بعد النجاح الكبير الذي حققه أستوديو Quantic Dream لما قدمه في لعبتي Beyond: Two Souls و Heavy Rain أصبح الجميع متشوق لمشاريع الأستوديو المقبلة، ومع الكشف عن لعبة Detroit Become Human في أكتوبر 2015 بات الجميع في انتظار تجربة تلك اللعبة والتي تعتمد كعادة ألعاب الشركة علي اختيارات اللاعبين. ومع إصدار اللعبة الرسمي جاء الوقت أخيراً لنضع أيدينا علي تلك اللعبة المميزة لنتعرف من خلالها هل ستحقق النجاح الذي حققته ألعاب الأستوديو الماضية أم ستكون خيبة أمل كبيرة لمنتظري تلك اللعبة ومحبي أستوديو Quantic Dream بالأخص، فبدون الكثير من الحديث هيا بنا نبدأ.

في مدينة "ديترويت" تدور أحداث قصتنا

اللعبة تدور أحداثها في المستقبل وتحديداً عام 2038 في مدينة "ديترويت" الأمريكية، المدينة التي أصبحت تحت سيطرة شركة Cyber Life والأندرويد التي قامت الشركة باختراعهم وأصبحوا متواجدين بكل مكان يعملون كرجال شرطة أو محققين بالإضافة إلي أعمالهم فى المنزل سواء خدم أو رعاة أطفال وبات الاعتماد علي هؤلاء الأندرويد من أجل مساعدة البشر بشكل كبير في حياتهم اليومية. ولكن علي الجانب الأخر أصبح هؤلاء الأندرويد يأخذون وظائف البشر واحداً تلو الأخر حتي أصبحت تحتوي تلك المدينة علي نسبة بطالة كبيرة وهو أحد الأمور المزعجة كذلك للبشر بعيداً عن تفوق ذكاء تلك الوحدات.

قصة اللعبة تركز بشكل كبير عن 3 شخصيات رئيسية قابلة للتجربة، الأول وهو المحقق Connor ووظيفته الأساسية هو التفاوض مع وحدات الأندرويد التي تخرج عن العمل أو تحاول الوقوف أمام البشر، والشخصية الثانية وهي Kara وهي ربة منزل خادمة بإحدى المنازل وترعي أيضا طفلة صغيرة تدعي Alice وتحاول بكل الطرق الممكنة أن تنقذ تلك الفتاة المسكينة من بطش والدها. والشخصية الثالثة والأخيرة لدينا وهو Markus والذي يرعي شخص كبير يدعي Carl Manfred وتربطهما علاقة قوية فيما بينهما ولكنه يتحول في وقت أحد رموز المعارضة والذي يهدف إلي الحصول علي حرية رفقائه.

وبالطبع من قصة اللعبة وقصة أبطال اللعبة بالتحديد تجد أن كل شخص منهم في اتجاه مخالف للأخر ولكن المميز في قصة اللعبة أنها استطاعت جمع هؤلاء الأبطال في قالب واحد وتقديمه بشكل مميز سواء في منتصف اللعبة أو في نهايتها وكانت تلك التفاصيل الصغيرة التي تربط هؤلاء الأشخاص ببعضهم دقيقة للغاية ومميزة في أن واحد وهو أمر ليس بغريب علي مؤلفي أستوديو Quantic Dream وهم قدموا لنا من قبل روائع قصصية بألعاب Beyond: Two Souls و Heavy Rain وعلي رأس هذا الفريق الكاتب المميز “أدم ويليامز” الكاتب الرئيسي لدي أستوديو Quantic Dream والذي أجرينا معه حوار من قبل وبإمكانك مشاهدته من خلال هذا الرابط.

المؤثرات الصوتية  كانت جيدة للغاية بداية من الأداء الصوتي المميز للشخصيات الثلاثة الرئيسية والتي قدمها الممثل Jesse Williams وشخصية Markus، والممثل Bryan Dechart الذي قدم لنا شخصية Connor وأخيراً Valorie Curry والتي قدمت لنا شخصية Kara. كل شخصية قدمت أداء صوتي مميز تتناسب مع طبيعة الشخصية بأحداث اللعبة ومدي نظرة كل منهم تجاه البشر. أما بالنسبة للموسيقي باللعبة فكل قصة من قصص الشخصيات الثلاث تم تخصيص موسيقي خاصة بها وملحن خاص بها كذلك لتنفرد كل قصة بإعطائنا تجربة مميزة مختلفة عن الأخرى.

اختيارات كثيرة أمامك فإيهما ستختار

اللعبة في البداية وقبل أن نخوض في سرد أحداث أسلوب اللعب فهي تقدم تجربة تفاعلية قصصية تعتمد علي اختياراتك وكل اختيار باللعبة ستتحدد علي أساسه النتائج والأحداث المتبقية باللعبة، خلال تجربتك لأحداث اللعبة ستواجه قرارات أخلاقية ستؤثر علي وجهة نظرك تجاه المجتمع أو تجاه البشر ومشاعرهم الإنسانية، وطوال تجربة اللعبة ستتطور أحداثها بناء علي قراراتك واختياراتك والتي تساعدك بالطبع في تشكيل قصتك الخاصة ومن خلال رحلتك باللعبة يمكن لأي من الشخصيات القابلة للعب أن تفقد حياتها ولن تنتهي اللعبة عند فقدان أحدهم، فالأمر أشبه بتجربتنا للعبتي Beyond: Two Souls و Heavy Rain.

اللعبة تأخذنا في بدايتها إلي أحداث ساخنة وهو مشهد المحقق Connor والرهينة التي بالطبع قام أغلبنا بتجربته في نسخة الديمو الخاصة باللعبة والتي صدرت في وقت سابق، فاللعبة تتطلب منك في المقام الأول هو استكشاف المكان جيداً ومعرفة أدق التفاصيل، فدوماً التفاصيل الصغيرة للغاية دوماً ستحتاجها من أجل خيارات ستحتاجها أثناء الحديث سواء في موقف Connor مع المختطف أو في مواقف أخري ستواجه Connor في عالم اللعبة.

ونعود إلي الاختيارات من جديد وهو الأساس القائم عليه تلك اللعبة، فهناك سلسلة طويلة من الأحداث المترابطة والمتشعبة في نفس الوقت وبإمكانك الوصول لكل تلك الأحداث من خلال اختيارات مختلفة توصلك لأكثر من حد وأكثر من نتيجة، وهذا ما ستتعرف عليه بعد نهاية كل مهمة من خلال Flowchart والذي سيوضح لك أين أوصلتك اختياراتك في نهاية الرحلة بالإضافة بالطبع إلي استعراض الأخطاء التي وقعتها بها وأدت بذلك إلي حدوث نتيجة مغايرة فلدينا علي سبيل المثال في مهمة Connor التي ظهرت في نسخة الديمو وبالطبع الكل قام بتجربتها وبإمكاننا سردها بشكل أكبر حتي لا نحرق باقي التفاصيل الخفية عن اللاعبين، هو أنه بعد نهاية كل نتيجة ستشاهد النتائج الأخرى التي بإمكانك الوصول إليها سواء إنقاذ الرهينة والقضاء علي المختطف أو إنقاذ الرهينة من خلال تفاديها بنفسك وكذلك عدم إنقاذ الرهينة علي الإطلاق كل تلك النهايات تأتي نتيجة اختيارات مختلفة وأحداث متنوعة جاءت بناء علي الاستكشاف والدلائل التي جمعتها بالإضافة بالطبع إلي أسلوب حوارك مع المختطف واختيارك المهم معه.

أما بالنسبة لشخصية Kara ففي البداية ستقم بتنفيذ الأعمال اليومية المطلوبة منها وهي تنظيف المنزل وجمع القمامة وكل تلك الأمور التي تراها مملة بعض الشيء ولكن هي في الأساس مخصصة لمحاولة عيش حالة هذا المنزل التي تلاحظ Kara من خلاله المعاملة القاسية التي تلاحق شخصية Alice من قبل والدها Todd ، وبناء علي كل تلك الأجواء التي وضعتك بها اللعبة في مقدمة فصل Kara ستترك لك اللعبة أن تختار الخيار المناسب أثناء تجربة اللعب، وعند القول الخيار المناسب فهو المناسب بالنسبة لك فهناك الكثير من الخيارات التي كما ذكرنا تتناسب مع قرارك ولا تتناسب مع الأخرين وستؤثر علي وجهة نظرك تجاه المجتمع أو تجاه البشر ومشاعرهم الإنسانية.

وعندما يأتي الحديث عن شخصية Markus فهو يعد الشخص المميز بالنسبة لنا علي صعيد أسلوب اللعب فهو شخص جامح يعامل الكثير من البشر ووحدات الأندرويد المختلفة، ففي بعض الأحيان نجد أسلوب Markus مختلف فهناك في بعض المواقف يظهر هيئة الطيبة التي يتسم بها ولكن في بعض المواقف الأخرى تجده يتغير كثيراً ويتسم بالأسلوب العدائي.

ولكن أثناء تجربة اللعبة عليك الحذر جيداً قبل اتخاذ كافة القرارات فكما ذكرنا سابقاً حيث يمكن لأي من الشخصيات القابلة للعب أن تفقد حياتها ولن تنتهي اللعبة عند فقدان أحدهم، ولكن بالطبع ستفضل كثيراً أن تنهي قصة اللعبة دون أن تفقد أي أشخاص سواء الشخصيات الرئيسية القابلة للتجربة أو الشخصيات التي ستقابلك أثناء تجربتك لأحداث اللعبة.

مستوي رسومي مبهر للعين

منذ الظهور الأول لألعاب أستوديو Quantic Dreamدائماً تتسم تلك الألعاب بالمستوي الرسومي المميز سواء تصميم الشخصيات والذي يأتينا من المبدع Simon Wasselin أو تصميم باقي مراحل اللعبة والشخصيات الجانبية وكافة التفاصيل الصغيرة التي ستواجههك بأحداث اللعبة وستقف دائماً أمامها قليلاً لتستمع بالمستوي الرسومي التي أصبحت عليه الألعاب مؤخراً. ولكن المشكلة في بعض الأحيان كانت في مشكلة الكاميرا التي في بعض الأوقات تتغير بشكل بسيط ومن خلالها تفسد متعة الصورة الكاملة للعبة. وبالطبع أحد الأشياء المميزة والتي تثير إعجابي أنا شخصياً في أغلب الألعاب التي تقم بتنفيذ مثل تلك الامور هي عدم الفصل بين المشاهد السينمائية والتي تقدم بشكل رسومي جيد مع أحداث اللعبة وهو الشيء الذي أبدع من خلاله أستوديو Quantic Dream الذي قام بإنشاء تلك المشاهد السينمائية بنفس محرك اللعبة لتظهر اللعبة بشكل متماسك ومميز. ولمن يرغب في الحصول علي أفضل تجربة بصرية من اللعبة فسيتوجب عليه تجربة اللعبة عبر منصة PlayStation 4 Pro ودقة عرض 4K من خلال تقنية HDR التي تقدم اللعبة بأبهي صورة ممكنة. ولكن أحد المشاكل التي واجهتنا علي الصعيد الرسومي هو انخفاض معدل إطارات في بعض المواقف والتي أزعجتنا بعض الشيء ولكنها ليست دائمة.

موسيقي ممتعة ودبلجة متقنة

أما بالنسبة للموسيقي باللعبة فكل قصة من قصص الشخصيات الثلاث تم تخصيص موسيقي خاصة بها وملحن خاص بها كذلك لتنفرد كل قصة بإعطائنا تجربة مميزة مختلفة عن الأخرى، وبالفعل استطاعت أن تقدم تجربة لعب متكاملة في أغلب المواقف التي واجهتنا باللعبة وبالتحديد إذا قمت باختيار سيء داخل اللعبة أدي إلي وفاة أحدهم ستبدأ الموسيقي التي تظهر في الأجواء في تأنيب ضميرك تجاه الخيار التي انجذبت تجاه.

لعبة Detroit Become Human وكما نعلم جميعاً تأتي بدعم كامل للغة العربية سواء ترجمة للنصوص والحوارات والقوائم أو بدبلجة باللهجة المصرية والتي كنا يظن أغلبنا أنها ستكون تجربة سيئة ولكن علي الإطلاق كانت مميزة ولكن في بعض الأوقات كنت ألجا إلي الترجمة باللغة العربية فقط مع الاستمتاع بأصوات الشخصيات الرئيسية.