارات التي تحتاج شخصًا خبيرًا ومطلعًا بالسوق. قد تتعجل وتُفضل لابتوب على آخر لوجود فارق بسيط في السعر قيمته 1000 أو 2000 جنيه وفي النهاية تكتشف أن الفجوة في المواصفات مهولة وأنك لو تأنيت قليلًا لحصلت على جهازٍ أفضل بكثير.
ختامًا، عند الإقدام على شراء لابتوب جديد يجب عليك أن تُركز جيدًا على العناصر الستة التي أوردناها، ولكن، لا تنسَ أن هناك عوامل أخرى في غاية الأهمية مثل خامة التصنيع، والكاميرا، إلخ؛ هذه أشياءٌ بديهية يجب على أي شخصٍ أن ينتبه إليها.
?xml>